سعادة الأستاذ/ خالد حمد المالك
رئيس تحرير صحيفة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بناءً على ما نُشر في صحيفتكم الغراء، يوم الأحد الموافق 1 من ذي الحجة 1423هـ «العدد رقم 11084» تحت عنوان رئيسي «تخصصي جدة يشطب 50 سريراً ويبعد 20% من كادر التمريض»، وعنوان فرعي آخر هو «انهيار مالي يصيب ميزانيته ويُحرج إدارته»، وما أشار إليه الخبر من معلومات لا بد أن تكون قد أزعجت كل مواطن يستفيد من خدمات المستشفى مثلما أزعجت إدارة المستشفى لأن تلك المعلومات بعيدة تماماً عن الحقيقة والواقع، ونحن بقدر ما نؤمن بالشفافية والوضوح، إلا أننا في الوقت نفسه نحرص كل الحرص أن تصل المعلومات إلى المجتمع صحيحة وغير محرّفة. ولذلك، نأمل من صحيفتكم الموقرة التي نعرف المستوى العالي لمهنيتها أن تنشر توضيحنا هذا في أسرع وقت ليتسنى إزالة التشويش الذي يسببه خبر كهذا يكاد يكون عارياً تماماً من الصحة:
1 إن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة قد أنشئ بمكرمة سامية من خادم الحرمين الشريفين ليقدم خدماته الطبية المتخصصة للمواطنين في كل مناطق المملكة كرديف لتخصصي الرياض، ورغم عمره القصير نسبياً إلا أن المستشفى قد أثبت كفاءة دوره، متمثلا في العدد الكبير للمرضى الذين يُعنى بهم. وحينما مر المستشفى ببعض المصاعب المالية قبل فترة، كان للدعم السخي من خادم الحرمين دوره في استمرار المستشفى بتقديم خدماته دون أدنى تدنٍ في مستواها، والمستشفى ما زال مستمراً في برنامج تطويره ورفع مستوى أدائه بكل الوسائل.
2 إن أي منشأة تحدد سعة خدماتها بناءً على الاحتياج والعرض والطلب، وبالتالي فانه من الطبيعي جدا أن تفكر في مرحلة ما بشأن إعادة النظر في هذا الأمر، وكما تعلمون وكما نُشر في الصحافة المحلية أن بعض الجهات الرسمية قد قررت قبل فترة، ولأسباب غير معروفة، تقليص تحويلاتها للمستشفى، الأمر الذي دفعنا إلى التفكير في إعادة توزيع الخدمات والموارد حسب ما يقتضيه الواقع المستجد، ووصولاً إلى إدارة الموارد التي مهما كانت تظل محدودة وأقل من الطموح، ولكن ما لم يحدث قط هو ما أفاد به الخبر ب «شطب» خمسين سريراً بقرار مفاجئ ولا ندري كيف أورد محرركم هذه المعلومة المفاجئة حتى لنا !!.
3 أشار الخبر إلى أن ميزانية رواتب الموظفين قد انحدرت إلى خمسة ملايين وخمسمائة ريال فقط، وبناءً على ذلك فان الإدارة أعلنت خطة طوارئ لإلغاء عقود 20% من الموظفين، وهذه معلومة عارية من الصحة تماماً، وكان الأولى التثبت من نشر معلومات تبدو دقيقة وبالأرقام وهي لا تمت إلى الواقع بأي صلة.
4 تقول جزئية في الخبر، ان إدارة المستشفى هددت الكادر التمريضي وأخضعته لخيارات صعبة وإلزامية، وانه تقرر إيقاف التعاقد مع «100» ممرض وممرضة، والإيعاز للآخرين بالبحث عن وظائف جديدة لهم، وهذا أمر عارٍ من الصحة تماماً، إذ إن هذا الأسلوب لا يمكن استخدامه في أي منشأة يعتد بها، ولا الحاجة دعت لذلك ونستغرب كل هذه الافتراضات الخيالية.
5 أشار الخبر الى أن كل ذلك تم في غياب أركان الإدارة التنفيذية عن الأنظار تحت ستار إجازتهم السنوية، وهنا لا يمكننا غير تأكيد شيء واحد هو المغالطة الشديدة التي تورط فيها المحرر وانتفاء محاولته الوصول إلى أحد ممن أطلق عليهم أركان الإدارة التنفيذية، لأنهم موجودون جميعاً وليس لهم نظام خاص يمكنهم من أخذ إجازاتهم في نفس الوقت حسب ما ألمح إليه الخبر.
إن مثل هذا الخبر بكل تفاصيله كان مؤسفاً لانه تعمد اختلاق معلومات لا أساس لها حول مرفق صحي تخصصي يثق فيه آلاف المرضى ويعتمدون عليه في علاج حالاتهم المستعصية، ونظراً لأهمية موضوع كهذا، فإننا نريد توضيح الحقيقة للجميع ونأمل نشر هذا التوضيح في أسرع وقت ممكن حفاظاً على المصداقية وعلى دور هذا الصرح الطبي المتميز.
شاكرين لكم تعاونكم ... وتقبلوا خالص تحياتي ..
د. سلطان باهبري
المدير العام التنفيذي
| 
