تقدمت، عشر حكومات أوروبية، إلى محكمة مقاطعة نيويورك، بدعوى، ضد إحدى شركات التبع العالمية، تتهمها بتهريب السجائر بالتعاون مع رجال العصابات الروس، والتنسيق مع تجار المخدرات الكولومبيين، لأن هذه العصابات أكثر قدرة على ترويج السجائر، عبر الحدود الضريبية للدول، وهم يدفعون أثماناً أفضل لهذه الشركة وتؤكد الدعوى، بأن الشركة المذكورة تعاونت مع هذه العصابات، بإزالة العلامات من عُلب السجائر، بحيث لا يمكن تعقّب طريق التهريب، والمصدر الجغرافي للبضائع. وقامت تلك الشركة بتغيير حسابات البنوك والتلاعب بها للتغطية على نشاطاتها المشبوهة. ونتجت عن تلك النشاطات التهريبية في العراق، أرباح كبيرة، استفاد منها، عُدي صدام حسين، وبذلك فإن هذه الشركة، لا تنهمك فقط، في نشاطات تقتل الناس، كإنتاج السجائر، وبيعها، ولكنها تموّل أناساً يقتلون الناس، عصابات شريرة، وحكومات جائرة.
* إذا نجحت هذه الدعوي، ضد هذه الشركة العالمية لإنتاج التبغ، فإن ذلك سيفتح الباب لدعاوى مماثلة، ضد شركات تبغ أخرى كبيرة.
* قائمة التهم المذكورة، تقدمت بها الحكومات الأوروبية بناءاً على معلومات مكثفة جمعتها السلطات الأمنية لتلك الدول.
* وهي اتهامات، وشبهات، تكفي لوضع رجال محترمين، ومؤسسات مرموقة على قائمة الإرهاب الأمريكية، وتحفز إدارة الرئيس بوش لملاحقتهم، وإزعاج دولهم، وتشجع كثيرا من كتاب الأعمدة الصحفية في الولايات المتحدة، لإثارة الزوابع، وامتشاق أسلحة التضليل الشامل، بالحق والباطل، وربما أقنعت تلك التّهم وزير الخارجية الأمريكي بان يضمها في ملفه الذي سيقدمه إلى مجلس الأمن يوم الأربعاء القادم.
* ومع ذلك فان الحكومة الأمريكية تقف، موقف المدافع، عن شركات التبغ الأمريكية، عندما يتعلق الأمر، بجرائم تلك الشركات وممارساتها الشائنة، خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
* يقتل التبع حوالي خمسة ملايين إنسان سنوياً، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد، بحلول عام 2020، وسيتم ذلك وفقاً لافتتاحية صحيفة الهيرالد تريبون الدولية، ومصادر صحية دولية، عن طريق التأثير على المجموعات البشرية، ذات القدرة الأقل على المقاومة، والنزعة الأكبر نحو الإدمان: المراهقون في العالم الثالث.
* واحد من كل سبعة مدخنين في العالم، يتراوح عمره بين 13 و15 سنة، ويؤكد هؤلاء عجزهم عن التوقف على الرغم من رغبتهم في ذلك.
* بحلول عام 2020م يقدّر بأن حوالي 70% من الوفيات بسبب التبغ، ستكون في العالم الثالث.
* الجهود المكثفة، لشركات التبغ، تركز على هذا العالم الفقير المريض، وعلى شبابه، وأطفاله، وتستغل هذه الشركات عجز حكومات العالم الفقير الناتج عن اعتمادها على ضرائب السجائر، في تمويل إنفاقها العام، وكذلك النفوذ النسبي لتلك الشركات ودعم حكوماتها لها.
* عندما تذمرت حكومة التشيك، من الخسائر التي يواجهها الاقتصاد التشيكي بسبب المشاكل الصحية الناتجة عن التدخين، قدّمت شركة فيليب موريس، دراسة طريفة تناقض بها إدعاءات الحكومة التشيكية.
* أكّدت شركة فيليب موريس في دراستها، أن العكس هو الصحيح، إذ أن التدخين يوفر على الحكومة التشيكية مبالغ قد تصل إلى 250 مليون دولار، سنوياً، لأن الموت المبكر الناتج عن تدخين السجائر يعفي الحكومة من الإنفاق على معاشات المتقاعدين، وخدماتهم الصحية، وبذلك، تساهم شركة فيليب موريس ومثيلاتها في علاج العجز في الميزانية التشيكية.
* إذا كنت مجرماً، فلا يمنع ذلك أن تكون وقحاً، ومسلحاً، بدراسة علمية أشد وقاحة.
* وإذا كنت إرهابياً، تقتل الأطفال الفقراء، بالملايين وتتآمر مع عصابات المخدرات، وتمول أسلحة الدمار الشامل، فحاول فقط أن تكون صناعياً أمريكياً، سجيناً، تتبرع لخزائن الحزب، وتنظم الحفلات الفاخرة، وتنفق على حملات إعلان باذخة، وتبيع فحسب لفافة تبغ ناعمة بريئة.
|