Monday 3rd february,2003 11085العدد الأثنين 2 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جداول جداول
))كم نظلم الزوجة الثانية..!))
حمد بن عبد الله القاضي

* روى لي صديق عزيز موقفاً شهماً لزوجة ثانية وقفته مع زوجها وزوجته الأولى التي هي قريبة لهذا الصديق.
يقول الصديق: عندما تزوج زوج قريبتي الزوجة الثانية انصرف عن قريبتي «زوجته الأولى» وألحق بها الظلم، إهمالاً لها وتقصيراً في حقها وبخاصة عدم تخصيص ليلة خاصة بها، مما أثَّر عليها كثيراً لكن الموقف الجميل أن زوجته الثانية - وهي امرأة عاقلة ذات تجربة من زواج سابق - لم ترض بتصرف زوجها وظلمه للأولى منذ أول شهر من زواجها فظلت تلح عليه وتطلب منه وتذكره بالخوف من الله في تقصيره بحق زوجته الأولى مع أن البعض منهن يرضين أو قد يسعدن بذلك على أساس أنها هي المحظية لديه وأنه لا ذنب ولا مسؤولية عليها في ذلك، لكن هذه الزوجة «غير» فلم ترض بذلك بل عندما رأت أن الزوج لم يأخذ بنصيحتها ما كان لها - في موقف شهامة ونبل آخر - إلا أن ذهبت إلى «زميلتها» ولا أقول ضرتها - «زوجة زوجها الأولى»، وأخبرتها بما عملته من أجل عدل زوجها لتبرئة ذمتها من ناحية، ولإزالة اللبس الذي قد يكون دار في ذهن الزوجة الأولى من أن تكون هي السبب في تصرف وظلم زوجها.. نعم لقد فعلت ذلك، وكان وقع هذا العمل الشهم كبيراً من خلال ارتياح وتخفيف بعض الألم على الزوجة الأولى، وقد أصبحتا صديقتين وسعتا معاً إلى ادخال طرف ثالث - بعدما تبين موقف الزوجة الثانية - وقد نجح تدخل الطرف الثالث - بتعاون الزوجة الثانية - في عدل الزوج وعودته عن جنفه وظلمه لزوجته الأولى.
***
* أروي هذه القصة الواقعية والتي تشير إلى عدة حقائق منها:
* أن المرأة ليست دائماً عاطفية. بل إن المرأة - أو أغلب النساء - يحكمن ضمائرهن، فهذه المرأة «الزوجة الثانية» لم تنسق وراء عاطفتها وترحب بميل زوجها إليها - وهي لا ذنب لها - بل كانت رائعة في موقفها وكبيرة في مساعيها المباركة.
* ثانياً: أغلب أفراد المجتمع - مع الأسف - يظلم «الزوجة الثانية» مع أن فيهن بل كثير منهن - على شكل هذه الزوجة التي رويت قصتها - والغالب أن الظلم أو سببه لا يقع منها بل يكون ذلك - في الغالب - من الرجل..! صاحب العقل لا العاطفة»..! والزوجة الثانية قد تخفق مع زوجها في تعديل أخطائه لأنها تظل الطرف الأضعف.
* ثالثاً وأخيراً: إن على المجتمع كله «أقارب وجيران واصدقاء نساء ورجالاً» أن يسعى إلى رفع الظلم عندما يرونه وبخاصة عندما يقع على «المرأة» الزوجة الأولى وأولادها.. فهذا أعظم وأقسى ظلم.. وبقاء الظلم عليها وعلى أولادها له فيض من النتائج السلبية الوخيمة اجتماعياً وأسرياً «داخل الأسرة» وقد لا يدرك بعض الرجال - مع الأسف مرة أخرى - عواقب ظلمهم لزوجاتهم الأول على أولادهم فهو مشغول بزوجته الثانية وبملذاته غير مبال بنتائج ميله ونقص حقوق زوجته الأولى شريكة عمره ومربية أولاده.. ترى ألا يفكر مثل هذا الزوج بفلذات كبده الذين سوف يشعرون هم بهذا الظلم من قبل أبيهم؟.. وعندها لنتصور كيف ستكون علاقتهم بأبيهم، ومدى بقاء عاطفتهم نحوه وهم يرون - بأم عيونهم - ظلمه لأمهم المغلوبة على أمرها.. إنهم - لا جرم - سوف يقفون معها فهي الأحق شرعاً وعقلاً - ويتبع ذلك حصول الكراهية لأبيهم في نفوسهم حياً وميتاً!.
وما أقساها من عاقبة بل عقاب!
أن يكرهك أبناؤك وفلذات كبدك حياً وميتا!.
أية سعادة ومتعة مع الزوجة الثانية عندما تكون هذه النتيجة.
إن بطن الأرض عندها خير من ظهرها لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
** هذا الطريق و «35» ألف ضحية
**
* أدمى قلبي ذلك الاستطلاع الذي نشرته هذه الصحيفة «الجزيرة» قبل عدة أيام، والذي جاء فيه حديث ذلك الرجل، الذي روى - وهو يبكي - حادثة فقد «جميع أفراد أسرته» بسبب سوء طريق الجنوب الذي يربط منطقة مكة المكرمة بجميع مناطق جنوب المملكة..!
ولقد أشار كاتب التحقيق أن هذا الطريق يطلق عليه «حاصد الأرواح» وهذا حق فقد حصد «35» ألف انسان - أجل انسان - منذ انشائه 1383هـ، والغريب أنه رغم عمر هذا الطريق، ورغم حصد كل هذه الأرواح لم يتم تحسين أو توسعة مناسبة لهذا الطريق، فضلاً عن اقامة طريق سريع جديد!
إن «35» ألف ضحية لهذا الطريق.. وإن مثل هذا المواطن الحزين الذي فقد كامل أسرته وأمثاله كثيرون - ربط الله على قلبه وقلوبهم -، إن أمثال هذه المآسي كان يفترض أن تجعل وزارة المواصلات ووزارة المالية هذا الطريق في أول أولوياتها وذلك بعمل طريق مزدوج سريع يربط بين منطقة مكة المكرمة، ومناطق الجنوب في بلادنا..!
والسؤال الذي طال انتظار الاجابة العملية قرابة أربعين عاماً - متى يتم انشاء طريق سريع بديلاً عن هذا الطريق لايقاف سيل الدماء، وما يلحقه من بحر الدموع والمآسي بسبب هذا الطريق التعيس!!

ف 014766464

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved