|
|
لقد شهد القرن العشرون الكثير من الأحداث التي مازالت اثارها راسخة في الذاكرة ولعل أبرزها الحربان العالميتان الأولى والثانية اللتان أحدثتا دمارا وخرابا لم يشهده العالم في كل العصور السابقة، فالاحصاءات تدل على ذلك . ولو بحثنا عن سبب اندلاع تلك الحروب لوجدنا أن الهدف كان بسط النفوذ والسيطرة والاستغلال والنهب متوازياً مع القهر والاستعباد بكل صوره . فلقد عانت شعوب وبلاد من ذلك والأدهى والأمر من هذا هو الخسائر البشرية الهائلة التي صاحبت تلك الحروب سواء قتل أو اصابات وتقول التقديرات ان هناك ما يقدر ب 80 مليون انسان سقطوا بين قتيل وجريح في هذه الحروب أي في الحربين العالميتين الأولى والثانية . إنها بحق تعد أكبر جريمة في حق الانسانية.لقد كان مصدر هذه الحروب واذكائها في الغالب العالم الغربي متمثلاً في الاستعمار الألماني والبريطاني والفرنسي والايطالي الذي جاء بنزعة التفوق العرقي والبقاء للأفضل متمثلاً في نظرية دارون وتحليل نيتشه فذاقت بعض الدول في العالم تجربة هذه النظرية فكان هذا هو الوجه الحقيقي للحضارة الغربية التي تدعي التنمية ونشر العدالة وأين هذا مع مقارنتها بالحضارة الإسلامية التي لم تقتل أو تشرد تلك الأعداد من البشر فهل هذا لايعتبر ارهاباً؟ أرجو أن نعي الحقيقة فنحن في القرن الحادي والعشرين وفي عصرنا الحاضر وتحديداً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر نشهد ذلك الهجوم الشرس في كافة وسائل الإعلام الغربية على الإسلام ووصف المسلمين ونعتهم بالارهاب وأنهم عالم متأخر يريد القضاء على الحضارة، نعم نعتبر أن الحدث مأساوي ولكن لنبحث عن أسبابه ولا نطرح السؤال الغبي الذي يقول لماذا يكرهوننا؟ وهم يعرفون الاجابة.والتساؤلات التي أود أن أطرحها هنا وهي ترتبط بالأحداث التي وقعت في أرضنا العربية في عهدالاستعمار فماذا فعل الاستعمار الفرنسي بالشعب الجزائري من فظائع والتي منها رمي الآلاف منهم بالطائرات هذا غير القتل والتعذيب ، وماذا حدث في العراق على وقت الاستعمار البريطاني عندما كانت الطائرات تقصف البيوت بقنابل موقوتة أي أنها تنفجر بعد القائها بفترة محددة ؟ وماذا فعل الاستعمار الايطالي بليبيا من جرائم بحجة القضاء على المقاومة المشروعة.. ولنعرج على الأرض التي مازالت تنزف إلى وقتنا الحاضر بفعل قرار من بريطانيا عندما كانت مستمعرة لتلك الأرض وهي فلسطين لقد قامت قطعان المستوطنين الدخلاء والغرباء بتكوين عصابات شيترن والهجناه وغيرها التي أمعنت بالقتل والتدمير والخراب فلا أدري ماذا يسمى هذا؟ عندما يأتي ذكرها يقولون مقاومة ونحن نشاهد ونسمع ما يقوم به الفلسطينيون في الوقت الحاضر من مقاومة باسلة نعم مقاومة وليست ارهاباً كما يدعون ويرددون فيصيبك العجب من ذلك الطرح واختلال تفسيره فأصبحت المقاومة ارهاباً ولا أدري كذلك عندما يسلخ الرجل الأبيض فروة رأس الرجل الهندي الأحمر ويحتفظ بها كشعار رمز للبطولة والشجاعة وموت الآلاف في نجازاكي وهيروشيما ألا يعتبر هذا ارهابا؟ حقاً انه مفهوم غريب يكون دفاعاً عن النفس لديهم وتكون مقاومتنا ارهاباً فما هذا المعيار المزدوج الذي يبيح لهم التفسير وفق مصالحهم وأهدافهم وتحرم منه الشعوب التي تقاوم الاحتلال، فالارهاب ذلك المصطلح الذي راج سوقه في عصرنا الحاضر عليهم أن يحددوا مفهومه والفرق بينه وبين المقاومة المشروعة ومن دون إعطائه صفة التعميم على كل واقعة أو حدث. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |