سيرجيو ونور عنوان الفوضى
الاتحاد فاز بالتنظيم وخسر كل شيء

* كتب سعود عبدالعزيز:
كان يوم السبت الماضي من الأيام الحزينة التي عاشها نادي الاتحاد والكرة السعودية بعد أن خسر العميد كل شيء المال والنتيجة والأخلاق الرياضية فقد قدم رجال الاتحاد وفي مقدمتهم منصور البلوي كل شيء من أجل مشاركة شرفية لفريقهم وتنظيم جيد يحسب لهم في البطولة العربية الأولى الموحدة للأندية وإذا كان الاتحاديون قد وفقوا كثيراً في التنظيم الذي حصلوا عليه في اللحظة الأخيرة فإن عدداً من الجوانب الأخرى سجلوا فيها إخفاقاً وفشلاً كبيراً وفي مقدمتها الأخلاق الرياضية الذي ضرب بها لاعبو العميد عرض الحائط داخل الملعب وخارجه ففي أرضية الميدان كان المهاجم الممتاز فنياً السيىء تصرفاً البرازيلي سيرجيو يكتب أولى خطوات الفشل الاتحادي بضربه المتعمد لمدافع الإفريقي التونسي لم يتردد الحكم الدولي جاسم الهيل في منحه البطاقة الحمراء المستحقة التي تسببت في تدهور الأوضاع الفنية للاتحاد داخل الملعب لتتخبط الأوراق ويتراجع العطاء وتبدأ معها شباك مبروك زايد استقبال الأهداف حتى وصلت عند الرقم أربعة ولم ينقذ العميد من حدوث كارثة كروية سوى صافرة الحكم الذي كان أول المشفقين على حال منظم البطولة..
لقد وضح لكل متابع للمباراة أن لاعبي الاتحاد لم يكونوا مهيئين نفسياً لخوض اللقاء وكان للهدف المبكر الذي سجله الإفريقي من خطأ مشترك من المدافع باسم اليامي والحارس مبروك الدور الرئيسي في ارتفاع معنويات لاعبي الإفريقي وتدهور الأوضاع عند نجوم الاتحاد أصحاب الملايين الذين لم يكونوا نجوماً على الإطلاق في مباراة أمس الأول وتسببوا في حدوث كارثة كروية على ناديهم وعلى الجماهير المحلية التي كانت تأمل بتواجدهم في النهائي العربي بجانب شقيقهم الأهلي وبعد أن اهتزت شباك مبروك زايد في المرة الأولى شعرنا أن العميد بمهاجميه الكثر سيعود إلى أجواء المباراة سريعاً وهو ما حدث بالفعل بعد أن تكفل مدافع الإفريقي بإحراز هدف التعادل للاتحاد في مرمى فريقه لكن الهدف الثاني لعادل السليمي أكد أن الاتحاد يعيش أوضاعاً فنية ونفسية رديئة ستعصف به إلى خارج البطولة وهو ما حدث وتأكد منه الجميع بعد طرد البرازيلي سيرجيو في منتصف الشوط الأول ليكون الشوط الثاني عبارة عن تدريب خفيف للاعبي الإفريقي الذين نجحوا في إحراز هدفين آخرين ليعلن بعدها الحكم جاسم الهيل عن سقوط الاتحاد للمرة الثانية هذا الموسم.
وتؤكد الأحداث والمشاركات العربية الخارجية التي خاضها الاتحاد أنه فريق محلي وأنه لا يملك الخبرة الكافية إدارياً وعناصرياً للتواجد في الساحات الخارجية فبعد أكثر من «30» بطولة خارجية شارك فيها لم يستطع سوى الحصول على لقبين خليجي في جدة واسيوي في طوكيو.. وبعد أن حدثت الكارثة وغادر العميد أجواء البطولة بعد مباراة عاصفة مع الإفريقي التونسي لم يكن يتوقع أحد أن تكون الأحداث في المدرجات أكثر سخونة بين جماهير الاتحاد ونجومه محمد نور وأسامة المولد اللذين اتجها للمدرجات واشتبكا مع الجماهير التي ساندتهم وشدت من أزرهم في الكثير من المواقف والمباريات وهذا التصرف اللاأخلاقي وغير الرياضي من نور والمولد يجب أن يتصدى له الرياضيون كافة قبل الاتحاديين بكل قوة وأن يضربوا بيد من حديد على كل شخص يعتقد في نفسه أنه فوق النظام ويخل به ويحدث الفوضى وهذا مما حدث من محمد نور وأسامة المولد فالأول باتت تصرفاته الطائشة مضرباً لكل المستهترين والخارجين عن النظام فكم من قضية حدثت منه وتم التجاوز عنها حتى أيقن أنه فوق العقاب وأنه لن يطاله شيء مهما عظم الأمر وبعد أن تجاوزت تصرفاته الحدود فبات الأمر بحاجة ماسة لتدخل أصحاب القرار لإعادة تقويمه وتهذيب سلوكه قبل أن تحدث منه الكارثة التي يصعب معها إيجاد الحل ومن هنا فإن مطالب الرياضيين كافة وأعتقد أن الاتحاديين أولهم يناشدون أمير الشباب رئيس الاتحاد العربي والسعودي لكرة القدم بضرورة اتخاذ القرار المناسب بحق نور وزميله المولد حتى يصل الأمر إلى الشطب فالوسط الرياضي والكرة السعودية لاتشرف ولا تفتخر أن يكون مثل هذين اللاعبين ممن ينتمون إليها فالبطولة العربية تحمل اسماً غالياً أفنى زهرة شبابه وقدم كل شيء من أجل كرة عربية متطورة منظمة تعتمد الأخلاق والفروسية لا على الركل والشتم وهو ما حدث من نور والمولد الذي أتمنى أن لا نقرأ أو نسمع من يدافع عنهما بحجة أنهما لاعبان في الاتحاد ومن نجوم الكرة الجميلة والعربية وعلى ذكر الكرة العربية فإن أقل عقاب ممكن يناله نور أن تسحب منه جائزة أفضل لاعب عربي الذي حصل عليها في الكويت فكيف يكون أفضل لاعب عربي لا يملك من الأخلاق الرياضية شيئا..
إن من أسباب تجاوز لاعبي الاتحاد حدود الأدب في الفترة الأخيرة خاصة نور وسرجيو حصولهم على الأموال الطائلة من رجال العميد حتى باتوا من أصحاب الملايين فلم يعد يهمهم شيئابعد الآن سواء صدر منهم تصرف حسن أم سيىء فإن الوضع متساو تماماً ولهذا بات من الصعوبة كبح جماحهم وإذا لم يتنبه الاتحاديون لمثل هذا فإن الفريق سيوجد به في الفترة القادمة أكثر من نور وسيرجيو وبالتالي ستكون المهمة صعبة جداً في السيطرة على الوضع وستعود حالة الفوضى على الفريق التي عاشها قبل الثروة الكروية التي أحدثها الرئيس السابق طلعت لامي الذي مع توليه منصب الرئاسة عادت البطولات للاتحاد..
إن العميد في الفترة القادمة بحاجة إلى إداريين من أصحاب الخبرات الطويلة القادرة لمد يد العون لأعضاء الشرف الداعمين الذين تمنعهم مشاغلهم الكثيرة من التواجد في التدريبات والمباريات فالاتحاد بحاجة إلى كافة أبنائه ليتجاوز المحنة الحالية التي به بسبب تصرفات رعناء من بعض اللاعبين الذين لم يقدروا تاريخ واسم النادي الذين يحملون شعاره ويلعبون له.
البلوي انظر للمستقبل
لا شك أن أكبر الخاسرين للبطولة العربية الحالية بعد الاتحاد هو المشرف على جهاز كرة القدم الأستاذ منصور البلوي الذي قدم المال والجهد لجميع أفراد الفريق فأحضر المدربين واللاعبين والأجانب والمحليين وجدد العقود مقابل ملايين الريالات في سبيل مشاهدة الابتسامة ترسم على وجوه جماهير العميد لكن جهوده ونفقاته ذهبت أدراج الرياح بسبب تصرفات رعناء بدرت من سيرجيو ونور والمولد ورغم كبر الكارثة التي حلت بالأصفر والأسود إلا أن رجاله وفي مقدمتهم البلوي يجب أن ينظروا للأمام وأن الهزيمة التي حلت بهم ليست نهاية المطاف وأن الفوز والخسارة أمر وارد في عالم كرة القدم فأفضل فريق في العالم، ريال مدريد المطعم بنجوم الكرة من كافة الدول تعرض لهزيمة مزلة يوم أمس الأول بأربعة أهداف دون مقابل أمام فريق ريال مايوركا أخرجته من كأس إسبانيا والأمثلة في هذا كثيرة لكن ما يجب أن يعرفه الاتحاديون أن الدروس والعبر هي التي تعيد الفريق لأجواء البطولات و الانتصارات ولعل في خسارة مباراة الإفريقي وقبلها لقاء الاتفاق بالأربعة تكون العودة من جديد أما إذا سيطر الإحباط على النفوس فإن الخروج من الوضع الحالي من الصعوبة بمكان تجاوزه وعلى لاعبي الاتحاد وفي مقدمتهم سيرجيو ونور والمولد أن يقدموا الاعتذار أولاً للجماهير السعودية والاتحاد ولمنصور البلوي على المنظر والعرض الذي قدموه في لقاء الإفريقي وإذا فعلوا ذلك فإنه بداية تصحيح الأخطاء وهنا أحب أن أهمس في إذن البلوي الذي عليه أن يجدد الثقة في كافة أبناء الفريق من لاعبين وجهاز فني وإداري وأن يوقف شراء عقود اللاعبين لضمان الانسجام لصفوف الفريق أما الثلاثي المولد وسيرجيو ونور فإن عليه المبادرة باتخاذ العقوبة المناسبة التي تضمن للنادي حقوقه حتى لا تعود مثل هذه التصرفات منهم في المراحل القادمة والاتحاد له اسم كبير وتاريخ عريق وليس من المعقول أن يتلاعب بسمعته أشخاص لا يقدرون شعاره ومبادئه الراسخة في حروف التاريخ و على البلوي أن يدرك أن أعداء النجاح سيوجهون سهام انتقاداتهم إليه مباشرة وكأنه هو السبب الوحيد في الخسارة رغم أنها حدثت لسوء أداء اللاعبين داخل الملعب ومن بداية المباراة.
الأهلي يكسب بخبرة الدكتور وأخاف عليه اليوم من كثرة الترشيحات
من أسباب تفوق الأهلي في الفترة الأخيرة هي الخبرة الإدارية العريضة للدكتور عبدالرزاق أبو داود اللاعب الدولي السابق والرئيس الحالي الذي عرف أن يتخذ الكثير من الخطوات التصحيحية التي أعادت توهج الأخضر منذ خروجه خاسراً لكأس الأمير فيصل بن فهد وإقصاء الأهلي الإماراتي من مسابقة آسيا فنجح الدكتور الخبير في إعادة ترتيب الأوراق بتعاقده مع مدافع كبير هو التونسي خالد بدره الذي بات القائد الأول لخط الظهر الأهلاوي الذي كان يعاني من فوضى خطيرة بسبب البطء الشديد في أداء فوزي الشهري والبحريني محمد حسين وتواضع القدرات المهارية ليحيى جوشان ونايف القاضي والجدوع وبعد الاستعانة ببدره قرر الأهلاويون التخلص من المقلب الكبير ديالو وتعاقدوا بسرعة مع المغربي أبو شعيب المباركي هذه الصفقات الأجنبية الجيدة انضمت للفنان بركات لتكتب مع المشعل وعبدالغني وشلية مجموعة جيدة ومتجانسة قادت الأهلي للنهائي العربي الكبير لكن أكثر ما أخشى على الخضر هو التخبطات الفنية الذي يقودها مدرب اللياقة ايليا الذي كادت تدخلاته في المباراة أن تبعد الأهلي عن مباراة الختام بعد أن أخرج أفضل لاعبين بالفريق أبو شعيب المباركي صاحب الهدف الثاني في مرمى الملعب التونسي وبركات منظم وضابط ألعاب الفريق وعلى الأهلاويين وبالتحديد عبدالرزاق أبو داود مناقشة ايليا في الأخطاء التي حدثت منه فالإفريقي أصعب من الملعب وأكثر خبرة وأقوى شكيمة ويريد تعويض الخسارتين التي لحقت به من القلعة في الأدوار الأولى وعلى الأهلاويين البحث عن مدرب من الأهلي يكمل معهم مسيرة الدربي بدلا من ايليا الذي يجب أن يلحق بدميتري بعد نهاية البطولة فكل من شاهد السيطرة الميدانية للملعب التونسي في الشوط الثاني من مباراته مع الأهلي بصم بالعشرة أنه يلعب دون مدرب وهو ما يجب أن يدركه ممثل الكرة السعودية اليوم فالإفريقي بنجومه الدولية يتقدمهم عادل السلمي ومدربه مراد محجوب يردون الصاع صاعين فانتبهوا يا أبناء القلعة!
من البطولة العربية
* بعد أن شاهد الجميع كيف كان الوضع المأساوي للحكم السوري في مباراة الأهلي والملعب هل حان تغيير الطابور القديم في الاتحاد العربي من أجل تنظيم بطولات عربية مشرفة!!
* أبو شعيب المباركي قال بعد نهاية مباراة الأهلي والملعب إن ما حدث من لاعبي الفريق التونسي ليس له علاقة بالروح الرياضية وهو الذي شارك في البطولة بقرار بعد أن كان موقفاً بعد أحداث مباراة المغرب والسودان في البطولة العربية الأخيرة التي أقيمت بالكويت!
* مطلوب قرارات قاسية ونافذة بحق جميع الخارجين عن الروح الرياضية ويجب الابتعاد عن المجاملة حتى يعود الانضباط والنظام للبطولات العربية.
* لماذا هذه التصرفات لا تحدث إلا في البطولات العربية؟! سؤال جوابه عند الطابور القديم في الاتحاد العربي وبالتحديد أمينه عثمان السعد الذي أمضى أكثر من «30» عاماً فيه!!