قرأت كثيراً عن جهوده الخيّرة وأعماله المباركة من خلال هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وكنت أتمنى أن التقى به.. خصوصاً وأن من مهام الدفاع المدني تقديم الإغاثة أوقات الكوارث تنسيقاً مع الجهات المعنية.. وكان ذلك جزءاً من اهتماماتي الخاصة في مجال الحماية المدنية وتشاء الأقدار أن أقابلة في الحلقة العلمية «قانون وقضايا اللاجئين» التي عقدت بالمعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية من 25- 26/6/1415هـ بالرياض. لم اصدق أنني سوف اجلس إلى ذلك العَلَم.. إلى ذلك الطود الشامخ من الأخلاق والتواضع والإنسانية.. وتلك الابتسامة لا تفارق محياه وتحدثنا عن هموم الإغاثة.. طريقة وأسلوبا.. مصادر وصرفاً.. وطرح عليّ فكرة التعاون والكتابة في مجلة «الإغاثة» وطرحت عليه نيتي في إعداد كتاب عن الإغاثة فشجعني وشد على يدي وقال سوف أقدم لك كل مساعدة واستمرت الاتصالات بيننا منذ ذلك اللقاء المبارك.وتم بحمد الله الانتهاء من إعداد كتاب«الإغاثة في حالات الكوارث» بالاشتراك مع أخي المقدم/ محمد عوض الاسمري وعرضته عليه ففرح فرحاً كبيراً واستعد بأن تقوم الهيئة بطباعته ونشره على نفقتها وكان المنسق في ذلك الأخ الأستاذ/ سليم الهلابي- جزاه الله خيراً -وصدر الكتاب في عام 1417هـ بمقدمة بقلم الفقيد- رحمه الله- ومازلت اعتز بتلك الكلمات الجميلة والرائعة.. وانقطعت بنا السبل بعد أن غادر الهيئة إلى مقره الأصلي الجامعة.. لكن الدعاء له لم ينقطع كلما سمعت عنه أو شاهدت صورته.. ذلكم هو فريد ياسين قرشي الأستاذ الجامعي والاقتصادي الخبير بأمور التسويق ورجل الإغاثة الأول ووالد اليتامى والمعدمين.. وماسح دموع الأرامل والفقراء.. لقد فرحت عندما علمت أن زراعة الكبد التي أجراها في الصين قد نجحت وبحثت عن رقم هاتفه لأتصل به مهنئاً ومباركاً.. لكنني فوجئت بصوت الدكتور/ رضا كابلي ينقل لي خبر وفاته.. لقد حزنت حزناً شديداً على فقده.. ورضيت بقضاء الله وقدره.. رحمك الله يا فريد رحمة واسعة.. وأفسح لك في قبرك.. وانزل عليك رحمات من عنده.. ولعل ما قدمت من أعمال في الدنيا شفيعة لك يوم القيامة و{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}
|