* أحسنت صنعاً إدارة الشيخ صالح كامل صاحب راديو وتلفزيون العرب حين استغنت عن المذيعة هالة سرحان وخلصت مشاهدي هذه القنوات منها..
وصحيح إنها لم تعانِ من البطالة طويلاً حيث خاطبت المسؤولين عن القنوات المصرية وتم ابتداع محطة لها هي «دريم» وحيث أتابع الصحافة المصرية أجد الهجوم على هذه «الهالة» أنى يممت عينيَّ..
وهالة التي فقدت زوجها الأديب عماد الدين أديب.. تخبطت وفقدت كثيراً من دواعي التقدير لما تقدمه.. فتارة تراها مذيعة سياسية وتارة راقصة تراقص كريكا وشنكوتي وعبدالرحيم وتارة تجدها تتحدث وتعالج مشاكل الشباب العربي التي تراها هي تبدأ من الجنس وتنتهي إليه..
وأنا هنا لا أحتفي بهالة التي دعتني قبل نحو عشر سنوات للكتابة معها في مجلتها فقلت لها بالكلمة الواحدة: إن اسمي هو هويتي وتاريخي فلا أضعه إلا بما يليق به..
إنني هنا.. أسجل نقطة اعتراض على وجود رجال الدين معها في برامجها..
فالشارع المصري الآن ناقم على أحد برامجها المعروضة والذي علت فيه نبرة الاستهتار من قِبلها وقِبل ضيوفها بكل كلمة يتفوه بها رجل الدين المستضاف في البرنامج سواء.. من تمثله بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لم يستطع الباءة منكم فعليه بالصوم» أو أن على الشاب ألا يذهب الى نومه إلا وقد أحس بالنوم فعلياً..
فبلغ الاستهتار بالشيخ مداه وكأنما هي تتعمد استضافة رجل الدين معها في برامجها ليس لكي تستنير به وبآرائه وتعتمد عليها، بل لكي تحاكم الدين من خلاله وتجعل الناس ينفسون عن عقدهم المكبوتة تجاه الدين وتقييده للفوضى الأخلاقية.. بعالم الدين وشيخه..
والأمر يقاس عليه في مواضع عديدة..سواء للمثقف المعتدل الذي يرتضي ان يشارك في برامج مغالية ومتطرفة ومتشنجة الرؤية.. أو المثقف السعودي حين يشارك في برامج تناقش وتشرح مشكلات المجتمع السعودي الخاصة وتجعلها وسيلة لمهاجمة المجتمع ودينه وعاداته وتقاليده..
إن المشاركة في مثل هذه البرامج يقوي شوكتها ويدعمها ويعطيها مبرراً للجدل والنقاش والانتقاص..
وإن المقاطعة هي أبسط موقف يسجله رجل الدين أو المثقف تجاه تجاوزات إعلامية مثل هذه.. لكن المهم من هو الذي يضحي بالضوء.. هنا السؤال؟
|