|
وقد حظيت قنا كغيرها من مدن ومحافظات مملكتنا الغالية برعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني ومتابعة وحرص واهتمام دائم من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير، فقنا تزهو وتفتخر بخدماتها التي امتدت إلى كل اجزائها فازدادت نهضة العمران وتوسعت رقعته وتعددت مبانيه بأشكالها الهندسية المختلفة وارتبطت بخط اسفلت بالمحافظة وتعددت فروع الخط الاسفلتي بجهود من بلدية محافظة محايل فشمل عدة قرى حول المركز ووصول التيار الكهربائي إلى القرى حول المركز وامتدت الخدمات لتشمل البرق والبريد والهاتف الذي وصل إلى الدوائر الحكومية، كل هذا مكن قنا من أن تكون مشتى لمنطقة عسير وما جاورها بطبيعتها الخلابة وجبالها الشاهقة ومنتزهاتها المتعددة، ومن معالمها البارزة انتشار القلاع والحصون على المرتفعات الجبلية اهمها حصن بن عميش في الشرجة وحصن بن امترليل ويقع في الشط، حيث يعتبر غاية في الروعة والجمال وخاصة عندما تهطل الامطار ويجري وادي الخب الذي يغذي مزارع شط ابن امنرليل فيمر الماء عبر قصبتين يتوسطها الحصن، ومن أهم الجبال جبل رهبان الممتد من الغرب ومن الجنوب الماحزين وغينة وجبل ريمان ومن الشرق جبل مدى وجبل ركبا وجبل حلوة ومن الشمال جبل الرفود وهي جبال شاهقة الارتفاع كثيفة الأحراش متعددة الأشجار وأغلبها شوكية مثل الضهيان والقتاد والبشام. أهم المواقع السياحية تعتبر قنا محمية طبيعية تحيط بها الجبال بأكثر مساحتها وتغطيها النباتات الشوكية فمن المعالم البارزة سياحياً شجرة تالقة قنا التي تعد أكبر الأشجار المعمرة وأكبرها حجماً ترتفع بشكل كبير ولها فروع متعددة دائمة الخضرة بأوراق عريضة وجذورها تتدلى الى بئر بجوارها، حيث تمدها بالمياه بشكل مباشر مما جعلها تنمو حتى أصبحت بهذا الشكل والحجم حيث يعتقد أنها أضخم شجرة في الجزيرة العربية فهي معلم من معالم المنطقة وشعار لها بشكل خاص يقصدها الزائرون من مناطق متعددة كما يوجد بالمنطقة عدد من مناطق التنزه الطبيعية مثل وادي الخب حلوة في الشمال الشرقي، حيث ا لشلالات شبه الدائمة والكهوف والصخور المتحولة والنارية والرسوبية ويوجد في أعلى الوادي شجرة البخ الفارع الطول الدائم الخضرة وهي من الأشجار المنقرضة على مستوى الجزيرة العربية. منتزهات وادي رعلة في الشمال وأهم اشجارها شجر السدر والسيال والاراك والسمر، وادي الحازم شمال المركز ويتميز بمياهه الجارية وأشجار السلم والسيال والسدر والاراك والسيسبان، وادي الفائح ويتمتع بشلالاته الدائمة الجريان. وادي الفيل كفرع من فروع وادي لتين الغني بمياهه واشجاره ذات الروائح العطرة. وادي وقيرة من الغرب ويتميز بشلالاته شبه الدائمة ويتميز بصوت الشلال السريع الانحدار وكثافة الأشجار، كل هذه الأودية تصب في وادي قنا الذي يسمى باسم المركز الذي يعبر عبر الحازم ثم وادي حلي للبحر الأحمر. الإدارة الحكومية مركز قنا النابض بالنشاط يتبع محافظة محايل وانشئ عام 1352 ويتبعها سجون قنا والبحر وشرطة قنا والمحكمة الشرعية وقد تأسست عام 1353 ويتبعها في الخدمة الدينية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومركز الهاتف ومبان حكومية بالاضافة للبريد بمبنى مستقل أما المراكز الصحية فتتبع مراكز الرعاية الصحية بمحايل. التعليم انبثق نور التعليم عن طريق الدعاة وتحفيظ كتاب الله وتعليم القراءة والكتابة وأنشئت أول مدرسة في قنا عام 1382، وحظي قطاع التعليم باهتمام بالغ من حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في وزارة المعارف حيث بلغ عدد المدارس الابتدائية حالياً 18 مدرسة و6 مدارس متوسطة ومدرسة ثانوية واحدة بالاضافة للمعهد العلمي المتوسط والثانوي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ويبلغ عدد الطلاب أكثر من 3000 طالب، أما بالنسبة لتعليم البنات فقد بلغ 15 مدرسة ابتدائية و3 متوسطات وثانوية واحدة للبنات تشرف عليها مندوبية قنا لتعليم البنات يدرس بها أكثر من 2000 طالبة في مختلف المراحل. النشاط السكاني قنا منطقة زراعية بالدرجة الأولى وأغلب سكانها يعملون بالزراعة ونتيجة للظروف المناخية حيث يتصف المناخ في الصيف بالحرارة ويتأثر بالرياح الموسمية التي تهب من المحيط الهندي باتجاه عسير فتهطل الأمطار وتكون مصحوبة بالرعد وزخات من البرد. وأحياناً تهطل الأمطار بمشيئة الله تعالى شتاء بسبب الجهات الهوائية المتسربة من منخفض البحر المتوسط ويتميز الشتاء بالدفء مما جعل السكان يعملون جلهم بالزراعة والرعي وبهذا المناخ الحار والدافئ يتسنى لسكان قنا الزراعيين القيام بالنشاط الزراعي. وأهم المحصولات الزراعية الذرة والدخن والسمسم والفواكه وأهمها الليمون والبرتقال والبلح وبعض الخضراوات مثل البامية والباذنجان والكوسة والخيار والبقوليات. تربية الحيوانات مركز قنا غني بثرواته الحيوانية حيث تمتلئ الوديان والشعاب بقطعان الماعز والضأن والأبقار والإبل التي تدر على أصحابها منافع جمة بعد أن أصبح دعم الدولة لهذا الجانب بشكل عاملاً مشجعاً لهم للحفاظ على تكاثرها والعناية بها، وتكثر في غابات قنا الطيور وأهمها الصقور والنسور والهدهد والحمام، هذا بالاضافة للضباع والثعالب والنسانيس وكذلك الحيوانات البرية مثل الارنب والوبارة البرية والحجل. التجارة بفضل الله تعالى ثم بجهود أهل البلد وحبهم للعمل اتجه عدد منهم إلى التجارة وانشاء المؤسسات التجارية المختلفة التي يزاول اصحابها انشطتهم التجارية في سوق الاثنين، وهي سوق يومية رائجة تبلغ في يومها مستوى الذروة ويقصدها اناس كثيرون من معظم جهات تهامة عسير والسرة وخاصة في فصل الشتاء البارد وذلك لتسويق المنتجات وشراء المستلزمات والحوائج وتبادل المنافع التجارية. وتباع في الاسواق وتشترى المنتجات الزراعية والماشية والصناعات والسمن البلدي والعسل والرياحين والبرك والريحان والفل والشذاب. الصناعة: يقوم مجموعة من السكان بعدة صناعات لخدمة أنفسهم وللمشاركة في خدمة بلدهم، وأهم الصناعات التقليدية الصناعات الفخارية واستخراج القطران وصناعة الفحم وصناعة خلايا النحل ونحتها وصناعة الحرث وعصير السمسم وصناعة الحلي والآلات الحادة والخزفية مثل الحبال والجلود وتشتهر قنا بصنع وطبخ الحنيذ البلدي والخبز المحلي. الفنون الشعبية ان ابناء قنا يتوارثون انواع الفنون الشعبية التي تؤدى في المناسبات المختلفة منها العرضة - السيف - الربخة - الخطوة وغيرها. تربية النحل: يقوم مجموعة من السكان بتربية النحل حيث الاشجار الكثيفة أهمها السدر وتشتهر قنا بعسلها البلدي، ويستخدم الأهالي الوسائل التقليدية القديمة حيث الخلايا من جذوع الاشجار المجوفة المنحوتة. وأهم أنواع العسل السدر والمجرة الشتوي والشوكة الصيفي. أجل هذه قنا... بساط من الخضرة ممتدة بين احضان جبالها الشاهدة على جمال الطبيعة حين تقترن بالانجازات التنموية الرائعة. لقد حباها الله سبحانه بطبيعة اخذت من كل حسن بطرف وهل اجمل من تعانق الخضرة والماء وهز النسيم للورد واحتضان الجبال للوحش واغاني الطير على الاغصان في أودية من جمال. وهنا يذكرني قول الشاعر القنوي حين يقول:
وتستقبل قنا في شتاء كل عام أعداداً كبيرة من المشتين والزائرين من مناطق مختلفة من وطننا الغالي ينعمون بدفئها وطبيعتها الخلابة التي حباها الله سبحانه وتعالى بها، حيث تشهد الاقبال الكبير وتزداد الحركة فيها خاصة الحركة التجارية. والزائر لقنا لا يجد ما يعكر صفوه سوى الطريق العام الذي يربط المركز بمحافظة محايل حيث لم يحظ تنفيذه بطموحات وآمال سكانه ومرتاديه فهو يشهد خطورة بالغة من خلال منحنياته الخطرة والمفاجئة وضيقه الشديد ولم يراع عند تنفيذه طبيعة الأودية التي يخترقها مما يسبب للمواطنين معاناة وصعوبة خاصة عند نزول الامطار الأمر الذي يؤدي إلى توقف الحركة وانقطاع الطلاب والموظفين عن اعمالهم وأهالي قنا يحدوهم الأمل في مسئولي فرع وزارة الطرق والمواصلات بمنطقة عسير بعد الله سبحانه وتعالى في اعادة اصلاح وتحسين وضع هذا الطريق الحيوي الذي يخدم أكثر من 30 ألف نسمة. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |