الأمطار.. نعمة كبرى.. وهبة من الله لعباده.. وغيث ينتظره الناس كل عام في بلد صحراوي يتعارك على نقطة ماء.
* نحن نفرح بالغيث ونتباشر بالمطر.. ونسمع الصغار والكبار يهنىء بعضهم بعضاً ويسمونه خيراً «مبروك الخير».
* وفي بلدان أخرى.. المطر عادي للغاية.. بل قد يتضايق سكان بعض البلدان من نزول الأمطار.
* وهذا ليس موضوعي ولا ما أقصده.. إن ما أقصده.. هو أن فرحتنا وسعادتنا بالامطار ونتائجها.. تجعلنا نذهب للبراري قريباً أو بعيداً وكشنات.. ورحلات عائلية وشبابية وشيَّابية.. ومن كل الفئات والأجناس.. فملاحقة الامطار والسيول والعشب والربيع.. لا تقتصر على البدو الرُحَّل الذين يبحثون بماشيتهم عن المأكل والمعشب والمرعى والمياه والسيول من أجل أن «نوسِّع صدورنا»..
* وبالفعل متى شاهدنا المياه والخضرة نشعر بسعادة لا يعدلها سعادة.. ونُمضي أياماً وليالي وسطها وكأنها ثوانٍ قصيرة..
* غير أن بعضنا.. قد يحوِّل هذه اللحظات السعيدة إلى كوارث ومصائب وأحزان .. كيف؟
* عندما ينزل في وادٍ او بطن وادٍ.. او ينزل في مجرى سيل ثم يأتي السيل ويجرفه هو وعائلته أو يحاصره أو يُلحق أضراراً .. ثم يصيح.. أين الدفاع المدني .. أين الجهات المسؤولة؟ وهو الذي وَرَّط نفسه .. وهو الذي غَيَّب أقرب مدينة عنه لمسافة قد تصل إلى «500 كم» وهو الذي فَرَّط.. وهو الذي سكن أو «طَقْ» خيمته في مجرى السيل.. ثم يصبح محمِّلاً الآخرين المسؤولية.
* الثاني.. هو ذلك الذي متى شاهد «نِقْعَة» أو «بحيرة» راكدة «فصخْ» ثوبه ثم «طَبْ» فيها.. بل ربما صاح لأولاده «تعالوا اسبحوا» ثم غاص هو وأولاده.. مسبِّباً كارثة وفاجعة نتيجة جهله وغبائه و«دباشته».
* هذا يحصل.. وكم من الأخبار سمعناها وما زلنا مع الأسف نسمعها.. ولا تزال تتردد في كل مجلس ونقرؤها في الصحف «موت.. وموت» والسبب.. الجهل.. بل «الدَّباشةْ» كما يقول العوام.
* الدفاع المدني.. يصيح كل عام.. ويبعث بالرسائل هنا وهناك.. ويخسرالشيء الكثير من أجل التوعية ولكن.. مَنْ الذي يفقه؟ مَنْ الذي يسمع؟.
* لا يزال هناك من يجلس في وسط الشعيب بخيامه وأولاده..
* ولا يزال هناك شباب لا يستقر لهم مقام إلا في بطن وادٍ والسماء ملبدة بالسحاب وكلهم يعرفون أن السيل يباغت .. بل ربما جرى الشعيب والسماء صافية.. لأن السيل جاء من روافد بعيدة.
* رغم أن الأمطار عندنا شحيحة وقليلة.. إلا أن الاخبار المفزعة كثيرة..
* تُرى.. ماذا لو أننا كالسويد او كبلدان لا تتوقف عنها الأمطار والسيول.. ماذا سيكون نصيبنا من الكوارث .. وكيف سيكون حال هؤلاء «السْنافِية والنشاما»؟
* الدفاع المدني الذي يحذِّر ويحذِّر.. وهؤلاء لا يفيد فيهم شيء.. لأنهم قد يعتقدون أن الدفاع المدني في تحذيراته كان مبالغاً.. وأن المسألة مجرد موت فقط.
* والمشكلة.. أن بعض الناس متى ذُكر له أن المنطقة الفلانية جاءتها سيول جارفة «طار» هو وعائلته بسيارة ضعيفة متهالكة ثم «طب وسط المعمعة» ثم صاح وقال: «وين الدفاع المدني».
* نحن ندرك أن الكلام مع هؤلاء قد لا يفيد.. وأننا ننفخ في «شَنَّة مشقوقة» لأن من شبَّ على شيء شاب عليه..
و«الرجال ما يتركون عاداتهم»؟ و«ما يخاف.. إلا الرْخَمَهْ».
|