|
|
استوقفني خبر نشرته «الجزيرة» مدعماً بالصورة بعددها «11080» حول تجاوب الشؤون الصحية بمنطقة تبوك مع ما نشرته «الجزيرة» يوم السبت الماضي عن معاناة المواطن «سعود» المقيد بالسلاسل بإحدى الأشجار نظراً لوضعه النفسي والأسري وقد تألم وتعاطف كل من قرأ ذلك الخبر المدعوم بالصورة.. والكل سر اليوم وهو يقرأ خبرا بتفاعل الجهة المعنية بتبوك.. بداية أقدم الشكر لمدير الشؤون الصحية بمنطقة تبوك لتجاوبه السريع مع تلك المعاناة من خلال تكليفه فرقة طبية لمعاينة الحالة بالموقع ونقله إلى مستشفى الصحة النفسية لمعالجته ومتابعة حالته الصحية والشكر موصول لجريدة «الجزيرة» ومحررها عبدالرحمن العطوي الذي تعدى دوره نقل أخبار المنطقة فقط إلى نقل من تكالبت عليهم محن الزمان ونوائب الدهر وهذه اعتبرها أعظم وأسمى رسالة إعلامية تنتهجها المطبوعة التي لا يتوقف عملها على نقل الأخبار والتحليلات السياسية والاقتصادية والاهتمام بأخبار الرياضة ومجتمع أهل الفن والطرب والتي أصبحت إحدى سياسات الصحف المحلية اليوم بينما نجد قضايا هؤلاء بعيدة عن أعين محرري الصحف ومراسليها وهنا أشير إلى دور الإعلام في وقتنا الحاضر الذي أصبح أداة فعالة لكثير من القضايا التي يحصل بسببها تفاعل أو تعاطف لكل ما يندرج تحت مسمى معاناة إنسانية تخص أفراداً أو جماعات أو شعوباً ولكن ومع بالغ الأسف نجد بعض الصحف تترفع أو تتعالى عن نشر مثل هذه المواضيع. ولعلي أشير إلى موقف حقيقي من إحدى الصحف المشهورة عندما ذهب صديقي إلى مكتبها بحائل طالباً نشر معاناة أسرة محزنة ومبكية وهي من المعاناة غير المألوفة كونها تعيش حالة من التخلف والمرض والفقر وكلهم صم بكم لا يتكلمون ما عدا الزوجة وأحد الأبناء فقط ويعيشون بالبادية تحت رحمة الله. تلك القصة كانت مدعمة بالوثائق والصور ولكن صدم صديقي وهو دال على الخير برفض الجريدة نشر مثل هذه المواضيع فيا سبحان الله.. معاناة الفقراء والمساكين وذوي الحاجة لا تجاز بينما لو كانت تلك المعاناة تخص لاعبا أو فنانا وفنانة أو ممثلاً وممثلة لبادرت على الفور بنشرها وابرازها في مكان لافت وموقع مميز هذه حقيقة مدركة وليست من نسيج الخيال. فطلبت من صديقي تلك الوثائق وأرسلتها إلى جريدة الاقتصادية التي حظيت باهتمام خاص وتفاعل شديد من قبل رئيس تحريرها الأستاذ محمد التونسي ونشرت بموقع مميز ولافت للنظر في شهر رمضان. وفي مساء اليوم الذي نشرت فيه تسابق أهل الخير كل يريد الظفر بانتشال هذه الأسرة المنكوبة ومن ضمن هؤلاء الذين تفاعلوا مع هذه الأسرة شخص تبرع بمبلغ مقطوع قدره ثلاثة آلاف ريال شهريا يودع بحساب رب الأسرة بالإضافة إلى تبرعات نقدية وعينية من آخرين فكم حصل من خير وكم فرج من هم وغم وكم من دعوات في ظهر الغيب زفتها ألسنة تلك الأسرة بل كل من علم بتجاوب أهل الخير، فالدال على الخير كفاعله ومع هذا ما ضر الاقتصادية نشرها بل كبرت في أعين الناس فأهل الخير بهذه البلاد يتفاعلون ويتجاوبون ويبادرون عند نشر مثل هذه المعاناة ابتغاء مرضاة الله، وها هي «الجزيرة» تفعلها اليوم مع معاناة سعود كما فعلتها من معاناة سابقة لفئة قل الناصر والمعين لها فلا تعرف بابا توصل من خلاله همومها ومعاناتها وآلامها وأحزانها إلا إذا توغل محررو ومراسلو الصحف في عالم هؤلاء كما يتوغلون في عالم الأخبار، وهنا أسوق اقتراحا لرئيس التحرير خالد المالك بتخصيص صفحة أسبوعية تهتم بنشر معاناة من تكالبت عليهم ظروف الحياة صحية أو مالية سواء أكانوا أفراداً أو أسراً وهذا من باب التعاون على البر والتقوى، فهل يرى هذا الاقتراح النور قريباً؟ وفق الله الجميع لما فيه خير العباد والبلاد. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |