أجرى رئيس الكيان الإسرائيلي موشي كساف مباحثات «بروتكولية»، لتسمية الشخص الذي سيشكل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وهذه المرة لا ينافس أحد أرييل شارون الذي جعلت منه الانتخابات الأخيرة المرشح الوحيد، والذي أخذ يتصرف وفق هذا السياق منذ اكتمال إعلان النتائج.
وأمام شارون ثلاثة خيارات ليكون أحدها مكون الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وحسب تحليل الخبراء داخل الكيان الإسرائيلي، فإن شارون يبحث في ثلاث صيغ، وهي حكومة اليمين الضيقة، وحكومة ائتلافية يكون الشريك الأساسي فيها تجمع العمل، والخيار الثالث حكومة علمانية.
وبعد تتبع لما كتب في الصحف الإسرائيلية، وما لمسناه في المشاورات التي يجريها ممثلو حزب الليكود مع الأحزاب الإسرائيلية، فإننا نعرض الخيارات الثلاثة، والتصور الذي طرحه الخبراء الإسرائيليون عن الحكومات الثلاث المقترحة وهي:
1 - حكومة يمين: حكومة اليمين الممكنة تتكون من تكتل الليكود وشاس ويهدوت هتوارة والمفدال والاتحاد القومي وربما حيروت، هذه حكومة كوابيس بالنسبة لشارون، حكومة لا تستطيع تقديم تنازلات سياسية أو اتباع إصلاحات هيكلية في المرافق الاقتصادية. يقول أحد قادة الليكود: شارون عاد ليؤكد في جلسات مغلقة أن حكومة كهذه لن تقوم، وهذا هو أكثر تصريح جازم يمكن سماعه منه حول تشكيل الحكومة القادمة.
كان شارون وزيراً في حكومة الائتلاف التي شكلت سنة 88م، ويعرف تماماً حكاية المفاوضات الائتلافية التي سبقت تشكيلها. كان كل شيء جاهزاً لتشكيل حكومة يمينية بمشاركة «حزب» «هتحياه» «النهضة /المصدر» وسائر الأحزاب الصغرى، وإذا بأنصار رئيس الحكومة إسحاق شامير يأتون في اللحظة الاخيرة باتفاق مع حزب العمل، وحين استيقظ قادة اليمين في الصباح، سمعوا من الإذاعة عن حكومة الوحدة واعترتهم الدهشة.
البروفسور يوفال نئمان من زعماء «هتحياه»، استدعي على عجل إلى مكتب رئيس الحكومة، ولوح البروفسور نئمان باتفاقية الائتلاف ورد شامير رده المعروف: «بإمكانك تعليق الاتفاقيةعلى الحائط».
هذه الحكاية تعطي فكرة ما عن الحكومات الضيقة، وتجسد موقف أنصار الليكود من أحزاب اليمين البغيضة أو كما قال أرئيل شارون هذا الاسبوع: اسمحوا لي أن أحدثكم بشيء ما عن أحزاب اليمين، من الذي أسقط حكم اليمين سنة 92؟، ومن الذي أسقط حكومة نتنياهو سنة 99؟.
نسي شارون إحدى الحكومات وهي حكومته هو، فلو أن أفيغدور ليبرمان انضم إلى حكومة شارون، لظلت على قيد الحياة، لكن ليبرمان ألقى خطابه المشهور الذي أعلم شارون من خلاله بأن أحزاب اليمين ليست علكة ملتصقة بالحذاء، ويمكن قذفها في كل حين.
لذلك، ومن البداية، لا يرغب شارون في حكومة يمينية ضيقة، هو يعرف تماماً مع من يتعامل.
التشكيلية: 61-66 مقعداً لكتلة اليمين.
الوزراء الكبار: ليبرمان، موفاز، لفنات، اولمرت، إيتام، يشاي.
الرابحون: كتل اليمين طبعاً، شاس، وزراء الليكود غير المضطرين للكفاح من أجل عضويتهم في الحكومة المقبلة، وبشكل خاص بنيامين نتنياهو في حكومة يمينية ضيقة هو المرشح الوحيد تقريباً لمنصب وزير الخارجية.
الخاسرون: أرئيل شارون، الذي سيتعرض إلى تقييد من جانب شركائه، فيتوجه حسب تقديراته هو إلى انتخابات مبكرة.
غداً حكومة ائتلافية مع العمل
|