Tuesday 4th february,2003 11086العدد الثلاثاء 3 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
الوضع في المنطقة..
عبدالرحمن بن سعد السماري

يقولون.. إن المنطقة «عموماً» تمر بمرحلة حرجة في تاريخها لم تمر بها لا في حرب الخليج الأولى ولا الثانية.
* ويقولون.. إن هذا المنعطف الذي نمر به.. منعطف مصيري.
* الإعلام يتحدث عن جملة من الاشياء المخيفة.. وعندما أقول الإعلام.. فإنني أعني جملة الإعلام وليس الإعلام المحلي ولا حتى إعلام المنطقة.
* يتحدثون عن اعادة رسم خريطة المنطقة من جديد.. ويتحدثون عن متغيرات ومستجدات ومفاجآت.
* نشرات الاخبار تُسخِّن الأوضاع.. ومراسلو الوكالات ووسائل الإعلام.. هم الآخرون حفار قبور.. لا ينقلون خبراً واحداً ساراً..
* حتى مكوك الفضاء الامريكي «كولمبيا» عندما انفجر ومات فيه كل الرواد.. ومات معهم أحلام وطموحات وخطط ودراسات علمية وغير علمية.. لم يأخذ المساحة الإعلامية التي يستحقها.. ذلك ان الإعلام أصلاً.. مشغول بشحن الناس لمتغيرات قادمة.. قد تشهدها منطقة الشرق الأوسط..
* عندما انفجر مكوك الفضاء «تشالنجر» قبل حوالي خمسة عشر عاماً.. استنفر الإعلام كل إمكاناته وصار الناس يعيشون على هذا الخبر.. يصبحون عليه ويمسون عليه.. مع انه في ذلك الوقت لا يوجد محطة تلفازية فضائية.. ولا يوجد انترنت ولا رسائل إعلامية قوية كما هي اليوم.. ومع ذلك.. فان هذا الخبر صار جزءاً من حياة الناس وظلا راسخاً في اذهاننا منذ عام انفجاره وحتى اليوم لم ننس لحظاته.
* ان المكوك «كولمبيا» فصار انفجاره كسقوط اتوبيس هندي في نهر.. وليس فيه سوى خمسين راكباً هندياً فقط لأننا نصبح ونمسي على أخبار تساقط اتوبيسات الهند في انهارهم.. ونصحو ونمسي على تصادم قطاراتهم.. ويندر أن تقرأ جريدة دون أن يكون فيها خبر موت هنود في أي حادث كان.
* أقول... خبر سقوط وانفجار «كولمبيا» صار مثل اخبار الهنود.. لأن الإعلام الغربي وغير الإعلام الغربي.. مشغول بالتحضير لشيء ما.. ومشغول لشحن الأنفس وتهيئة الناس لحرب قادمة.
* المنطقة اليوم.. تمر بمرحلة فاصلة في تاريخها.. ويبدو أنها مرحلة مصيرية.. والرئيس الامريكي.. تصريحاته واحاديثه لا تطمئن أبداً.. خصوصاً أنه منذ توليه الرئاسة حتى اليوم.. وأمريكا تعايش النكبة والكارثة الواحدة تلو الأخرى.. والضحايا هنا وهناك.. وفي عهده.. عايش الانسان الامريكي.. الرعب والخوف.. وتم انشاء وزارة أمن قومي لأول مرة في التاريخ الأمريكي.. وطبقت أحكام الاستيقاف والسجن «أي الاحكام العرفية» بشيء من التعديل السياسي أو الإعلامي.
* ليت أمريكا تنشغل في مشاكلها السياسية واقتصادها وشئونها المحلية وهموم شعبها وانتخاباتها ومكوكها وتترك العالم يعيش حسبما يريد.
* يقول خبير روسي قبل أيام «أمريكا لا تستطيع ان تكون في كل مكان في العالم.. ولا تستطيع ان تصرِّف العالم كله حسب هواها».
وهذا صحيح لو أدركه الأمريكان.
* ليست أمريكا وحدها التي ضد الإرهاب.. بل العالم كله ضد الارهاب لكن.. ما هو الإرهاب الذي يجب محاربته؟!
* هل عرفت امريكا.. الإرهاب الذي تعنيه قبل أن تحاربه؟
* وهل هي أمريكا وحدها التي تعرضت للإرهاب والهجمات الارهابية؟!
* أبداً... اكثر دول العالم تعرضت للارهاب ومع ذلك.. وضعته في حجمه الطبيعي ولم تفقد صوابها.
* ان حرب امريكا التي تمارسها اليوم ستكلفها الكثير.. ولن تصل إلى نتيجة أبداً.. ولعل أفغانستان شاهد حي.. فكل يوم تسقط طائرة.. وكل يوم.. يُقتل مجموعة من الامريكان في كمين أو يفجر بهم لغم.
* والمحصلة.. سيذهبون اليوم أو غداً من أفغانستان بخسائر كبيرة.. وكل يوم يمضي عليهم هناك يسجل خسائر أكبر.. وستعود أفغانستان الى حالة الفوضى.. لأن الأفغان يريدون افغانستان هكذا.. حرباً ودماراً وأشلاء وقتلى ومعاقين وجوعى وفقراً ومرضاً وأيتاماً وارامل.. الخ.
* فلا أمريكا قضت على طالبان.. ولا هي قضت على اعضاء القاعدة.. ولا هي حمت حدودها من الارهاب.. بل أججت الوضع أكثر.. وكسبت عداوة أكثر.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved