في الحفل العلمي الجميل الذي نظمته جامعة الملك سعود على شرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد بمناسبة البدء في أعمال التوسعة الجديدة الممثلة في انشاء بنايات لكليات ومرافق صحية وخدمية. وجه سموه الكريم بان تحول فروع الجامعات السعودية في المدينة والقصيم والطائف إلى جامعات، ليصبح عدد الجامعات الحكومية إحدى عشرة جامعة تضم مئات الالاف من الطلاب، وهذا التوجيه ينم عن ادراك المسؤولين لأهمية التوسع في التعليم العالي، وضرورة انتشاره في المدن المتوسطة، وإلى جانب تلك الجامعات التي سترى النور قريباً، أعلن وزير التعليم العالي عن الموافقة على تأسيس كليات عديدة ايضاً.
ونقرأ من حين إلى آخرعن مشاريع لجامعات وكليات اهلية مما يعني أننا مقدمون على مرحلة توسع كبير وكبير جداً للتعليم العالي في المملكة.
ولاشك ان هذا التوسع يحتاج إلى تخطيط سليم وقراءة واقعية للمستقبل تتركز على ايجاد المباني الملائمة والتجهيزات الآلية والادارية، وأهم من كل ذلك القوى البشرية التي ستتولى عملية التدريس ومع هذا التوسع نحتاج إلى وضع سياسة محكمة تخص اعضاء هيئة التدريس ابتداءً بعملية اختيار المعيد وانتهاءً بالترقيات العلمية لان هذا العنصر هو الأهم في عملية تكوين الانسان.ان المسؤولين الذين يتعاملون مع قضايا التعليم الجامعي لديهم دون شك كل القدرة على وضع آليات دقيقة تسهم بقدر كبير في الاعداد للنقلة المطلوبة عند تحويل فروع الجامعات القائمة إلى جامعات مستقلة، ولعل كل ما أشرت إليه في أذهانهم، ونصب اعينهم وان كنت مثل غيري نطمح إلى أن تقوم الجامعات القادمة على أحدث النظم ووفق افضل المعايير العالمية، وان يتلافى فيها كل الاخطاء الموجودة وتتجنب السلبيات.اننا ننتظر بشوق كبير اليوم الذي ينفذ فيه توجيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله فنرى الجامعات الثلاث المقترحة في مواقع مميزة وبمبانٍ ذات مواصفات تتفق مع ما أنشئت من اجله قابلة للتوسع، تضم عناصر بشرية مؤهلة علمياً وادارياً، لا تشتكي من نقص في التجهيزات والمعامل، ولعل مثل هذه الجامعات سوف ترفع العناء عن الجامعات القائمة فعلياً التي اصبحت تشتكي من الازدحام والكثرة، وتحولت بعض فصولها إلى فصول لا ترتقي إلى ما يفترض ان تكون عليه الجامعات، وهي معذورة في ذلك. وتردت بعض خدماتها لكثرة الاستخدام الذي يفوق في احيان كثيرة القدرة الانشائية او التكوينية التي وجدت وفقها.كان حفل جامعة الملك سعود مبهجاً بمشروع التوسعة الذي سوف ينفذ، وهو اكثر بهجة بالتوجيه الذي اصدره صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بتحويل فروع الجامعات إلى جامعات مستقلة.
|