Tuesday 4th february,2003 11086العدد الثلاثاء 3 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

27-11-1389هـ 1970م العدد 280 27-11-1389هـ 1970م العدد 280
أسبوعيات فنية
الإحساس المرهف.. وأنين الربابة
يكتبها: عبدالله الجارالله

** اسفي على بعض ممن يدعون الذوق السليم والحس المرهف ويعتقدون ان التطور الفني انما هو في محاكاة وتقليد الفنون البعيدة عن تراثنا ومجتمعنا، ويسخرون من كلماتنا والحاننا الشعبية كأنهم يجهلون ان هذه الكلمات والالحان ماهي الا احاسيسنا ومشاعرنا، صاغها ورددها اجدادنا قبل ابائنا، فكونت فناً له طابعه واطاره الخاص وفيه من القوة والاصالة ما يجعله اكبر من ان يزول، او يندثر عبر الاجيال والعصور، ذلك متى ما وجد هذا الفن من يعمل له باخلاص، ومن اجل الفن للفن لا لسواه.
فننا عريق واصيل، في سماته ملامح العربي وصدقه، ووفاؤه وفي اطاره لون الصحراء ومناظر الطبيعة الحالمة الهادئة، فننا اصيل، متميز بين الفنون العالمية الاخرى، له شكله ومكانته المستقلة غير انه بأمس الحاجة الى من يرعاه، ويصون اسسه، وقواعده، والجمهور والفنانون هم ايضا بأمس الحاجة الى التمسك والارتباط بتاريخنا وماضينا وشعبيتنا.
الفن الشعبي مظلوم.. ومجني عليه، وهو الآن يعيش فترة احتضار بين يدي فئة غير واعية وغير مدركة لمعنى الفن وحقيقته ورسالته.
يا اصحاب الذوق السليم، والحس المرهف، امنحوا فننا الشعبي قليلا من احساسكم، وذوقكم، وتشجيعكم، لا تصفقوا له بحماس، بل صفقوا له باطراف اناملكم الناعمة..
اناملكم الذهبية، واراهنكم بعدها انكم سوف تصفقون له بكل حماس، كما صفقتم «لابو لاسة بايلو» والقبة قزاز» وغيرها، وقد صفقت لها ايضا وطربت، الا ان صدى الحاننا وكلماتنا الشعبية مازال يعيش في بؤرة احساسي وشعوري واحترامي.
ولا اشك في انكم تعلمون قبل ما اعلم ان هناك فناناً لم يعرف الطريق الى الشهرة، ولم يحلق نجمه في عالم الغناء الا بعد ان غنى «جس الطبيب» و«بنات المكلا» ولازال يعيش على اكتاف شهرة مثل هذه الاغنيات ومجدها.
ان اخشى ما اخشاه غدا اذا ما استمررنا على هذه الحال ألا يتعدى نصيبنا نصيب الغراب المسكين الذي لبس المايوه، واراد السباحة فغرق، لاتلوموه فهو يحب التقليد، وقد سبق ان اضاع مشيته.
** لا تحزني ايتها الربابة العزيزة فهم لم ينسوك، ولن ينساك احد منهم فأنت صوت بلادهم الحنون، وانت دفء لياليهم في الشتاء ونسمات اصيلهم في الصيف.
لا تحزني ايتها الربابة العزيزة فهم لم ينسوك ولكنهم يقولون انهم ادخلوا عليك بعض تحسينات بسيطة واطلقوا عليك اسماً يتناسب مع هذه التحسينات والعصر فدعوك «كمنجة» او «كمان» هكذا يريدون!!
اما انا فسوف اظل اعزف عليك بشكلك العادي البسيط المحبب الى نفسي، والي نفس ابي وجدي، سوف اظل اعزف عليك لحنا خالدا نبع من قلب الصحراء، وحلقت انغامه فوق سماء ارضنا الطاهرة، لحنا كله حب وصدق وصفاء، لا تحزني ايتها الربابة الخالدة فهم لن ينسوك وستظلين باقية ما بقي الزمان لحنا، وقصة لامة سادت وما بادت.
** مقامات
طلال مداح كلما استمعت اليك احسست بشعور غريب احس وكأني امتطي نغمة حالمة واحلق في اجواء من الذكريات والاحلام.. واخيرا استمعت الى اغنيتك الجديدة والتي لم تنزل للاسواق حتى الآن «بحر السحاب» فوجدت نفسي اعيش في بحر الهدوء بعيدا عن بحر العواصف او بحر الانزعاج و«الطنطنة» بعدها ازدادت ثقتي برقة وعذوبة الكلمة السعودية وبقمة وروعة اللحن السعودي.
** يا ركائز هذا الفن ودعائمه، انتم محط الانظار والآمال، يا طارق، يا غازي، يا طلال وسعد ابراهيم.. ويا معهد الموسيقى الذي يعيش في الاحلام.
** قالوا:
الفن هو حب الحياة.. ولياليها العاصفة.
ام كلثوم
الحب نعيم الدنيا.. او هم الدنيا.. يتقاسمه اثنان.
احمد رامي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved