Monday 3rd february,2003 11085العدد الأثنين 2 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من الخاسر الحقيقي؟! (2 - 2) من الخاسر الحقيقي؟! (2 - 2)
رضا محمد العراقي

أوضحنا في الجزء الأول من هذا المقال ان العرب والامريكان سيخسرون من جراء هذه المعركة والمستفيد الوحيد منها اسرائيل واللوبي اليهودي.
مكسب اسرائيل منها تدمير القوة العسكرية العراقية، وضمان سنوات طويلة من أجل بنائه ونهضته من جديد، وضعف شوكة العرب، فإذا تجاسرت أي دولة عليها أو على الولايات المتحدة سيكون مصيرها نفس مصير العراق. كما ستولد الحرب لو اندلعت كرها مضاعفا للولايات المتحدة على المستوى الدولي الأمر الذي سيحد من قدرتها على التحرك السياسي دولياً واقليميا.. وستسبب الحرب خسائر اقتصادية كبيرة لها فستضعف من قوة اقتصادها الذي عاش متعافياً سنوات طويلة.. فالان يمر الاقتصاد الأمريكي بمنزلق خطير، فهناك عجز في ميرانيتها على المدى الطويل وعملتها «الدولار» تفقد قيمتها وقوتها رويدًارويداً.. وعجز خارجي يفوق المليار دولار يوميا.. وبدأت تتفاقم مشكلة اجتماعية فيها حيث يزداد الغنى غنى والفقير فقرا. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن الناتج المحلي الاجمالي العالمي نما بنسبة 7 ،1% فقط في عام 2002م مقارنة بنمو محدود جداً في عام 2001م قدره 1 ،1% نتيجة التراجع الحاد في النشاط الاقتصادي في الدول الصناعية خلال الربع الأخير من تلك السنة ويتوقع ان يكون عام 2003م عام الأزمة الاقتصادية العالمية بفعل الضربة العسكرية التي تنوي امريكا القيام بها، وستكون لها آثار سلبية أكبر وخسائر افدح على الاقتصاد والتجارة العالمية، الأمر الذي سيكبد الميزانية الأمريكية مزيداً من الضعف والترهل. فالحرب ليست في صالح الولايات المتحدة حتى ولو كان سببها المبرر.. «النفط» فالدول الصناعية ستتضرر والاقتصاد العالمي سيهتز، والتوتر والاحتقان سيسودان المنطقة!!
لذلك بدأت الاصوات الرافضة للحرب تعلو وتزداد لدرجة جعلت أحد الكتاب الامريكيين يكتب عن سياسة بلاده بقوله: «ان السياسة الامريكية الراهنة هي الأكثر جاذبية لمشاعر الكراهية في الخارج»!! فالمظاهرات والاحتجاجات نشاهدها في نشرات الأخبار إلى جانب ذلك بدأ الشارع الأمريكي يفيق من صدمة 11 سبتمبر، وحاول ان يعود الى مساراته المعتادة لذلك بدأ التذمر من الاجراءات الأمنية المبالغ فيها وصار النفور من الأجواء البوليسية سمة غالبة الآن.
وأمسى السؤال حول انتشار القوات الامريكية في كل مناطق العالم لدرجة ان خمس مناطق منها في حالة استعداد واستنفار لصالح من؟! ولحساب من؟
الخسائر تلاحق الولايات المتحدة وفاتورة تكاليف سياسة عسكرة العالم باهظة الثمن لا تستطيع ميزانيتها ولا دافع الضرائب فيها تحمل تبعاتها!!
وكان للهجة الخطاب المتشددة ولغة الصقور في الإدارة الأمريكية رد فعل أوروبي وذلك برفض الماني فرنسي لها، ووقوف كوري في وجه السياسات الامريكية وتحديها.. الأمر الذي أحرج واشنطن وبدأت تبحث لها عن مخرج آمن يحفظ لها ماء الوجه.. فالرئيس الامريكي بدأ يترنح بفعل التجاذب بين الصقور والمعتدلين في إدارته فبدا واضحا الازدواجية والتخبط في سياسته الخارجية. لذلك لا نجافي الحقيقة اذا اكدنا ان الاقتصاد الامريكي سيدفع ثمنا باهظاً للحرب .... كما ستتكبد المنطقة خسائر طائلة لا يعلم آثارها وتداعياتها إلا الله. فالمزيد في عجز الميزانية تعني هزيمة أكيدة للحزب الجمهوري في الانتخابات القادمة.. كما حدث للرئيس بوش الاب بعد حرب الخليج الثانية!! ومن سياق هذا العرض، يطل السؤال برأسه مرة أخرى .. من الخاسر الحقيقي من هذه الحرب؟!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved