Wednesday 5th february,2003 11087العدد الاربعاء 4 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تعقيباً على مقال ابن إدريس تعقيباً على مقال ابن إدريس
نعم..!! بهذا تخلف المسلمون!!

عندما كنت أطالع الجزيرة في عددها رقم 11072 استوقفني مقال للأستاذ والأديب الكبير عبدالله بن إدريس وقد كان المقال تكملة لمقال سابق حول الصوفية.. والحوار الذي عرضته قناة اقرأ في احد برامجها الحوارية.. وذكر بعد ذلك مناقشات وحوارات حصلت له مع بعضهم عند قبر الحسين توضح ما لدى هؤلاء من تعصب اعمى واستعانة بغير الله.. وتوسل بمخلوقات الله.. وقد أجاد الكاتب بارك الله فيه في عرض الموضوع.
ولكن ما لفت انتباهي هو تعقيب قرأته للأخ عبدالله الربيعان في نفس العدد في صفحة عزيزتي الجزيرة على المقال السابق للأستاذ ابن ادريس.. ويبدو لي ان الأخ لم يقرأ المقال قراءة متأنية.. حيث توهم ان ابن ادريس ينتقد القناة في عرضها لهذه المناظرة وهذا ما لم يحصل في المقال.. ثم انتقد حديث كاتبنا عن الصوفية وقال: (ان الأمة بحاجة إلى الوحدة والترابط بعيدا عن التفرق والاختلاف).
فأقول حيال ذلك أولا: أشكر الكاتب الفاضل (ابن إدريس) على كتاباته المتميزة.. والتي تنبىء عن حمل هم هذه الأمة والسعي لما يصلح من حالها ويكشف عن سبب تأخرها وتخلفها.. فنحن بحاجة الى مثل هذه الأقلام التي تنبض بالغيرة على هذا الدين وتنبذ كل ما يفسد عقائدها.
ثانياً: أود أن أعقب على مسألة (أن الحديث عن مثل هذه الأمور يؤدي إلى الاختلاف والتشرذم.. فأقول مستعيناً بالله.. إن الحق واضح بين.. وكما يقال: (الحق أبلج.. والباطل لجلج) فمهما انتشر ظلام الباطل وعلا.. لابد أن يمحوه نور الحق.. وهذه حقيقة لا نزاع فيها.. وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.
ولكن ثمة ملابسات وعقائد اتسع انتشارها في المجتمع المسلم وضربت باطنابها في بعض الدول العربية.. ولجهل بعض العامة والدهماء من الناس.. ظنوا أنها من الإسلام ومن ذلك طرق الصوفية وغلاتهم وخزعبلاتهم.. والتي تعرض على أنها من عبادات المسلمين..!! ألا تستحق مثل هذه المنحنيات الخطيرة في طريق المسلمين أن يصحح مسارها لتسلك الطريق المستقيم الذي أراده الله عز وجل لهذه الأمة.. الم يقل الله تعالى: {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ} (آل عمران 110).
وهو القائل سبحانه وتعالى: {لٍعٌنّ الّذٌينّ كّفّرٍوا مٌنً بّنٌي إسًرّائٌيلّ عّلّى" لٌسّانٌ دّاوٍودّ وّعٌيسّى ابًنٌ مّرًيّمّ ذّلٌكّ بٌمّا عّصّوًا وَّكّانٍوا يّعًتّدٍونّ} (المائدة 78). وقال تعالى: {وّمّا كّانّ رّبٍَكّ لٌيٍهًلٌكّ القٍرّى" بٌظٍلًمُ وّأّهًلٍهّا مٍصًلٌحٍونّ} (هود 117).
فالله تعالى لم يقل.. صالحون.. فالصلاح وحده لا يكفي.. ولا يرد عقاب الله إذا أراده تعالى.. لكن الله جل وعلا قرن نجاة الأمة بسعي دعاتها إلى إصلاح ما أعوج من عباداتهم ودينهم.. وحينما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الهلاك في اخر الزمان سألته زينب رضي الله عنها ( يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون) قال (نعم إذا كثر الخَبَث).
* أليس من الخبث الذي خافت منه زينب رضي الله عنها والذي حذر منه صلى الله عليه وسلم.. تقديس قبر زينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والتعلق به وجعله مفرجا للأزمات.. وكاشفاً للكربات.. ومزيلا للهفوات..!!
اليس من أسباب تخلف المسلمين وإذلالهم وتسلط الأعداء عليهم وجود مثل هذه العقائد والنحل الباطلة في بعض مجتمعات المسلمين.. وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه في آخر الزمان يصبح المنكر معروفا والمعروف منكراً!!
فتجد أن من ينكر هذه الترهات والخرافات في بعض بلدان المسلمين يعادونه ويشيرون إليه بإصبع الاتهام..!! وانه وهابي! وأنه لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم ولا يقدر الصحابة!! ألم يصبح هذا العمل معروفا عندهم مع مخالفته لصريح كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم!! ثم هل من العقل أن يتوسل المسلم بقبر احد الصحابة وهم الذين رووا لنا الأحاديث التي تحذر من هذه الشركيات الخطيرة!!
* أليس من أسباب تأخر نصر هذه الأمة وتكالب أمم الكفر عليها تعلق قلوب بعضها بغير الله.. فكيف يرجو أقوام النصر والعزة.. وهم يطلبونهما من غير الله!! كما في توسل هؤلاء ووصفهم للأموات بصفات لا تليق إلا بالله جل شأنه!!
وقد قال الله تعالى: {لّهٍ دّعًوّةٍ الحّقٌَ وّالَّذٌينّ يّدًعٍونّ مٌن دٍونٌهٌ لا يّسًتّجٌيبٍونّ لّهٍم بٌشّيًءُ إلاَّ كّبّاسٌطٌ كّفَّيًهٌ إلّى المّاءٌ لٌيّبًلٍغّ فّاهٍ وّمّا هٍوّ بٌبّالٌغٌهٌ وّمّا دٍعّاءٍ الكّافٌرٌينّ إلاَّ فٌي ضّلالُ} (الرعد 14) وقال تعالى: {وّقّالّ رّبٍَكٍمٍ ادًعٍونٌي أّسًتّجٌبً لّكٍمً إنَّ اللذين يّسًتّكًبٌرٍونّ عّنً عٌبّادّتٌي سّيّدًخٍلٍونّ جّهّنَّمّ دّاخٌرٌينّ} (غافر 60) فقال الله مباشرة: (ادعوني) ولم يقل ادعو هؤلاء الصالحين لأستجيب لكم..!!
وأخيراً أقول للأخ الربيعان إن مناقشة مثل هذه الأمور العظيمة والخطيرة التي تعصف بعقيدة هذه الامة لا تزيد من التفرقة والاختلاف بل تقربنا الى نصر الله إذا طرحنا التعصب جانباً واستجبنا لنداء الحق وداعي الخير فنصر هذه الأمة يكمن في رجوعها إلى الدين الصحيح وإلى كتاب ربه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بهما.

عبدالعزيز بن عبدالله السعدون/بريدة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved