رسالة إلى شباب بلادي
عبدالله صالح محمد الحمود*

أيها الشباب الأوفياء، خليفة الأجيال السالفة، أحفاد أجداد ضحى العديد منهم لمستقبل زاهر مشرق وضعوه بين أيديكم، يا من يعيش المرحلة الفوارة من عمره، يا من يتأمل مجتمعه كل أمل ساهم فيه، وكل أمل يثري المجتمع بالخير والسعادة، يا من يعول عليه بعد الله تفوق ونجاح مستقبل الوطن، فلا أحد يشك أن طموحكم لا يتوقف عند حد، ورغباتكم تتجدد وتزداد من حين لآخر، وما هذا إلا لفضل الله على أمتكم، ولا أشك أبداً أن أحدكم يعتقد خلاف ذلك، وأجزم أن الجميع منكم دائم التفاني لنصرة دينه ثم مليكه ووطنه، وأنتم تبرهنون للجميع أنكم شباب مقدام، قادر على تخطي المعضلات، تعزمون النية وتبدون المقدرة ما استطعتم إليها سبيلا، وصولاً إلى تسنم أعمال وطنية ظريفة، لا يفترض أن يتوانى أحدكم عن القيام بفعل شيء شريف وهو قا در عليه، ولا يتحاشى من عمل شريف لنظرة اجتماعية فحسب، لأن ديننا يأمر بالقيام بكل عمل لا معصية فيه للخالق، أيها الشباب، إن دافعي لكتابة رسالة إليكم، ليس إلا مجرد تذكير وإعلام، بأن الجهود التي تبذل في مجتمعنا، جلها ينصب في مصلحتكم، وانتظار مجتمعكم منكم لحين يأتي دوركم المنتظر للقيام بأعمال تشرفكم وتشرف مجتمعكم بكم، ولا بد من استغلال كل جهد يقدم لكم، فالوقت صديق وحميم صاحبه، للذي يعرف كيف يستغله في ما ينفعه وينفع مجتمعه، أيها الشباب، لعلكم تلاحظون ما يصدر من وقت لآخر، من توصيات وقرارات بشكل دوري منتظم سعياً لتوافر فرص عمل في كل موقع من مواقع العمل الشريف، ولكل نشاط اقتصادي تحتضنه البلاد، فلعلكم تسمعون وتقرأون ما يعلن عنه من وقت لآخر، عن قصر بعض الأعمال الوظيفية بمهن محددة للعمالة الوطنية، وكذا أنشطة اقتصادية قصرت المتاجرة والأعمال فيها على السعوديين فقط، ومن هذه الأنشطة على سبيل المثال لا الحصر «أنشطة منشآت التخليص الجمركي الحج والعمرة الكبائن الهاتفية الوكالات البريدية الخاصة الأثاث المستعمل أسواق الخضار والفاكهة أسواق الغنم والماشية» فضلاً عن مهن عديدة لا يسمح بالاستقدام عليها، كل هذه الجهود تتمثل في منح فرص متتالية لأبناء هذا الوطن من الشباب بالذات، والمؤمل أن يسارع الشباب في تسنمها والتربع عليها إلى الأبد، وأن نشاهد محافظة وحسن أداء وتطوير في العمل، أفضل ممن سبقهم من العمالة الوافدة، التي أسهمت وقدمت عملاً تشكر عليه، وحان دور شبابنا الآن ليكونوا خير جيل يفتخر به مجتمعهم، فلن نقبل منكم ما نسمع من إدعاءات وإن كان البعض منها واقعاً، مثل التسرب الوظيفي والملل من العمل، وعدم القبول بأجر يكون أجراً مبدئياً، الذي هو أمر طبيعي مسلم به في كل بيئة عمل، إلى العديد من الإدعاءات والتي أصبحت كالاتهامات. فعليكم شباب بلادي ببرهنة ذلك بالأفعال وإثبات النفس، والإثبات لنا أنكم قادمون عازمون لمواصلة بناء بلادكم، ونصرة دينه ثم مليكه ووطنه، إنني والجميع لا يحدونا سوى الأمل في تحقيق آمال وتطلعات بلادكم الحبيبة، على أيديكم الكريمة.