يشعر الذين يحسون بفداحة الحرب وخطورتها أن هناك دائماً فرصة لتفادي هذه الشرور، وهم يقارنون دوماً بين الكلفة البشرية والمادية العالية للحرب وبين المحاسن والمزايا والمكاسب التي لا تقدر بثمن الناجمة عن تجنبها.
وفي المملكة سعيٌّ لا يتوقف باتجاه نزع فتيل هذه الحرب رغم أن نُذُرها تتجمع بسرعة في سماء المنطقة.
وفي غير المملكة فإن كل الدول العربية تعرب عن ضرورة وقف هذا الانحدار السريع نحو الحرب.
والأمر يتجاوز وطننا العربي إلى أوروبا وإلى أنحاء أخرى في العالم، فالجميع يتحدثون بالصوت المسموع عن معارضتهم لهذه الحرب.
وبالنظر إلى كل هذه المواقف المتماثلة بات الأمر الأكثر إلحاحاً أن تتسق هذه المواقف في شكل منظم وتحرك محسوب لمواجهة التيار الذي يسعى للحرب..
وقد لمس الرئيس السوري بشار الأسد هذه الأمر لدى استقباله أول أمس مسؤولاً أوروبياً، مشيراً إلى «أن الدور الأوروبي مع الدور الإقليمي للدول المجاورة للعراق يمكن أن يشكل عاملاً مهمَّاً في تجنيب العراق ضربة عسكرية وإنقاذ المنطقة والعالم من ويلات الحرب».
ونشير إلى أن مساعي المملكة باتجاه تجنب الحرب قد طالت القارة الأوروبية حيث زار سمو وزير الخارجية كلاً من فرنسا وبريطانيا، والجهود مستمرة لتوسيع نطاق اتصالات المملكة لتشمل دولاً أخرى.
إن الظروف مهيأة لهذا التحرك العربي/ الأوروبي الذي تشتد الحاجة إليه من أجل إحداث اختراق سلمي قوي من شأنه استقطاب كافة الأصوات الدولية المناوئة للحرب والانتصار لجبهة السلام.
ولعلَّ النقطة القوية التي ينبغي أن تنطلق منها هذه الجهود هي تقارير مفتشي الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الدولية التي تقر بأن العراق يُظهر التعاون المطلوب وأن لا قرائنَ تفيد بتطويره لأسلحة الدمار الشامل..
ومن المهم أن ينصبَّ جانب من هذه الجهود على حث العراق للالتزام بهذه الدرجة العالية من التعاون بما يتيح إسقاط كافة الذرائع لضربه.
|