Wednesday 5th february,2003 11087العدد الاربعاء 4 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تحالف جديد يجمع إسرائيل وحكومة ما بعد العراق تحالف جديد يجمع إسرائيل وحكومة ما بعد العراق
أمريكا في مواجهة العالم.. لماذا يكره العالم أمريكا

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عاطف عوض - صابر حمد:
عقد على هامش معرض القاهرة الدولي الخامس والثلاثين للكتاب المنعقد حاليا بالقاهرة ندوة حول كتاب «أمريكا في مواجهة العالم.. لماذا يكره العالم أمريكا» لصاحبه الدكتور سعيد اللاوندي الصحفي بجريدة الأهرام والباحث في الشؤون الدولية.
قال د. اللاوندي في بداية الندوة إن حرب العراق ما هي الا حلقة في سلسلة حروب تصطنعها أمريكا من أجل فرض الهيمنة والانفراد لأطول مدة ممكنة - بالقرارالدولي لاسيما اننا نعيش أجواء «حرب باردة» من نوع جديد طرفاها ليسا عملاقين أو كتلتين - كما كان الحال قبل سقوط حائط برلين في 9 نوفمبر 1989 - وانما دولة واحدة عظمى هي أمريكا من ناحية ودول العالم أجمع (بما في ذلك الحلفاء في أوربا وآسيا) من ناحية أخري.
ولتكريس هذا الواقع (الأحادي القطبية) كان على واشنطون أن تخطط لسياسة استعمارية جديدة تستهدف «منابع البترول» باعتبار أن «من يرغب في ادارة العالم لا بد أن يتحكم في ثروات الشعوب» باسم محاربة الارهاب. ويضيف الدكتور اللاوندي، الذي يعمل أيضا أستاذا محاضرا بجامعات مصر وسويسرا وبلجيكا، أنه لضمان التفوق الأمريكي كان لابد من وضع العراقيل في طريق بزوغ قوى مناوئة اليوم أو غدا.. فشرعت واشنطون تزرع الشوك في طريق صعود الجنس الأصفر (الصين) وتهمش - الى أقصي حد - الاتحاد الأوربي حتى كاد يكون ظاهرة صوتية» وصبغت القانون الدولي بصبغة أمريكية محضة فأصبحت الشرعية الدولية والارادة الدولية و المجتمع الدولي «مجرد صدى» لصوت البيت الأبيض.
ويقول الدكتور عبد اللطيف الريدي استاذ العلاقات الدولية، إن هناك موضوعات لا يجوز فيها الحياد، ويجب أن يعبر فيها الكاتب عن رأيه وعن مصالح وطنه ودينه، ومن هنا كان تأكيد الدكتور سعيد منذ الصفحة الأولى أن هناك مؤامرة وراء 11 سبتمبر، وقال انه استعرض في 12 فصلاً خريطة المسرح القومي والدولي، مشيراً الى أن الكتاب يثير قضايا عديدة تصل الى 30 قضية أبرزها ما يتعلق بهيكل النظام الدولي.. ويقول إن التغير بدأ من التسعينات بعد انتهاء الاتحاد السوفيتي وانفراد أمريكا بالعالم .. قبل بوش كانت الهيمنة تدريجية أما الآن فهي مباشرة.
ومن القضايا الهامة أيضا تفاعلات النظام الدولي ... مثل ايعاز أمريكا للعراق بعدم التعرض له في حالة احتلاله الكويت، واستخدم دكتور اللاوندي مصطلحات مثل الحرب المدبرة والخديعة للتعبير عن ذلك.
وتحدث أيضا عن وحدات النظام الدولي.. وانحصار دور الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية ما هي الا أدوات تعمل من الباطن لتنفيذ أجندة السياسة الأمريكية، وذلك باعتراف هذه المنظمات التي أكدت جهرا أنها تلعب هذا الدور لصالح الولايات المتحدة، ومن هذه المنظمات تخرج المبادرات السياسية - علناً - مثل مبادرة كولين باول العجيبة الخاصة بتدعيم الديمقراطية في العالم العربي.
ثم أشار الى أفول الرأسمالية في مواجهة الاشتراكية... ليس مستبعدا انهيارالامبراطورية الأمريكية، ويقول د.عبداللطيف الريدي، استاذ العلاقات الدولية، لماذا لم يتم التعامل سلميا مع كوريا الشمالية أما العراق فالحرب لا نقاش فيها، وتحدث عن فكرة صعود القوى الجديدة مثل الصين واليابان وفرنسا، قضية البترول قضية حاسمة في ادارة الصراع، فالبترول ضابط ايقاع لحركة الصراع .. من يقود من.. أمريكا تقود اسرائيل أم العكس، فاسرائيل تمثل المشروع الاستعماري في المنطقة وقال ان الكتاب مليء بالشهادات الهامة من الشخصيات الدولية. يقول ا لدكتور عاطف الغمري المتخصص في الشؤون الأمريكية، ان الصين مرتبطة بالأحداث بصورة غير مباشرة وهو ارتباط خاص بالبترول أيضا.
وقد ذكرت مجلة تايم أن خطة الحرب كانت في حقيبة «ديك تشيني» نائب الرئيس منذ عشر سنوات عندما كان تشيني في حكومة بوش الأب.
وطالب تشيني في تقريره أن تكون لأمريكا السيادة والسيطرة وعدم السماح بأن يكون لأي جهة أخرى قوة أو سيطرة، ويحدث الآن خلخلة للعالم العربي وهو مايشبه الزلزال وتوابعه، هناك تحالف بين اليمين المسيحي والليكود.. وهناك أصوات داخل هذا اليمين المسيحي تعادي عملية السلام أكثر من المتطرفين اليهود أنفسهم مثل ريتشارد بيرل ودوجلاس فاي ويقولون إن عملية السلام تستخرج أرضا من أيدي اسرائيل متناسين حق الشعب الفلسطيني العربي في أرضه.
تغيرت استراتيجية الأمن القومي الأمريكي فتغير مثلاً:
1 - الدليل الدفاعي.. تحذير الصين بعدم محاولة المنافسة مع أمريكا، بالرغم من أن آسيا مجال حيوي للصين.
2 - ضربات وقائية ضد عدو محتمل.. أي عدو وهم لا ينتظرون ظهور عدو حتى يتم ضربه، ويقولون «نحن لسنا في محكمة حتى نطلب الدليل.. نحن نضرب بالنية ونضرب العراق لأنه عدو محتمل».
3 - المنافسون ينافسون اقتصاديا.. عندما امتلكت الصين القنبلة الذرية فأصبحت قوة عظمى أما الآن فهي في عملية تنمية عالية جدا مع أن بترولها من الخارج. وأضاف أنه منذ سنوات كانت هناك مؤتمرات مشتركة تحضرها اسرائيل، وأصبح هناك مشروع جديد وهو تحالف يضم إسرائيل وحكومة عراق ما بعد الحرب وتركيا وقطر، أي دولة أخرى تقبل الانضمام، لتحل هذه المنظومة الإقليمية محل جامعة الدول العربية وبالتالي تعاد صياغة الأنظمة الاقليمية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved