وكأن الحرب الأمريكية ضد العراق قائمة وحتمية، بدأت الدول توفق أوضاعها وتضع خططها لحماية مصالحها الوطنية، والبعض بدأ فعلاً في الإعداد لنقل مواطنيه الذين يعملون في العراق والدول المجاورة لها وبالذات الكويت ودول الخليج الأخرى، في حين أوقفت دول أخرى سفر مواطنيها إلى المنطقة. أما على صعيد الإجراءات الأمنية والعسكرية فقد بدأت الدول المجاورة للعراق والدول التي تزمع إرسال قوات للمشاركة في الحرب بتطبيق إجراءات أمنية وقائية وصلت في الكويت إلى تطبيق خطة أمنية احترازية تشارك في تنفيذها وحدات من الجيش والحرس الوطني والقوات الخاصة، بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية، وقد سبقت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية الكويت في تطبيق إجراءات أمنية مشددة وخاصة في الموانئ والمطارات، كما طلبت الدولتان من رعاياهما في دول المنطقة مغادرتها وعدم التوجه إليها.
على الصعيد السياسي أخذت الأنظمة الحاكمة في مختلف الدول التعامل وكأن الحرب حتمية، رغم أن الدول الكبرى التي تشارك أمريكا وبريطانيا العضوية الدائمة في المجلس الأمن الدولي، فرنسا وروسيا بالذات تتحرك وبدعم قوي من ألمانيا الاتحادية لاعتراض طريق الحرب، إلا أن الجهود الروسية الفرنسية تواجه تخاذلاً أوربياً، حيث أبدت الأغلبية في الاتحاد الأوربي تأييداً ودعماً للجهود الأمريكية البريطانية في تحد قوي للنفوذ الفرنسي الألماني في الاتحاد الأوربي، وقياساً على تواصل الحشد العسكري، والدعم السياسي الأوربي لدعوات الحرب فإن المراقبين أخذوا يميلون إلى تزايد نسب احتمال وقوع حرب في الربع الأخير من الشهر الحالي.. شهر فبراير/ شباط، خاصة بعد أن تأكد لهؤلاء المراقبين استحالة استجابة القيادة العراقية لتنفيذ ما يطلب منها، وبالذات تخلي الرئيس العراقي صدام حسين عن الحكم طوعاً ومغادرة العراق إلى بلد آخر تم التفاهم حوله مع واشنطن، مع إعطائه هو وأسرته ضمانات بعدم تعرضه للمساءلة هو ومساعديه.
ويعتقد المراقبون أن واشنطن ولندن لن يجدا صعوبة في تقديم المبرر إلى مجلس الأمن الدولي لشن حرب على العراق قبل نهاية الشهر الميلادي الحالي بعد ان ينهي هانز بليكس والدكتور محمد البرادعي مهمتهما في بغداد التي ستكون بحسب رؤية هؤلاء المراقبين آخر مهامهم في عراق صدام حسين.
| 
