Tuesday 4th february,2003 11086العدد الثلاثاء 3 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عربة البليلة تردع ألسن من يتهم السعوديين بالتكاسل عربة البليلة تردع ألسن من يتهم السعوديين بالتكاسل

* جدة - خالد الفاضلي:
يشاع عربياً عن رفاهية الشباب السعودي وعزوفهم عن ممارسة الحرف اليدوية، وفي أحايين كثيرة يتم وصفهم بأنهم شباب يترفع عن مهن كان يمارسها الآباء والأجداد.. بينما تنقل وسائل الاعلام العالمية المتواجدة في مناطق المشاعر المقدسة صوراً حية عن شباب سعودي يعمل 14 ساعة متواصلة في حرف يطلق عليها عالمياً مهن صغيرة مثل الطبخ وبيع الطعام على الطرقات، وكذلك بيع المياه والمشروبات الغازية عند اشارات المرور.يتحدث عدد كبير من الشباب السعوديين المتواجدين هناك بشفافية، موضحين أنهم لا يقفون خلف حلة البليلة، «وهي الحمص المطبوخ بطريقة خاصة» إلا في مواسم الحج، لأنها تحقق لهم أرباحاً جيدة في زمن قصير، ويميلون لممارسة مهنة بيع البليلة طوال السنة في حالة استمرار نفس معدل الربح المادي، ويلمح أحد الشباب إلى أن الشباب السعودي لا يترفع عن المهن الحرفية، لكنه يهرب منها إلى وظائف ومهن تمنحه دخلاً شهرياً ثابتاً يؤمن له تكاليف الحياة، ويشير إلى أن المهن القديمة لم تعد قادرة على توفير موارد نقدية ثابتة لذلك عزف عنها الشباب، وليس حسب ما يروج له الآخرون باتهام السعوديين بالكسل، يرهن كثير من شباب مكة أنفسهم في تعاقدات مؤقتة مع شركات خدمات الحجاج، ويعملون على مدار الساعة، حتى ساعات نومهم القليلة يقضونها في مقر العمل، في حين تتحول مقار شركات خدمات الحجاج المتواجدة في منى إلى خلايا نحل من كثرة عدد العاملين ونشاطهم.يميل شباب مكة وفتيانها تحديداً، وربما زاحمهم بعض شباب مدينة الطائف المجاورة إلى استثمار أوقات الحج بنشاطات تجارية متوسطة وصغيرة محكومة بفترة زمنية قصيرة، فتنتشر عربات تدفع يدوياً مشهورة ببيع المياه، والمشروبات الغازية، المشروبات الساخنة، وكذلك البليلة وهي حبات حمص مطبوخة، تقدم مع الخل، واعتاد الناس تناولها «على الواقف» أو وهم يمشون.
ينشغل فتيان مكة في طبخ أصناف متعددة من الطعام في منازلهم ثم يبعها في الساحات المفتوحة، عند اشارات المرور، أمام المساجد بجوار الأسواق، وتحت الجسور «الكباري» مصحوبة بأجواء شبابية مبهجة بسبب شغف أهل مكة «بالتلسين» وهي الكلام بطريقة حجازية بحتة متشبعة بمفردات متعددة المعاني، وتصل في بعض مراحلها إلى درجة تشبه الشتم العلني لكنه في كل حالاته لا يعدو حديث تكتلات من الشباب المتدثرين بثياب بيضاء ورؤوس مكشوفة.
تحظى «البليلة» بشعبية عالية خاصة بين حجاج مصر وشمال أفريقيا، بينما يمر عليها حجاج الساحل الخليجي ويتذوقونها بتلذذ ينكشف من حركة عيونهم، تملأ أواني البليلة البلاستيكية الفارغة، سلات المهملات، وزوايا الطرقات، فمن طقوس تناولها أن تلتهمها إلى آخر قطرة ثم ترمى بالعلبة الفارغة على قارعة الطريق!!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved