أيقظتِني من غفلتي وسباتِي
وبعثتِني من عالم الأمواتِ
وقذفت بي بين الجموع يهزُّني
مرأى التفاف الذات حول الذاتِ
ومضيت أنظر في الجموع فلا أرى
إلا السراب على وجوه لِداتِي
ومضيت أنتعل الدروب فلا أرى
إلا الضياع يمور بالخطواتِ
ومضيت أقتحم المشاعر كلها
وأعود أشكو من صنوف شتاتِ
وأخاطب«الأحياء».. علَّ إجابةً
تشفي غليل تحرقي وشَكاتِي
وأُلِحُّ.. أوغل في السؤال لعله
يهدي إليَّ سوانحَ الصحواتِ
فتردني تلك الجموع.. لحسرتِي
وأذوب في بحر من النظراتِ
أيقظتني.. ومضيتِ وحدكِ في السنا
وبقيت وحدي أمتطي ظلماتِي
هذا النداء.. وهاتفي.. ومواجعي
والخوض في سيل من العبراتِ
في ليلة مسكونة بهواجسٍ
أمضي بها في حالك الفلواتِ
وحدي.. أنيسي في الظلام.. مدامعي
تلك التي جمدت.. على وجناتِي
وأعود أستجدي المهاتف فسحة
من طيف ظن.. أو ظلال سباتِ
لاشيء يسعفني سوى وقع الأسى
وعوالم الأسرار في خطراتِي
عجباً لهذا الموت.. طاف لينتقي
أغلى الجواهر.. من أعز بناتِي
أحلى العرائس في المكارم.. والنهى
والفضل.. والإحسان والنفحات
وعجبت أنَّ تعجُّبي لا ينتهي
إلا ليبدأ شاحب القسماتِ
ووقفت وحدي في الجموع أغوص في
رجع الصدى المسكون بالهمساتِ
أو هكذا نمضي.. وننسى أننا
نمضي.. وننسى ظلمة الحفراتِ؟!
أو هكذا نخشى المصير.. ولا نرى
أنا سنهجر مترف الغرفاتِ؟!
أو هكذا نحيا.. وبين جنوبنا
يحيا الممات.. على ضفاف مماتِ؟!
نحياه في أعصابنا.. ودمائنا
نحياه في السكنات والحركاتِ
في لقمة.. في غفوة.. في نشوةٍ
في زينة مبثوثة النغماتِ
أولى بنا أن نستفيق لصبحه
ومسائه في نبضة الخفقاتِ
أولى بنا ألا تضل طريقه
أقدامنا.. في نشوة النزواتِ
لكننا.. نمضي.. نفرُّ.. إليه مِنْ
أُفُقٍ.. إلى أُفُقٍ قريب آتِ