Monday 3rd february,2003 11085العدد الأثنين 2 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التعلُّم الذاتي يحقق الاستقلالية في التفكير والثقة بالذات التعلُّم الذاتي يحقق الاستقلالية في التفكير والثقة بالذات
د. الشعيبي يدعو المفكرين ورجال التربية والتعليم للأخذ بأنماط التعليم الذاتي

* حوار - صالح عبد العزيز البدر:
أصبحت الكرة الأرضية «تئز» من كثرة تدفق التقنيات الحديثة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية.. ومن البديهي فهي مرتبطة بالانسان تقوده الى تغيرات جذرية مهمة ليس في المجال المادي فقط وانما في القيم الانسانية وفي اتجاهات التفكير وفي البنى التحتية والاقتصادية للمجتمعات.
ولكي يتفاعل الفرد مع هذه الثورة التكنولوجية لابد من مبدأ «التعلم مدى الحياة» او ما يعرف بالتعليم المستمر او التعلم الذاتي.. غير ان التوجه نحو التعلم الذاتي والجدية في الاخذ بسبل نجاحه لا يكون عفويا ورهن الخاطر اذ لابد له من توافر المناخ الجيد الذي به ينمو ويزدهر.. وخير من يتحدث عنه من لهم دور اساسي وحيوي في نقل المعرفة.
التعلم الذاتي
من داخل جامعة الملك فيصل تحدث عن هذا الجانب الدكتور احمد بن عبد الله الشعيبي وكيل عمادة القبول والتسجيل فقال:
يعتقد كثير من الباحثين والمختصين بأن ما وصلت اليه البشرية في عصرنا الحاضر من تقدم مذهل في المجالات شتى وعلى الاصعدة كافة ماهو الا جزء يسير من ثورات حضارية وثقافية وتقنية يسير نحوها عالم اليوم بسرعة مذهلة ولقد شهد العالم خلال القرن العشرين العديد من الاختراعات والاكتشافات التي تساوي الكثير مما انجز على فترات طويلة مرت بالعالم خاصة في مجالات مهمة مثل الصناعة والفلك والطب والهندسة وغيرها من العلوم والتقنيات الاخرى التي تشكل اليوم عصب الحياة وشريانها الرئيسي. وقد شكل الماضي للبشرية دروسا استقت منه عبرا وفوائد على مر التاريخ استطاعت من خلالها العديد من الامم والشعوب ان تتجنب الكثير من الكوارث والصعاب وشكل ذلك الماضي مصدرا ثريا يزخر بكثير من الرموز والشخصيات الثقافية والاجتماعية والعلمية التي أذهلت البشرية بفكرها وعقلها وساهمت بشكل كبير في القضاء على الكثير من القضايا والمشاكل التي كادت تعصف بالعالم.
* ومن داخل كلية المعلمين بالاحساء قال سعادة الدكتور عبد اللطيف بن حمد الحليبي عميد الكلية عن ذلك الجانب:
- نعيش الآن في عصر صناعة المعلومات وقد تأثرت المعلومات وقد تأثرت التربية بالمستحدثات الجديدة في مجال تكنولوجيا التعليم والمعلومات فلم تعد طرائق التعليم ووسائله القديمة تلبي متطلبات هذا العصر السريع التغير وكلنا يعلم ان التعليم الذي يؤول الى تعديل في سلوك الفرد لا يمكن الا ان يكون فردا ذاتيا في حين تنشأ لدى الفرد حاجة تستطيع تحريك دوافعه لتحقيقها فتجده ينشط ويتعلم ويتغير سعيا وراء تحقيق ما يهدف اليه.
ومن هنا يكون التعلم نشاطا يقوم به الفرد مستمدا حركته ووجهته من دافعية وحاجة لديه في ضوء ذلك تتجه التربية الى اثارة دافعية المرء نحو اهداف نبيلة نافعة بما يحقق التنمية وتكامل شخصيته والاسهام النافع لخير مجتمعه لتكون هذه الدافعية قوة دينامية وراء كل نشاط ذاتي.
التعلم الذاتي ماهو؟ وماهي فوائده:
ومن داخل مديرية تعليم البنات بالاحساء قال الاستاذ محمد بن ابراهيم الملحم مدير تعليم البنات بالمحافظة:
التعلم الذاتي: تتضمن تعلما من المتعلم لا يتجاوز دور المعلم الذي يقوم بعملية التعليم فيه اكثر من تسهيل العملية faciliting the pracess هذا أولا.
وثانيا: هو نشاط يمارس فيه المتعلم البحث عن المعلومات ويحاول فيه ذاتيا ان يستوعب المفاهيم المرتبطة بها وهو في ذلك يفيد من كل ما يحيط به من مصادر ومن ضمنها المعلم فالمعلم اذن يصبح وسيلة من الوسائل وليس هو الوسيلة الوحيدة للتعلم.
ومن داخل مديرية تعليم البنين قال سعادة الدكتور عبد الرحمن ابن ابراهيم المديرس مدير التعليم بالاحساء:
لم يعد خافيا علي اي تربوي اهمية التعليم الذاتي الذي يعتمد على نشاط المتعلم بمجهوده الذاتي الذي يتوافق مع سرعته وقدرته الخاصة.. وقد بدأ الاهتمام بالتعليم الذاتي في اوائل الخمسينات من القرن الماضي ومن ابرز الاسباب التي ادت الى الاخذ بمفهوم التعلم الذاتي في العملية التعليمية الانفجار المعرفي وبروز قصة الفروق الفردية بين الافراد في نواح كثيرة كالذكاء والقدرات والادراك والميول والاتجاهات والاهتمامات.. ويعتبر المتعلم في التعلم الذاتي محور العملية التعليمية فالمتعلم المسؤول عن نتائج تعليمه ويقوم بتعليم نفسه بنفسه من خلال البرامج المطروحة.. ويعتبر التعلم الذاتي في الوقت الحالي من اكثر اساليب التعليم فعالية سواء في مجال التربية والتعليم أم في مختلف مجالات الحياة.
وتحدث الدكتور الحليبي عن التعلم الذاتي فقال:
التعلم الذاتي يقوم به الفرد لذا شهد النصف الثاني من هذا القرن ظهور نظام جديد يمكن للطلبة عن طريقه ان يتعلموا معتمدين على انفسهم وفقا لقدراتهم الخاصة.. صحيح ان الطلبة يمرون في مراحل النمو والتطور نفسها من الوجهة السيكولوجية التطويرية الا ان قدراتهم ومهاراتهم وميولهم تنمو وتتطور بمسوغات مختلفة ومتفاوتة في المرحلة النمائية الواحدة ويعود السبب في ذلك الى الاختلاف والتفاوت في نوع المؤثرات البيئية التي يتعرضون لها ومقدارها والى الاختلاف والتفاوت في طريقه استجابة كل منهم لتلك المؤثرات وسرعتها وبالتالي الى مقدار التعلم الحاصل نتيجة ذلك كله فبعضهم يتعلم اكثر وبطريقة اسرع وافضل من طريق الانصات وبعضهم من طريقة المشاهدة او القراءة او طرح الاسئلة وآخرون عن طريق العمل المباشر والتعامل مع الاشياء المحسوسة او عن طريق البحث والتفكر والتأمل.
أما الدكتور الشعيبي فيقول:
إن التعلم الذاتي هو الاسلوب الذي يمر به المتعلم على المواقف التعليمية المتنوعة بدافع من ذاته وتبعا لميوله ليكتسب المعلومات والمهارات والاتجاهات مما يؤدي الى انتقال محور الاهتمام من المعلم الى المتعلم ذلك ان المتعلم هو الذي يقرر متى واين يبدأ ومتى ينتهي واي الوسائل والبدائل يختار ثم يصبح مسؤولا عن تعلمه وعن النتائج والقرارات التي يتخذها ويعرف التعلم الذاتي ايضا بأنه العملية الاجرائية المقصودة التي يحاول فيها المتعلم ان يكتسب بنفسه القدر المقنن من المعارف والمفاهيم والمهارات والاتجاهات والقيم عن طريق الممارسات والمهارات التي يحددها البرنامج الذي بين يديه، من خلال التطبيقات التكنولوجية التي تتمثل في استخدام المواد والاجهزة والمواقف التعليمية ويتضح من خلال هذه التعاريف بأن المتعلم هنا هو محور العملية التعليمية كما انه يقوم بتعليم نفسه بنفسه ويختار طريقة دراسته ويتقدم فيها وفقا لقدراته وسرعته الذاتية.
العوامل التي تجعل من التعلم الذاتي ضرورة
يقول الدكتور المديرس:
العوامل التي أدت الى الاخذ بمفهوم التعلم الذاتي هي:
1- الانفجار المعرفي الذي يشهده العصر الحالي فقد تراكمت المعرفة في المجالات شتى والتعلم الذاتي يقدم حلا لذلك من خلال الاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي وفق قدرات الافراد وامكانياتهم.
2- الفروق الفردية بين الافراد في العمر الواحد سواء من حيث الذكاء والقدرات على التحصيل أم الاختلافات في الميول والاتجاهات والاهتمامات والتعلم الذاتي يقدم حلا لهذه القضية وهو يسمح للافراد بحرية استخدام الوقت والكم المناسبين وفق قدراتهم.
3- ايجابية المتعلم في التعلم الذاتي. لقد اوضحت الدراسات التربوية ان التعلم الذاتي يتم من خلال نشاط المتعلم بحيث يكون اكثر ايجابية واستمرارية من المتعلم الذي يعتمد على طريقة الالقاء.
4- التعلم الذاتي نواة التربية مدى الحياة حيث لا نستطيع ايجاد التوازن المطلوب بين النظام التعليمي الذي يتلقاه الفرد والتغيرات السريعة التي تحدث في المجتمع وفي المجالات شتى الا من خلال التعلم الذاتي.
أما الاستاذ الملحم فيقول:
العوامل التي تجعل من التعلم الذاتي ضرورة كثيرة ومتنوعة أبرزها الحاجة الى بحث الابداع الذي لا يأتي الا باستقلالية الفكر ودعم الثقة في الذات، الامر الذي يتحقق بدرجة عالية في بيئة التعلم النشط او التعلم الذاتي.
ويتحدث الدكتور الشعيبي عن العوامل التي تجعل من التعلم الذاتي ضرورة فيقول: اليوم وعلى الرغم من التطور والتقدم المذهل الذي يعيشه العالم الا اننا نلحظ تراجعاً كبيراً في اعتماد نمط التعلم الذاتي واصبحت العملية التعليمية تعتمد بشكل اساسي على الآخرين متمثلة في الدولة او المجتمع وما يحتويه من برامج تربوية ومؤسسات تعليمية مثل المدارس والمعاهد والكليات والجامعات وهذا في الحقيقة شيء مؤسف يجب ان ننبه له.
لأن الانسان يجب ان يعرف ويحقق لنفسه كيف يتعلم وليس فقط ان يعلم من قبل الآخرين.. اننا اليوم نعيش ثورة مذهلة مليئة بالتقنيات والوسائل التعليمية المتنوعة التي تسهل عملية التعلم الذاتي واكساب النفس المهارات الاساسية من اجل صقل التجارب والخبرات المتوافرة لدى الانسان مما يساعده على العيش في هذه الحياة بيسر وسهولة.
ويقول الدكتور الحليبي:
إن من الضروري الاهتمام بالتعلم الذاتي وتوفير فرصة لدى التلاميذ واقترح لمعلم الانشطة التعليمية التي تساعد كل متعلم، على بلوغ اهدافه بالطريقة والسرعة والقدر الذي يناسبه مراعيا توفير المواد التعليمية ومصادر التعلم التي يحتاجها المتعلم.
شروط التعلم الذاتي:
يقول الدكتور المدريس:
من أبرز شروط التعلم الذاتي:
1- ينبغي ان يكون المتعلم هو محور العملية التعليمية.
2- استخدام اساليب التعلم الذاتي العديدة مثل التعلم المبرمج والرزم التعليمية.. الخ.
3- الاهتمام بالتخطيط وتحديد الاهداف التعليمية المراد تحقيقها.
4- ربط عناصر المحتوى والانشطة التعليمية في برامج وحدات التعلم الذاتي بالاهداف التعليمية.
5- تصميم اساليب التقويم المناسبة لقياس مدى تحقق الاهداف التعليمية.
6- التركيز على خبرات المتعلمين وقدراتهم.
ويعلق الدكتور الشعيبي:
يمكن ان نلخص سمات عملية التعلم الذاتي في الآتي:
1- يكون الطالب فيها صانع عملية التعلم.
2- المبادرة الذاتية من الطالب نفسه.
3- يحدد الطالب فيها الاهداف ويصيغ الاسئلة.
4- يحقق الاهداف التي خطط لها بذاته من خلال انشطة يقوم بها.
5- ترتبط بميول الطالب واهتماماته.
6- تتطلب ثقة عالية بالنفس ورغبة في تحسين الذات.
أما الدكتور الحليبي فيقول:
التعلم الذاتي كأحد الاشكال التعليمية التي تتبع تقرير التعلم بحيث يقوم على مجموعة من المبادىء منها تسهيل الاهداف التعليمية الممتدة لعملية التعلم وزيادة افادته والتعرف الى الخبرة السابقة ضروري إلينا والخبرات التعليمية اللاحقة وتحديد نقاط القوة لدى المتعلم لتعزيزها ونقاط الضعف لمعالجتها امر يسهل التعلم، واذا كان المتعلم نشطا فتعلمه يكون اكثر فعالية والتغذية الراجعة المتكررة ذات اثر في تثبيت التعلم، كما أن التغذية الراجعة الفورية ذات اثر كبير في فعالية التعلم وكل متعلم له سرعة تعلم خاصة به وفقا لقدراته الخاصة واتقان شروط التعلم السابقة شرط ضروري للتعلم اللاحق.
ويقول الاستاذ الملحم:
لا يمكن الحديث هنا عن شروط محددة لأن صور التعلم الذاتي متنوعة فهناك التعلم التشاركي والتعلم التعاوني، وتفريد التعليم والتعلم المبرمج.. الخ.. ولكل من هذه الصور شروطه ومواصفاته ولكن عموما ينبغي ان يتحقق في التعلم الذاتي مبدآن اساسيان الاستقلالية في التفكير والثقة في الذات.
دور المعلم والمنظومة التعليمية
وحول دور المعلم والمنظومة التعليمية يقول الدكتور الشعيبي:
قد يتفق معي الجميع على ان هناك ثورة جديدة آخذة طريقها الى واقع مؤسساتنا واجهزتنا التعليمية وتتمثل هذه الثورة في ظهور انماط واشكال جديدة من التعليم مثل التعليم عن بعد والتعليم الالكتروني اللذين يعتمدان على تقنية الحاسب الآلي وشبكاته المتنوعة التي تأتي على رأسها شبكة الانترنت.. وانني هنا لأدعو مفكرينا وباحثينا في مجال التربية والتعليم الى دراسة مثل هذه الانماط الجديدة والاخذ بها فيما يسهم لعلاج بعض القضايا التي تواجه مؤسساتنا التعليمية ولمواجهة احتياجات مجتمعاتنا العربية والاسلامية.
ويقول الدكتور الحليبي:
علينا ان نخلص الى أهمية تطوير اساليب التعلم لمسايرة عصر العولمة وذلك بأساليب عصرية متطورة تهتم بالقدرة على الفهم والاسترجاع والادراك والاستفتاح وادراك العلاقات بين المعلومات وتنمية الافكار في ظل معلم متفتق الذهنية قادرا على مسايرة ومجاراة جميع المشكلات الحياتية بمرونة وخبرة الباحث والمتفحص مؤكدا ان المعرفة كل متكامل ولا تفاتيح.
فأجزاء منفصلة وهذا كله يؤدي في النهاية لفهم حقيقي لما يقوم به المتعلم وهو الامر المفتقد في الطرق التعددية للتعلم.
ويتحدث الاستاذ الملحم:
دور المعلم في هذه الناحية هو تسهيل وتشجيع عملية التعلم الذاتي بحيث يدرب الطالب على مهارات هذا الاتجاه وقبل ذلك يقنعه بالمفهوم نفسه ويعمل على جعله يتلمس فوائده العظيمة وايجابياته الكبيرة.
والمعلم الذي يتولى هذه المهمة لابد له ان يتجرد من الفكر النمطي ويتمرس على التراجع قدر الامكان عن الموقف التعليمي «اي ذي الاتجاه الواحد» وينتقل الى الدور التفاعلي على اتجاه التدفق الفكري بين الطرفين المعلم والمتعلم وتعتبر الاسئلة المفتوحة وشبه المغلقة من ابرز ادواته.
والمنظومة التعليمية مطالبة بتهيئة الجو المناسب لهذه العملية الابداعية من حيث النظم، والمناهج «او المقررات الدراسية» واساليب الاختبارات والتقييم والجداول الدراسية والامكانات المادية والتجهيزات المدرسية وتدريب المعلمين لأن هذه ثقافة تربوية واجتماعية.. تربوية جديدة تماما تستدعي اجراءات تغيير نمائية تراعي الواقع وتتدرج به.
ويقول الدكتور المديرس:
ينبغي ان يكون المعلم على وعي كامل بأهمية التعلم الذاتي وان هذا الاسلوب من التعليم يناسب مع بعض المواقف التعليمية ولكن لا يلغي دور التعليم الجماعي والتعاوني وانما يمكن لهذا النمط من التعليم ان يسير جنبا الى جنب مع التعليم الجماعي لذا على المعلم ان يوافق في طريقة تدريسية بين التعليم التعاوني والجماعي والتعلم الذاتي.
وأما الدور المطلوب من المنظومة التعليمية هي ضرورة تبني صيغة التعلم الذاتي الذي هو نواة للتعليم المستمر لذا ينبغي ان تهتم المناهج المدرسية بتنمية قدرات الفرد في اكتساب المعارف والحصول عليها لمواجهة التغييرات.
وان يتم تصميم البرامج والوحدات التعليمية المصاحبة للمنهج المدرسي لتحقيق اهداف وغايات التعلم الذاتي وتدريب المعلم على متابعة تلك البرامج وتنفيذها حتى يكون قادرا على الالمام بالكفايات اللازمة للتعلم الذاتي والاهتمام بتزويد مكتبة المدرسة بالوسائل التعليمية والمصادر والمراجع والاجهزة وغيرها وجعلها في متناول كل طالب.
التعلم الذاتي ينبوع المعرفة الدائم الجريان
وقبل ان نختم حوارنا قال الدكتور احمد الشعيبي: علينا ان ننظر الى معظم تلك الرموز البشرية التي تركت بصمات واضحة على عالمنا اليوم وعندما ندرس تلك الشخصيات التي كانت لها مساهمات عظيمة في تقدم العالم وتطوره فنجد بأن العنصر المشترك والمهم لمعظم هذه الشخصيات هي اعتمادها على ذاتها في كسب علومها وثقافتها خاصة أن البعض منها ظهر في وقت كانت العديد من مجتمعات العالم وثقافاته تغط في نوم عميق وظلام ثقافي وتقني كالح فماهو السر وراء هذا التفوق لمفكرين وعلماء افذاذ امثال الامام البخاري وابن بطوطة وابن القيم والخوازمي ومصطفى العقاد وابراهام لنكن وتوماس اديسون وغراهام بيل وهنري فورد وغيرهم ممن نقل لنا التاريخ مع ان البعض منهم لم يلتحق بمدرسة قط والبعض الآخر لم يكمل تعليمه الثانوي.. انه وباختصار شديد «التعلم الذاتي» ذلك الينبوع الدائم الجريان .. ولأنهم اعتمدوا على انفسهم وما بها من طاقات جبارة ورغبة في العلم والتعلم فتميزوا عن غيرهم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved