بصراحة.. صفاء مجتمعنا البسيط في السنوات الماضية لم يحوجنا لهذا الكم الهائل من مفردات تقنية «الاتصالات» هاتف.. نداء آلي.. وأخيراً «جوال» وما أدراك ما الجوال؟.. هذا القادم بقوة ليكشف المستور؟.. ويفضح المسكوت عنه؟.. ولما جاء «الجوال» سيد الاتصالات تسيد بلا منازع واقعنا المعيش، فتسابق الجميع إلى امتلاكه من مختلف شرائح المجتمع، وانهالت علينا ظواهر ومظاهر جديدة بدءاً من رسائل الجوال ومروراً بهزاته الزلزالية التي حطمت بعض قشور مجتمعنا!! وانتهاء بحمى انتشار أسواق الاتصالات، التي لم تزد مجتمعنا تواصلاً واتصالاً بل رفعت درجة حرارة التسوق رغم برودة الطقس هذه الأيام، فبقيت «القطيعة» رغم أجهزة الاتصال الخادعة رغم انه في كل يوم يولد مجمع للاتصالات بعضها ولله الحمد ولادة طبيعية والكثير منها للأسف جاء من دون مقدمات، ولنا ان نسأل تلك «الغابة» من «المجمعات الاتصالية» ما الدافع الحقيقي وراءها؟ وهل هناك جدوى اقتصادية من انتشارها بهذا الشكل؟.. أم ان تلك المجمعات ولدت ب«القيصرية» خرقاً للنظام واللوائح داخل غرفة الجوائز الخادعة لجماهير الكلام ولا غير الكلام..ولكن رغم هذا كله، فنحن ما زلنا نحلم ب«اتصال.. ات..» يضعنا في مصاف المجتمعات المتحضرة سلوكاً والمتقدمة علماً وتقنية.
|