Wednesday 5th february,2003 11087العدد الاربعاء 4 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

باحثون وخبراء في شؤون الحركات الإسلامية ينتقدون سياسة أمريكا تجاه الجماعات الإسلامية باحثون وخبراء في شؤون الحركات الإسلامية ينتقدون سياسة أمريكا تجاه الجماعات الإسلامية
الرؤية الأمريكية تضع الجميع في سلة واحدة
الإدارة الأمريكية تتعمد الخلط في المفاهيم وتتعامل بازدواجية شديدة

* القاهرة مكتب الجزيرة - عثمان أنور:
انتقد خبراء وباحثون في شؤون الحركات الإسلامية سياسة الولايات المتحدة الأمريكية المتبعه منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر وحتى الآن تجاه الجماعات و الحركات الإسلامية وقالوا انها - اي امريكا - وضعت الجميع في سلة واحدة وأن الرؤية الأمريكية يشوبها خلط شديد في التعامل مع مجمل الجماعات المختلفه وهذه ازمة حقيقية في رؤية الإدارة الأمريكية وطالب الباحثون والخبراء في ندوة الحركات الإسلامية في مصر التي عقدت في اطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بضرورة تطوير خطاب الجماعات الإسلامية وان يكون له بعد انساني عام واستيعاب التداعيات والمتغيرات الدولية الجديدة وكذلك بذل الجهد لتصحيح الخلط الذي يشوب الرؤية الأمريكية.
وأوضح د. عمرو الشوبكي الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان المتغيرات الدولية الجديدة منذ احداث سبتمبر وحرب العراق المحتملة ومايحدث في الأراضي الفلسطينية أظهرت بعدين أساسيين في طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع الجماعات الإسلامية مشيرا الى أن البعد الأول خاص بوجود أزمة في رؤية امريكا تجاه هذه الجماعات لأنها ترى أن جميعها ترتبط بتنظيم القاعدة اضافة الى الخلط الواضح في المفاهيم مثل العمليات الاستشهادية والعمليات الانتحارية و المقاومة المشروعه والارهاب. وقال ان نتيجة هذا الخلط الواضح ووضع أمريكا الجميع في سلة واحدة أدى الى المزيد من الراديكاليه لبعض العناصر ومن المتوقع في حال استمرار هذه الرؤية المغلوطه أن تزيد اتجاهات العنف فالمقاومة المشروعه غير مشروعه في نظر أمريكا اذن لا بديل الا ممارسة العنف. وأضاف الشوبكي انه على المستوى المقابل أو البعد الثاني نجد خطاب الجماعات الإسلامية الذي وصفه بالاختزالية وعدم تضمينه البعد الانساني العام أن هذا الخطاب موجه فقط للمسلمين بدون فهم للتداعيات السياسية فمثلا نؤيد الشيشان لأنهم فقط مسلمون ونؤيد الشعب الفلسطيني لأنهم مسلمون فقط وليس لهم قضية عادلة ومن هنا يبرز التحدي أمام الجماعات الإسلامية فاما الاندماج في خطاب العولمة وتقديم البعد الانساني في خطابهم الديني او التقوقع والتحرك لمزيد من العنف وتناول الشوبكي تطور حركة جماعة الاخوان المسلمين في مصر وقال انها تميزت منذ تأسيسها عام 1928 على يد الشيخ حسن البنا بنمط من التفكير القائم على النص العقائدي المتفاعل في الواقع وذلك بخلاف جماعات أخرى اتسم تفكيرها بالانعزال عن قراءة الواقع.
وأضاف انه منذ تأسيس حركة الأخوان المسلمين وحتى الآن تغيرت تكيتكاتها اكثرمن مرة ففي الثلاثينات والأربعينات كانت هناك الدعوة لأسلمة المجتمع من أسفل وذلك من زاوية الدعوة الى التمسك بالقيم الدينية دون حاجة الى العنف الاأن الا انه في بعض الفترات رجحت خيار العنف الذي تبلور في فكر سيد قطب وكان ذلك بوابه العمل العنيف وفي مرحلة الثمانيات وضح الميل للتفاعل مع البيئة السياسية والوقع الاجتماعي في مصر وهذا ما وجدناه في الانتخابات البرلمانية عام 1984 ثم 1997. ويؤكد الشوبكي ان التحول الرئيسي في خطاب الاخوان المسلمين كان في الثمانيات حيث اختفوا وانسحبوا طوال السبعينات حيث حدث تغير في التكتيك والخطاب فقد حرصوا على عدم وجود خطاب سياسي جامع كي يستطيعوا دخول البرلمان مثلا وكانوا أقرب لمرشحين مستقلين ذوي خلفية اخوانية بديلا من الرؤية المتكاملة وغاب خطاب اللغة القائمة على التحدي فدخلوا البرلمان بهدوء وسلاسة وأصبح هناك تكتيك جديد أكثر هدوءاً وتفاعلاً مع ثوابت النظام القائم.
وقال الشوبكي رغم أن جماعة الاخوان المسلمين لديهم قدرة عالية على استيعاب خلافاتهم الا ان التطور الحقيقي الذي يمكن أن يؤدي لانقسامها ويهز الجماعة من الداخل هو حصولهم على ترخيص حزب شرعي عندها سيتحولون بشكل كامل الى مؤسسة ويواجهون التداخل بين السياسية والدين حيث يرفض بعضهم التدخل في الشؤون السياسية وبعضهم سيكونون أميل الى الاخلاقيات ومن هنا ستحدث الانشقاقات. وقدم هاني رسلان الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية للحركة الإسلامية السودانية كأبرز النماذج التي وصلت الى سدة الحكم لكنها انتهت نهاية مأساوية بايداع زعيمها حسن الترابي السجن وقال رسلان ان تميزالحركة الإسلامية السودانية يأتي لعدة أسباب منها أن السودان قطر واسع المساحة ولديه تعدد عرقي وديني ولديه نظام قبلي وطوائفي كما أن السودان لم يكن دولة مركزية عبر التاريخ فقد نشأ عام 1916 ومن ثم وجود الدولة في السودان ليس مسيطرا مما يتيح لأي حركة سياسية النمو والتمدد وتطوير رؤاها الفكرية وأضاف رسلان ان الحركة نشأت كفرع للحركة في مصر في نهاية الثلاثينات وفي الخمسينات بدأت الحركة تتطور في مواجهة الحزب الشيوعي السوداني وهو كان أكبر الأحزاب العربية ويعود الترابي عام 1955حيث كان يدرس في الخارج اكتسبت الحركة قوة وكانت عودته اضافة وأوجد نوع من المفاضلة بينها وبين مصر كما أن الحركة اتسمت بأن لديها أفق واسع فقد أخذت بمبدأ الزامية الشورى.
كما تميزت ببناء تنظيمي على قدر عال من المرونة والاداء المنظم والسبب في ذلك يعود الى أن أبناء الحركة كان معظمهم من المتعلمين الذين تلقوا قدرا كبيرا من التعليم الحديث حيث بدأت الحركة بعمل مكثف في الثانويات لتجنيد الأعضاء وظل هؤلاء أداه فاعله مما أتاح للحركة التواصل في الأجيال واكتساب مساحات واسعة كما أن الحركة الإسلامية في السودان كانت من أولى الحركات التي طبقت مبدأ العمل تحت واجهات غير اسلامية وأضاف رسلان أنه عندما حدث الانقلاب في السودان بقيادة النميري عام 1968كان الأخوان في السجون وفي عام 1977قررالنميري عمل نوع من التصالح مع القوى السياسية أقبل الترابي على التحالف مع النميري وعمل على توسيع نطاق الدعوة من خلال التواجد داخل أجهزة الدولة وبسقوط النميري عام 1985استطاعت الحركة في الانتخابات التي تلت ذلك أن تحوز على52 مقعداً وأصبحت أكبر ثالث حزب وعامل رئيسي مرجح للحكومات الائتلافية تلا ذلك الانقلاب الذي عرف بثورة الانقاذ وفي عام 1989 سيطرت الحركة الإسلامية على السودان فلاول مرة تصل حركة اسلامية في العالم العربي للحكم غير أنه بوجودها في الحكم أصابت الكثيرين بخيبة أمل حيث قامت باقصاء كل القوى السياسية الموجودة ومارست نوع من الديكتاتورية واتخذت شعارات زاعقة ضد السعودية ومصر وحاولت لعب دور اقليمي بارز الى أن انشقت هذه الحركة من الداخل وأصابها مايصيب كافة الحركات وتحولت الى حزب لا يختلف عن أي حزب وسقطت المقولات الاخلاقية لصالح التمسك بالسلطة حيث انتهى المطاف بايداع قائدها التاريخي السجن وهوالأمر الذي يرى فيه رسلان ضرورة أخذ العبرة والاستفادة من الدروس التي يقدمها لنا التاريخ.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved