يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «الخيل معقود في نواصيها الخير»، وما عرف عن صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير حفظه الله من حب للخيل، وميادين الفروسية، ناهيك عن حب سموه لفعل الخير، تجعل الذهن يتفتق اعجابا بهذه الشخصية كلما وردت على الذهن، لتعكس روح الفروسية والنبل.. هذه الروح العربية الأصيلة التي ميزت رجال أفذاذ عبر تاريخ الأمة، وتبدت كأنصع ما تكون في قليل من الشخصيات المعاصرة، يأتي في مقدمتهم دون شك آل سعود، وفي صدر المشهد تستطيع بوضوح أن تشاهد نجماً مضيئاً لا تخطئه العين.. هذا هو سلطان.. عاشق الخيل.. فارس الروح، وروح الفروسية.
وقد ارتبطت الفروسية على امتداد تاريخنا العربي العتيق العريق بكل ماهو جميل، وراق، وكانت السلالة العربية من الخيول محط أنظار واهتمام النابهين في أرجاء المعمورة كافة ممن يعرفون قيمة هذا الكائن الرائع الفريد، الذي خلب الألباب، وبهو الأنظار، وحير الفنانين الذين حاولوا قدر جهدهم اصطياد ملامح شكله البديع، وحركته الرشيقة المميزة، وكان عشق الخيول دوما دلالة على رقي الذوق، وارتفاع الأحاسيس، وارتقاء المشاعر، وما رعارية صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير لرياضة الفروسية، وما يقدمه لها من جهد ينم عن حب عميق لكل ما تمثله في التراث من قيمة ليست إلا انعكاساً لروحه النبيلة، وانتماءه العميق لروح الثقافة العربية في جوهرها الصافي المنابع، وحبه الصادق للطبيعة البكر، والجمال الفطري الأخاذ الذي تمثله الخيول.
وفي إطار اهتمام سموه الكريم بالفروسية، حظيت هذه الرياضة الرفيعة في مختلف بقاع المملكة بنصيب كبير من رعايته حيث تحتاج ميادين الفروسية للدعم لما تتكلفه ميادين سباق الخيل، والحظائر من تكلفة كبيرة، فأغدق سموه من حر ماله الخاص على هذه المرابع، والخيول حباً وكرماً، وقد نالت هذه الرياضة العظيمة في منطقة حائل جزءاً من فيض كرمه حيث تفضل سموه الكريم بدعم نادي فروسية حائل، فلسموه كل الشكر والتقدير أصالة عن نفسي، ونيابة عن كل محبي هذه الرياضة في منطقة حائل العريقة على هذه اللفتة الكريمة التي تعبر عما في نفس سموه من سخاء، وكرم.
إن أفضال سموه الكريم على رياضة الفروسية لا يحدها حد، فقد امتدت لتشمل رعاية هذه الرياضة العربية الأصيلة في نواحيها كافة وكان لاسطبلات سموه دور باهر في الارتقاء بسلالات الخيول العربية الأصيلة النادرة، مما انعكس على نتائج سباقات خيول هذه الاسطبلات التي حازت قصب السبق في أكثر من مجال كان آخرها، وليس آخرها بإذن الله حصول اسطبل سموه على كأس خادم الحرمين الشريفين لخيل الانتاج لهذا العام مما يعكس لأي مدى هو الاهتمام العلمي بتهجين، وإنتاج خيول أصيلة تحافظ على هذا التراث العربي الغالي.
إن سموه الكريم نموذج قوي ومؤثر لأبناء سعود.. هذه الأسرة التي آلت على نفسها أن تتبنى آمال الشعب السعودي، وأن تعكس صورة حضارية عربية عن هذه الأمة في علاقة مشاركة بين أمة وقادة، قوامها التحضر، والإنسانية، وبناؤها الرحمة، وعمادها التواصل، وهدفها البناء، وعنوان رائع على ما تمثله الأسرة السعودية من أصالة ميزت هذا النسل النبيل منكم يا آل سعود الأوفياء.
سيدي.. لأننا عرفنا عنكم النبل، والفروسية، والكرم، وباسم أولئك الذين أمتعتهم أعمالكم، ونالهم بذلكم السخي الكريم على رياضة الأجداد، ولأنكم تجسيد رائع لكل القيم الإسلامية الرفيعة.. لكل ذلك وأكثر.. ندعو الله عز وجل أن يحفظكم لنا.. إنه سميع مجيب الدعاء.
(*)عضو اللجنة الإشرافية بنادي فروسية حائل
| 
