Tuesday 4th february,2003 11086العدد الثلاثاء 3 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
فضلاً أرِح ذاكرتك...!
د. خيرية السقاف

تكثر مناقشات النساء في كلِّ مكان حول بعضهن الآخر، فهذه لم نعد نعرفها، وتلك تبَدَّلت بشكلٍ كبيرٍ، والأخرى تغيَّر شيءٌ ما في وجهها أو شعرها أو...
ويكون النقاش حادّاً إذا ما كان حول الوجوه المعروفة على أغلفة المجلات، أو بطلات المسلسلات، أو شهيرات القنوات من المذيعات... لكن التغيير الذي يتحدَّثن عنه، ويدخلن من أجله في تحديات تصل إلى المبالغة في المواقف من بعضهن، كلٌّ تميل إلى رأيها وتتمسك بما تظنُّ،... ليس يخصُّ هذا الجدل وتلك التحديات ما يطرأ أو طرأ من تبدُّل في الفكر، أو التوجُّه القيَمي عند اللاتي يتحدَّثن عنهنَّ، ولا في طريقة أو أسلوب الحوار، أو الانتقال ممَّا لم يكن مرغوباً لما هو مألوف وخاضع لمعايير الخلق الاجتماعي في أيِّ مجتمع إنساني يتفق في النقاط الأساس لمعايير السلوك والأخلاق، وإنَّما هذا الحوار الحاد، والجدل الشديد، والتحديات المؤكدة كلُّها تدور فيما طرأ على الشكل الخارجي لكلِّ من يقوم حولها هذا الجدل والحوار والتحدِّي...
ذلك لأن مشارط المجمِّلين من الأطباء وأدويتهم وإشعاعاتهم أصبحت السوق الرائجة، الفاتحة أبوابها والمشرعة، نوافذها لكلِّ من مدَّت يدها إلى وجهها فوجدت مؤثرات المراحل الزمنية وآثارها الخارجية والنفسية والانفعالية قد مسحت عليها، واستقرت في شيء منها، ونزلت بها... أي: «حطَّت مضاربها وأوقدت قِراها»، أو لكلِّ من تجد في نفسها القدرة لأن تضرب بمجدافها في بحر التغيير ليس لأيِّ سبب سوى أن تكون مع الموجة!!،... لذلك لا يعد يلفت أن تتعطل الذاكرة في رأس الناس، ويختلط عليهم ترتيب الصُّوَر التي فيها للأوجه التي تعرفها... إذا ما قابلت أيَّاً منهنَّ، ووقفت تضع يدها صاحبة هذه الذاكرة فوق رأسها تحت ذاكرتها هذه الخطى... تستعجلها أن تستعيد بسرعة اسم التي أمامها...، وتكتشف فيما بعد أنَّ ذاكرتها سليمة لاتزال تؤدي دورها، ولم تهترىء أو تكتظ بما لا يجعلها يقظةً في المواقف... وأنَّ أوجه الصاحبات هي التي قد تبدَّلت...، بمثل ما تتبدَّل الماركات التي يكتسين من ملابسها ومجوهراتها وألوانها وعطوراتها...
ربما يكون هذا الوقت هو وقت الإيذان للذواكر في الرؤوس كي تستريح من متابعة البحث والترتيب لأوجه الذين يجدِّفون في بحور التغيير... إذ لم يعد الأمر قاصراً على النساء وحدهنَّ...!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved