ما زال الدولار يشق طريقه المنحدر، في ظل التخوفات التي تعكسها الأزمة العراقية، وانتشار المخاوف من وقوع خلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين، فيما يتعلق بقضية العراق، وتأكيد الولايات المتحدة عن طريق وزير خارجيتها، لاستعدادها للهجوم على العراق بمفردها (متجاوزة الأمم المتحدة)، إن لم تحصل على دعم من حلفائها. ويؤثر خطاب بوش الأخير سلباً على الدولار، حيث بدا من تصريحات بوش وكأن ساعة الصفر قد حانت. ويتخوف هنا المحللون أن تؤدي التطورات المحتملة على الساحة العراقية باليورو إلى تجاوزه الحاجز النفسي وهو 1 ،1 دولار، حيث وصل الدولار خلال هذا الأسبوع إلى أدنى مستوياته منذ أربع سنوات أمام الفرنك السويسري، وإلى أدنى مستوياته منذ شهر مارس 1999، أمام اليورو، كما انخفض إلى مستويات قياسية أيضاً أمام الجنيه الإسترليني، ويرى بعض المحللين الذين يرون حتمية الحرب، أنهم لا يتوقعون مفاجآت، فمع أن هذه الحرب سيكون لها آثار سلبية على الاقتصاد الأمريكي، إلا أن انخفاض الدولار لن يستمر لفترة طويلة، وذلك لأن الدولار ينخفض تجاوباً مع أنباء نشوب حرب، وفي حال قيامها فسينخفض الدولار لفترة قصيرة لا تدعو للرعب، حيث يرى كبار المحللين أنه بعد الحرب لا توجد عوامل تؤدي إلى استمرار تراجع الدولار.
وفي المقابل يرى رئيس البنك المركزي الألماني (ارنست فيلتيكه)، أن استمرار التراجع الحاد للدولار، أمر يدعو للقلق، وذلك لأن استمرار تراجع الدولار يفقد صادرات منطقة اليورو، التي تضم الاقتصاديات الأوروبية الرئيسية (ألمانيا، فرنسا)، قدرة المنافسة في الأسواق العالمية. ويرى أحد كبار المحللين، وهو الملياردير المعروف (جورج سوروس)، أن الانخفاض الكبير في أسعار الدولار مقابل العملات الرئيسية، سيكون له بلا شك آثار سلبية على الاقتصاد العالمي، على الرغم من أنه يزيد من القدرة التنافسية للصادرات الأمريكية.
وفي كلمة له في مؤتمر صحفي على هامش المنتدى الاقتصادي في دافوس، قال إن انقشاع الضبابية بالنسبة للاقتصاد، سيتم في حال تحقيق الولايات المتحدة لانتصار سريع في حربها على العراق، ولم تتعرض حقول النفط في العراق لأي أضرار، وسيعزز هذا الموضوع الناتج الاقتصادي، وستكون انعكاساته أفضل من أي تخفيضات ضريبية. ويصف أحد المحللين شعور المستثمرين حيال الوضع المزري للدولار، بقوله إن العصبية تسيطر على المستثمرين، ومن السويد، صرح وزير المالية السويدي (غونار لوند)، عن عزم بلاده للانضمام إلى الوحدة الاقتصادية النقدية الأوروبية اعتباراً من عام 2006، والتعامل بالعملة الأوروبية الموحدة في نفس الموعد، في حال كانت نتيجة الاستفتاء المقرر في شهر سبتمبر المقبل إيجابية،.
وقد سجل الدولار في نهاية الأسبوع الأخير ليناير من عام 2003 ارتفاعاً بلغ (0 ،48%) مقارنة بإقفال الأسبوع المنصرم، ووصل سعر اليورو مقابل الدولار، إلى مستوى بلغ في ذروته (1 ،0907) دولار، وكان أقل مستوى تراجع له (1 ،0720) دولار، وقد أقفل على مستوى بلغ (1 ،0767) دولار في نهاية الأسبوع نفسه.
إقفال نيويورك
تطور أسعار العملات مقابل الدولار الأمريكي لإقفال الأسبوع الأخير من يناير 2003
العملة سعر الشراء سعر البيع اليورو 1 ،0774 1 ،0769
الجنيه الإسترليني 1 ،6483 1 ،6475
الين الياباني 119 ،90 119 ،85
الفرنك السويسري 3640 ،1 1 ،3634
|