* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد العجمي:
ارتباط المملكة العربية السعودية بالقضية الفلسطينية يعود الى جذور القضية الفلسطينية وللمملكة مواقفها المشهودة في سبيل نصرة الحق الفلسطيني والممتدة حتى الآن والتي لم تقف عند حدود المساهمات المادية أو المعنوية فقط بل كان للجيش السعودي دور كبير مشهود له وقدم سجلاً حافلاً من البطولات على أرض فلسطين..
وحول كتاب الجيش السعودي في حرب فلسطين 1948 للكاتب السعودي محمد الأسمري عقدت ندوة بنقابة الصحفيين بالقاهرة مؤخراً حضرها سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة وعدد من رجال الإعلام والصحافة وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بالقاهرة.
في البداية أكد سفير خادم الحرمين الشريفين ابراهيم السعد البراهيم أن كتاب الجيش السعودي في حرب فلسطين يبرز الدور السعودي في القضية الفلسطينية منذ بدايتها ويسجل للابطال السعوديين دورهم في القضية المركزية مشيرا الى أن المملكة ومصر في خندق واحد فقد شارك السعوديون اخوانهم المصريين وشاركوا مع اخوانهم الاردنيين والجزائريين وغيرهم وذلك من اجل نصرة الحق العربي في فلسطين. وقال محمد بن ناصر الياسر الأسمري عن كتابه «الجيش السعودي في حرب فلسطين 1948» إن الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية تحتاج الى تضافر الجهود لدعم القضية وأن الكتاب يلقى الضوء على دور المملكة كدولة مهمة ومحورية ويقدم بعض الحقائق عن هذا الدور وهو ليس دعما ماليا او سياسيا او معنويا فقط وانما للمملكة دور كبير منذ بداية القضية الفلسطينية حيث سالت دماء السعوديين دفاعا عن القدس وأشار ان مصر والمملكة شاركتا في قيادة الكفاح والنضال من أجل قضايا الأمة والدفاع عن مقدساتها .
وأضاف أن فكرة الكتاب بدأت من خلال بعض المقابلات التي اجريتها في مصر والسعودية ولبنان وسوريا والاردن مع من عاصروا جيل النكبة في 1948 وفلسطين كانت جزءاً من ولايات الدولة العثمانية منذ 1516 ميلادية و حتى تغلب عليهم المماليك في 1917 وبدأ الاستعمار الانجليزي لتنشأ فلسطين كقضية سابقة على تاريخ 1948 بنحو 170 سنه وأوضح ان الكتاب موثق من خلال الاطلاع على وثائق لم تنشر من قبل القوات المسلحة المصرية ودار الوثائق المصرية وهى وثائق تبرهن على صحة توجه البحث العقلاني المنصف.
ويقول محمد بن ناصر ان مشاركة المملكة العربية السعودية في حرب فلسطين لم تكن مقتصرة على الجهاد التطوعي من المواطنين الذين انضووا تحت لواء الجهاد المقدس أو اشتراك الجيش النظامي مع الجيش المصري وإنما كان للقيادة السياسية جهود دبلوماسية مكثفة في المفاوضات بين العرب واليهود واجتماعات القيادات سواء على مستوى الملوك والرؤساء أو رؤساء الوزارات والمراسلات المتبادلة بين الملك عبد العزيز ورؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا خصوصا مع روزفلت وترومان وتشرشل وأضاف أن الملك فاروق أعلن الحرب في 15 مايو 1948 وكانت المملكة في بداية تكوين مؤسساتها الدستورية ومنها الجيش الا أن الملك عبد العزيز ال سعود استجاب فكانت الدفعة الأولى في 27 مايو 1948 ثم توالت الدفعات في الوصول .
وباشرت القوات السعودية القتال جنبا الى جنب مع القوات المصرية وكانت المعركة الأولى للجيش السعودي في بيت حانون على بعد 9 كيلومترات من غرة شمالا وتواجه المعسكر السعودي مستعمرة بيرون اسحاق التي تؤمن ثلاث قرى أخرى بالماء وكان السجال واستطاعت مع القوات المصرية تدمير البئر وانسحب اليهود الى مواقع أخرى وتعددت المواقع والمعارك التي شاركت فيها القوات السعودية على أرض فلسطين في معارك كوكبات والمدرسة والحليقات ودير سنيد وعراق سويدان .
واستطرد مؤلف الكتاب قائلا إن السرايا السعودية تواجدت ضمن تشكيلات القوات المصرية في بدء العمليات الحربية ووصول القوة السعودية في المواقع التالية أسدود ضمن اللواء الثاني مشاة بقيادة الأميرالاي - العميد محمود فهمي نعمه الله و المجدل ضمن اللواء الرابع مشاه بقيادة الأميرالاى أركان حرب محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية ومنطقة خطوط المواصلات في غزة تحت قيادة الأميرالاى محمد فوزي وأوضح ان الكتاب سجل عدداً من الشهادات لرجال القوات المسلحة المصرية عن دور الجيش السعودي ولقاءات مع المشاركين في هذه الحرب وأضاف ان عدد الشهداء وصل الى 173 سعودياً بالإضافة الى المئات من المصريين و المتطوعين العرب فقد التحم الدم العربي السعودي المصري على الجبهة في حرب 1948 وزالت الفوارق لتحقيق النصر أو الشهادة الى جانب مشاركة متطوعين مسلمين من بريطانيا والبوسنة وغيرها .
وقال الاسمرى انه حاول بكتابه قراءة التاريخ حتى نستطيع ان نوضح للأجيال دور الجيش السعودي والذي غاب على مدى 55 سنة و ايضاح الحقائق والمعلومات حول ما قام به الجيش السعودى من دور كبير ومهم.
|