«2»
في ص «6»، وتحت عنوان: «كيلا نحرث في البحر»، بدأ الكاتب حديثه قائلاً: الكتابة عند البعض عادة تدخل في تركيبة السلوك الآتي.. وقال: «وهي عند البعض الآخر في وجداني عسير المنال». وكلمة البعض أكثر رشاقة حين تأتي ، ولقد رأيتها في الكتاب العزيز هكذا! قال تعالى:{وّأّقًبّلّ بّعًضٍهٍمً عّلّى" بّعًضُ يّتّسّاءّلٍونّ}، آية «27» من سورة الصافات .. وقوله سبحانه:{فّأّقًبّلّ بّعًضٍهٍمً عّلّى" بّعًضُ يّتّلاوّمٍونّ}، آية «30» من صورة القلم .
* في ص «7»، يقول الكاتب في السطر الثاني: الأولى: «إن الكتابة المبدعة في معظم أحوالها لا تأتي من فراغ». والكتابة لا تُبدع، إذا كانت الكلمة بكسر الدال ، وإنما تأتي من مبدع، وقد نقول: الكتابة المبدع فيها.. وفي الكتاب العزيز:{بّدٌيعٍ السَّمّوّاتٌ وّالأرًضٌ}.!.
* وفي آخر الصفحة نفسها: يقول الكاتب: «الكاتب المبدع يحفر في الصخر، فلا ينسى، والآخر، يحرث في البحر، فيمسي بفعله نسياً منسياً».. ذلك أن الآخر لا يحقق شيئاً سوى جهد ضائع.!.. إن كتابات الأستاذ عبدالرحمن السدحان، تتميز باختيار الألفاظ، بعيداً عن الحشو الفارغ، وهو يحاول أن يكون دقيقاً في هذه الاختيارات، ليقدم أو يختار ما يرضيه، قبل أن يفكر في إرضاء القارئ.. إنه حرص احترام الذات، وهو ذوق مميز للصانع، والكاتب كذلك.!.
* في ص «8»، نقرأ عنوانها: «مشواري مع الحرف: كيف بدأ ومتى؟». وعندي أن الاختصار في كتابة العنوان أجدى ، وكان يكفي الكاتب الاقتصار على الشطر الأول: مشواري مع الحرف.. وفي السطر الأول يقول: «بدأ مشواري مع الحرف سنين عديدة».. وأكبر الظن أن هذه الجملة تحتاج إلى ربط بين جزءيها، فيقال: إن مشواري مع الحرف بدأ منذ أو قبل سنين..
* في الجزء الثاني من الصفحة نفسها، نقرأ كلمات، تدل على طموح متوثب، يتطلع إلى مستقبل في عالم الكتابة.!.
وفي الشطر الثالث من تلك الصفحة، نرى الكاتب وطموحاته، بين: الكتابة والدراسة، ويختم كلمات هذه الفقرة، بأن الكتابة: «لا تنبت عيشاً ولا تبني عشاً».. وأقول إنها شهرة وهوى وطموح، بمقاييس التذوق للفن العالي، ولا أدري، لعل كلمة عيشاً صحتها عشباً .
* في ص «9» خلال حديث الكاتب عن اليمامة الصحيفة ، قال في السطر الثالث: وكان أحد لا يجرؤ على اقتحام حمى اليمامة ، وعندي لو أن الكاتب بدأ جملته أو حديثه ب: «وما كان أحد ليجرؤ» إلخ، فذلك أبلغ .!.
* وفي الشق الباقي من الصفحة نفسها، نقرأ قول الكاتب: «وكادت أن تدق طبول الحرب خليجياً وعربياً بسبب تلك الأزمة»، وعندي لو كان قال من جزاء تلك الأزمة، أجدى.. وقال في السطر الخامس من هذا الجزء: «أتساءل عن المستفيد بتلك المحنة»، ولو قال: «من تلك المحنة، ربما كان أدق.. وتوقفت عند كلمة العيش» في آخر السطر الذي قبل الأخير بسطرين: «بين زملاء الدراسة ورفاق العيش»، أهي صحيحة، أم أنه تطبيع!؟.
|