Tuesday 4th february,2003 11086العدد الثلاثاء 3 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تصريحات شرودر في حملته الانتخابية أطلقت العداء لبوش والأمريكيين تصريحات شرودر في حملته الانتخابية أطلقت العداء لبوش والأمريكيين
الخلاف حول العراق يهدد علاقات ألمانيا وأمريكا بجراح لا تبرأ
الآلاف يتظاهرون في شوارع ألمانيا احتجاجاً على الحرب الوشيكة في العراق

  * برلين رويترز:
يقول المستشار الألماني جيرهارد شرودر إن الأصدقاء الجيدين يجب أن يكون باستطاعتهم الاتفاق على أن يختلفوا، لكن الشقاق المتزايد بين برلين وواشنطن بشأن العراق ليس مشاجرات داخل الملعب بل يخاطر بالتحول إلى تباعد دائم.
ومع تبادل السياسيين تعليقات لاذعة مغيظة يرى المعلقون عداء شعبيا متزايدا تجاه السياسة الأمريكية بشأن قضايا تتفاوت من العراق إلى البيئة وحقوق الإنسان يمكن أن يقوض صداقة مخلصة نشأت بعد الحرب العالمية الثانية.
وفترت العلاقات بين البلدين منذ جعل شرودر المعارضة لحرب بقيادة أمريكية على العراق بندا أساسيا في حملته لإعادة انتخابه في سبتمبر/ايلول الماضي.
وكرر شرودر تصريحاته مؤخرا أثناء لقاءات قبيل انتخابات اقليمية في ولايتي هسه وساكسونيا السفلى.
وقال رونالد اسموس من مركز العلاقات الخارجية في واشنطن لصحيفة هاندلسبلات الاقتصادية اليومية إن تصريحات شرودر في حملته الانتخابية «فتحت صندوق الشرور ليطلق العداء لبوش والأمريكيين».ورد المسؤولون الأمريكيون بأن وصفوا العلاقات بأنها «مسممة» بعد أن نقل عن وزيرة ألمانية مقارنتها الرئيس الأمريكي جورج بوش بالزعيم النازي أدولف هتلر من حيث استخدام الحرب لصرف النظر عن مشاكل داخلية بينما قال زعيم ديمقراطي اشتراكي كبير أن بوش يتصرف مثل امبراطور روماني.
ولم يساعد السياسيون الأمريكيون على تهدئة الأعصاب، وانتقد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد علنا نظيره الألماني بيتر شتروك أثناء قمة لحلف شمال الأطلسي في نوفمبر/تشرين الثاني ونصح الألمان بفظاظة قائلا «إذا وقعت في حفرة فكف عن الحفر».
وأثار رامسفيلد أكبر عاصفة من الغضب حين وصف ألمانيا وفرنسا الشهر الماضي بأنهما تمثلان «أوروبا القديمة» بسبب تحفظهما إزاء الحرب المحتملة.
وقالت الصحف وسياسيون ألمان موالون للولايات المتحدة عادة إنه تجاوز الحد.
واتهم معلقون أمريكيون ألمانيا بإنكار الجميل بعد أن ساعدت الولايات المتحدة في إعادة بناء البلاد عقب الحرب العالمية الثانية إلى جانب دعم واشنطن لتوحيد شطري ألمانيا عام 1990م بعد عقود من الحماية العسكرية لألمانيا الغربية طوال الحرب الباردة.
ووصل الأمر أن بعض المسؤولين في واشنطن اقترحوا نقل بعض القوات الأمريكية المتمركزة في ألمانيا والبالغ تعدادها 70 ألف جندي إلى بولندا لمعاقبة برلين على «صفاقتها» في معارضة الحرب على العراق.
وحذرت شخصيات بارزة في قطاع الأعمال من أن الخلاف يمكن أن يضر بالتجارة مع الولايات المتحدة التي تشتري عشرة في المئة من الصادرات الألمانية.
وقال كارستن فويجت مستشار الحكومة الألمانية بشأن العلاقات الأمريكية الألمانية «أنا منزعج من أن تؤدي تلك التعليقات والمواقف على الجانبين إلى خلق مناخ يتحول فيه الخلاف في الرأي إلى تباعد شعبي».وحذر جرنوت ارلر العضو البرلماني البارز في الحزب الديمقراطي الاشتراكي بزعامة شرودر من «انفجار العداء للأمريكيين» على مستوى العالم وفي ألمانيا في حالة الحرب.
وبعد هجمات 11 سبتمبر توافد الألمان على السفارة الأمريكية في برلين ليضعوا الورود ويشعلوا الشموع، لكن الآلاف يخرجون الآن إلى الشوارع في مختلف أنحاء البلاد للاحتجاج على الحرب الوشيكة في العراق.
وإلى جانب التاريخ الطويل للعداء للأمريكيين في فرنسا أظهرت استطلاعات الرأي انه يزداد في ألمانيا.وخلصت دراسة أجراها مركز بيو الأمريكي للأبحاث وشملت 44 دولة إلى ان عدد الألمان الذين ينظرون بإيجابية للولايات المتحدة ما زال كبيرا بالمعايير العالمية لكنه تراجع بنسبة 20 في المئة منذ عام 1999م.
وقال انجو زوبربير رجل الأعمال الذي عمل لسنوات في نيويورك ويرأس حاليا الجمعية الأمريكية في ميناء هامبورج بشمال ألمانيا إن أغلب الألمان ما زالوا يشعرون بالامتنان للأمريكيين لكنهم يدافعون عن ميلهم عميق الجذور للسلم.
وأضاف «كثير من الألمان ضد الحرب بسبب الخبرة التاريخية».
وتابع «يجب أن يسعد البريطانيون والأمريكيون، فقد تعلم التلميذ الدرس».ويفسر تزايد المشاعر ضد الولايات المتحدة النجاح الكبير في ألمانيا لكتاب «الرجال البيض الأغبياء» للأمريكي مايكل مور وهو من أشد المنتقدين لإدارة بوش، وباع الكتاب 250 ألف نسخة منذ طرحه في اكتوبر/تشرين الأول وهو الآن يتصدر مبيعات الكتب غير الأدبية.لكن بعض من لا يخفون تأييدهم في ألمانيا للولايات المتحدة يدافعون عنها، فقد اتهم المستشار السابق هيلموت كول المنتمي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي شرودر باستغلال الشعارات المناهضة للأمريكيين لكسب الأصوات وحذر من ان ألمانيا ستضطر لدفع ثمن على المدى البعيد.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved