Wednesday 5th february,2003 11087العدد الاربعاء 4 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بغداد: أي عمل أحادي أمريكي هو بمثابة تصرف «المافيا» بغداد: أي عمل أحادي أمريكي هو بمثابة تصرف «المافيا»
معارضون عراقيون: جيش صدام مستعد لخوض حرب عصابات بالمدن
صدام لا يثق إلا في عدد قليل من حرسه الذين يمكن أن يروه ويعرفوا مكانه أثناء الحرب

  * لندن بغداد الوكالات:
قال ضباط منفيون يراقبون الأوضاع في العراق إن الرئيس صدام حسين ألغى المركزية في الجيش العراقي تأهبا لخوض معارك حرب عصابات بالمدن العراقية وأنه سيعتمد على نجله قصي في تنسيق الحرب الدفاعية في المدن.
وقال العميد توفيق الياسري «سيحارب الأمريكيون أشباحا، سيجدون أنه من الصعوبة بمكان معرفة مكان العدو، أولئك الذين يراهنون على أن صدام سيهزم سريعا مخطئون».
وقال الياسري «انتشر عشرات الآلاف من أفراد القوات العراقية الخاصة تحت الأرض وفوق الأرض في المزارع والمدارس المساجد والكنائس... وفي كل مكان، ليسوا في معسكرات أو في منشآت رئيسية، هذه الوحدات مؤهلة لخوض حرب عصابات بالمدن ولديها الخبرة اللازمة».
اشترك الياسري في انتفاضة ضد صدام عام 1991 ويرأس الآن مجلسا لكبار الضباط العراقيين في المنفى.
ويقول هؤلاء الضباط إنهم لايزالون يجرون اتصالات مع رفاقهم القدامى داخل العراق.
وقال ضابط آخر رفض نشر اسمه إن بعضا من أفضل الوحدات المدربة على القتال من منزل إلى منزل ليست ضمن الجيش النظامي العراقي.
وقال الضابط «لقد تلقوا تدريبا في أوروبا وهم لا يرتدون زيا عسكريا».
ولم يذكر مزيدا من التفاصيل إلا أن دولا أوروبية كانت قد زودت العراق بمعدات حربية وتدريبات إبان الثمانينيات.
وقال معاونون عسكريون سابقون لصدام إنه تم تركيب أنظمة ثانوية للاتصالات لمساعدة الجيش العراقي على العمل أثناء استمرار الضربات الأمريكية بما في ذلك أجهزة اتصالات محمولة طويلة المدى وشبكات من كابلات الألياف الضوئية تحت الأرض التي يصعب تدميرها.
وأضافوا أن مركز الدفاعات العراقية سيكون في بغداد وأن قصي الابن الأصغر لصدام سيلعب دورا حيويا في استمرار احكام سيطرة الرئيس العراقي على الجيش.
وقال الضباط المنفيون إنه في منطقة يغلب عليها حكام يحجمون عن تفويض السلطة أوكل صدام إلى نجله قصي مسألة الإشراف التام على الوحدات المكلفة بأمن نظام الحكم لاسيما قوات الحرس الجمهوري وجهاز الأمن الخاص.
وقال العميد سعد العبيدي الذي كان مسؤولا عن فرع الشؤون المعنوية بالعراق في الثمانينيات «لا يزال قصي يتلقى الأوامر من صدام، إلا أن صدام لن يثق إلا في عدد قليل من الناس الذين يمكن أن يروه ويعرفوا مكان وجوده أثناء الحرب».
وقال العبيدي إنه ربما كان قصي دون غيره هو موضع الثقة المطلقة «على الرغم من افتقاره لأي خبرة عسكرية حقيقية».
ويقول معاونون سابقون لصدام إنه قسم البلاد إلى ثلاثة قطاعات هي الشمال والوسط والجنوب وأسند إلى القادة العسكريين لكل من القطاعات الثلاثة صلاحيات شبه مطلقة خلال العمليات العسكرية.
وأضافوا أنهم لم يعرفوا سوى اسم قائد المنطقة الجنوبية وهو على المجيد ابن عم صدام الذي قاد القوات العراقية التي سحقت انتفاضة للأكراد عام 1998 في الشمال مستخدما أساليب الحرب الكيماوية.
وعلى الرغم من أن صدام يستعد لما قد يكون آخر معركة له فإن القادة المنفيين يقولون إن احتمال تركه منصبه لإنقاذ حياته وتجنب الحرب لا يمكن استبعاده استبعادا كاملا.
وقال ضابط سابق «صدام سياسي، وقد تعلمنا أن كل شيء ممكن في العراق، إنه احتمال بعيد».
من جهة أخرى، أكدت بغداد أن واشنطن ستعجز عن إقناع مجلس الأمن الدولي بضرب العراق من أجل نزع أسلحة الدمار الشامل واعتبرت أن أي عمل عسكري أحادي من جانب الولايات المتحدة سيكون بمثابة تصرف «المافيا».
وصرح المستشار في ديوان الرئاسة العراقي الفريق عامر السعدي خلال لقاء في بغداد مع مع وفد من 32 نائبا في البرلمان الأوروبي يقومون بزيارة للعراق «ستكون مفاجأة أن نرى الأمريكيين يتمكنون من إقناع مجلس الأمن الدولي بوجهة نظرهم».
وأضاف «أعتقد أن الأمريكيين سيفشلون وسيواصلون التورط حتى كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الذي من المقرر أن يقدم الاربعاء لمجلس الأمن عناصر مقنعة تدل على أن العراق يملك أسلحة الدمار الشامل.
وفي رد على سؤال أحد النواب بشأن امكانية قيام واشنطن بعمل عسكري أحادي ضد العراق قال السعدي «إذا لم يتقيدوا بقرارات الأمم المتحدة ستكون هناك مشكلة ليس فقط بالنسبة للعراق بل للعالم أجمع».
وأوضح السعدي أن «الأمر يتعلق بقوة عظمى (الولايات المتحدة) تريد أن تقول للعالم يمكننا أن نفعل كل شيء، يمكننا قتل أي كان لا نحبه، وهذه هي المافيا».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved