قال تعالى: {وّأّذٌَن فٌي النَّاسٌ بٌالًحّجٌَ يّأًتٍوكّ رٌجّالاْ وّعّلّى" كٍلٌَ ضّامٌرُ يّأًتٌينّ مٌن كٍلٌَ فّجَُ عّمٌيقُ }.
الحمد لله العلي القدير الذي جعل هذه البلاد قبلة المسلمين، وأرض بيت الله الحرام، فشرف أهلها بخدمة ضيوفه الكرام، وتأمين سبل الراحة لهم في الحل والترحال.
والشكر لرب العالمين الذي قيض سبحانه وتعالى لهذه الأرض الطاهرة قيادة حكيمة سخرت كل امكانات الدولة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وزوار المسجد النبوي الشريف بما يليق بجلال وايمان المشاعر المقدسة في أفئدة كل المسلمين.
قد أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين بقيادة الملك فهد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظهم الله - كل الرعاية والاهتمام بضيوف الرحمن وجندت كل طاقات الدولة البشرية والمادية، من أجل توفير أرقى الخدمات المتميزة لحجاج بيت الله الحرام.
ولأن صحة الحجاج كانت وما زالت من أبرز الخدمات التي تلقى كل الاهتمام تخطيطاً واستعداداً وتطويراً من قبل وزارة الصحة وذلك انفاذاً لتوجيهات المقام السامي الكريم بتقديم أرقى مستويات الخدمة الصحية لضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة. وان ما نشاهده اليوم من مستوى مشرف للمرافق الصحية المهيأة للحجاج بكل مستوياتها وتخصصاتها سواء في مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو المشاعر المقدسة، فهي من نتاج الدعم اللامحدود الذي توليه الحكومة الرشيدة لموسم الحج في كل عام، ولهذا سخرت وزارة الصحة كافة امكاناتها وطاقاتها من كوادر بشرية ومرافق صحية من أجل خدمة وتوفير الرعاية الصحية للحجاج وفق أرقى مستويات التجهيزات الطبية والفنية، حيث توجد في العاصمة المقدسة «7» مستشفيات سعة «1897» سريراً أساسياً، ويمكن زيادتها عند الحاجة الى «2710» سرر، ومجهزة تجهيزاً كاملاً من الناحية الطبية والفنية ومن كافة المستلزمات من أجهزة وأدوية. كما تضم العاصمة المقدسة «38» مركزاً صحياً منها «5» داخل الحرم المكي.
وفي المدينة المنورة تم تجهيز «7» مستشفيات بسعة سريرية تبلغ «1360» سريراً، وعدد «38» مركزاً صحياً منها «5» مراكز في الحرم النبوي الشريف.
وفي المشاعر المقدسة يوجد «7» مستشفيات بطاقة سريرية «1374» سريراً أساسياً منها سريران بمزدلفة، ويمكن زيادتها الى «2697» سريراً عند الحاجة، بالاضافة الى «84» مركزاً صحياً منها «34» في منى و«6» في مزدلفة و«44» في عرفات.
وقد تم تجهيز قوى عاملة تبلغ اجمالياً «9343» منها «1722» طبيباً و«1555» هيئة تمريض و«4051» فنياً طبيا وغير طبي و«2015» خدمة مساندة بما فيهم «600» طالب.
أما بالنسبة للاستعداد للحالات الطارئة والاسعافية فقد تم تجهيز «80» سيارة اسعاف كبيرة و«75» صغيرة مجهزة في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة.
هذا ويشرف على هذه الخدمات المتميزة لجان تتضافر جهودها لتنفيذ سياسات الوزارة وخططها الصحية لتقديم أفضل الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام، وسعياً الى اتمام موسم حج ناجح بإذن الله تعالى.
وآمل ان تحقق أعمال وجهود وزارة الصحة تطلعات حكومتنا الرشيدة في توفير الرعاية الصحية الشاملة لضيوف الرحمن وذلك تحقيقاً لقول الله تعالى:{وّقٍلٌ اعًمّلٍوا فّسّيّرّى اللّهٍ عّمّلّكٍمً وّرّسٍولٍهٍ وّالًمٍؤًمٌنٍونّ} .
وأسأل الله العلي القدير ان يتقبل من الحجيج حجهم وان يعودوا الى بلادهم بالصحة والسلامة بذنب مغفور وسعي مشكور وحج مبرور.
* وزير الصحة
|