إن ما نراه من أبناء هذا الجيل يجعلنا نستغرب ونتساءل كيف وصل أبناؤنا الى هذا الحال المتردي وذلك نتيجة ما نراه في الحفلات التي تقام في مدننا السياحية وفي خارج الوطن.
إن حال شبابنا اليوم من الجنسين يدمي القلوب ويغص في النفوس، وذلك نتيجة ما نراه من بعد عن القيم والأخلاق الفاضلة في بعض من استهوتهم حضارة الغرب المزيفة التي لا تجلب الا البلاء والانحطاط لمن انجر وراءها من شباب الأمة.
وما نراه من بعض الشباب من ميوعة وغرور واستهتار سببه التقليد الأعمى لكل موضة دخيلة فنرى قصات الشعر الغريبة والعجيبة التي انتشرت بين ابناء هذا الجيل وكذلك الملابس المزرية التي تبين جسم الإنسان وتسمى الملابس الضاغطة والبعض أصبح يلبسون شورتات فوق الركبة ويتبجحون في الأسواق والأماكن العامة غير عابئين بما تمثله أشكالهم من وضع مزر.
إن أبناء هذا الجيل لم يجدوا الرقابة الأسرية في بعض الأسر التي لا تعبأ بحال الأبناء ولا يجد الشباب من يدله داخل الأسرة على طريق الصلاح والخير فالأب في بعض الأسر دائما مشغول في عمله وتجارته وما الى ذلك والأم مشغولة بأحدث الموضات واحدث الموديلات وبزيارة الاقارب ومشاهدة القنوات الفضائية والابن يجد امامه الطريق مفتوحا لكي يمارس ما يشاء بدون مراقبة ومحاسبة من احد، فالكل لاه في حال، وهذا ما لا يجب ان تكون عليه الأسرة المسلمة وذلك نتيجة لما عرف عن الأسرة المسلمة من تكافل ومحبة ومودة تسود الأسرة والمراقبة وحث الأبناء على الخير وتنوير مداركهم وغرس القيم النبيلة في نفوسهم والأخلاق الفاضلة وزرع المودة والرحمة من أهم واجبات الأسرة المسلمة وما يجعل شباب الأمة ينزلق في طريق الانحطاط هو عدم النصح والارشاد وعدم الوعي بما يحاك لشباب الأمة من قبل الأعداء، وهذا ما يهدف اليه الأعداء.
إننا نأمل في شباب الامة الخير ولكن ما نرى ونسمع يدعو الى الاستغراب والتعجب والذهول والخوف من هول ما قد يحدث لشبابنا ان الحالة التي وصل اليها بعض شبابنا من عدم وعي بما يحاك ضدهم نتيجة استهزائهم بما يربطهم بقيمهم وعاداتهم العربية الأصيلة يبعث الخوف من الخطر المحدق بهم ويجعل المستقبل غامضا بالنسبة لبعض ما ينجرون وراء حضارة الغرب، وذلك نتيجة ما نراه من سلوكيات خاطئة من بعض شبابنا الذين هم في حاجة الى التنبيه والتثقيف والتنوير، في حاجة الى وقفة صادقة من المجتمع ووسائل الاعلام ولمزيد من المعالجة الأسرية والى فهم ما يريد أعداؤنا الزج بنا فيه من انحطاط والايقاع بنا فيما هم فيه من ذل وخزي عبر خطط توقع شبابنا فيما هم فيه من وبال لم يجنوا منه أي فائدة بل هم اليوم أحوج الى تطهير مجتمعاتهم من الفساد والانحطاط والرذيلة التي وقعوا فيها، ولم يجدوا منها مخرجا فابتلاهم الله بأمراض فتاكة لم يجدوا لها علاجا رغم انهم يدعون سيادة العالم في كل الاختراعات والابتكارات في هذا القرن. ان تلك الشريحة من شبابنا التي استهوتها حضارة الغرب الزائفة لا تمثل إلا اقلية من شبابنا الناضج الذي نتوقع فيه الخير الكثير، والأغلبية من شبابنا متمسكون بدينهم وبكل ما يربطهم بمجتمعهم المسلم، وهم محل تقدير واحترام ويجب تذليل العقبات التي تقف في طريق نجاحهم لكي يصبحوا اعضاء نافعين في المجتمع في هذا الوقت بالذات الذي أصبحت فيه المخاطر محدقة محدثة بالأمة.
|