* واشنطن - (د ب أ):
كان تفتت سفينة الفضاء كولومبيا أمس الاول الحادث الدامي الثالث لوكالة أبحاث الفضاء الامريكية (ناسا) والكارثة الثانية في تاريخ برنامج مركبات الفضاء للناسا الذي بدأ منذ 21 عاما بإطلاق كولومبيا في 12 أبريل 1981.
ففي يناير 1986 انطلق سبعة رواد على متن سفينة الفضاء تشالينجر من قاعدة كيب كانافيرال في فلوريدا، وبعد 73 ثانية من الاطلاق تسبب ارتشاح في أحد الصواريخ المساعدة في انفجار تصاعدت على إثره سحابتان من الدخان وانتشر الحطام في اتجاهات متفرقة. ولقي جميع روادها السبعة مصرعهم، ومن ضمنهم مدرس من ولاية نيوهامشاير، وكان طلبة المدرسة التي كان يدرس فيها كريستا مكوليف متجمعين لمشاهدة انطلاقة تشالينجر على شاشة التليفزيون على الهواء مباشرة، وحدث مثل ذلك في المدارس الامريكية في أنحاء البلاد، والرواد الستة الآخرون الذين لقوا مصرعهم هم مايكل سميث وديك سكوبي ورونالد مكنير واليسون أونيزوكا وجريجوري جارفيس وجوديث رسنيك.
وأدى الحادث إلى وقف برنامج مركبات الفضاء لمدة أكثر من عامين بينما المسؤولون في ناسا عكفوا على تحري سبب الحادث وأعادوا النظر في سياسات وإجراءات إطلاق سفن الفضاء، وخلص المسؤولون إلى أن برودة الجو تسببت في إحكام إغلاق الصواريخ المساعدة إلى أن تجمدت حلقاتها وأصبحت سهلة الكسر، مما أدى إلى صدع في الحلقات وارتشاح الوقود فوقع الانفجار.
وأسفر التحقيق في الحادث عن اعتماد ضوابط أكثر دقة لاطلاق سفن الفضاء وقواعد جديدة للطقس، مما اضطر المسؤولين إلى تأجيل إطلاق رحلات فضائية في مناسبات عدة، واستؤنف البرنامج في 19 أيلول/ سبتمبر عام 1988 بانطلاق المركبة ديسكفيري بعد تأجيل عدة مرات، وقد وقعت الكارثة الاولى في تاريخ استكشاف الفضاء الامريكي في 27 كانون الثاني/ يناير عام 1967 حين لقي ثلاثة رواد فضاء مصرعهم على متن امبة أبوللو عندما اشتعلت فيها النيران في أثناء عملية إطلاق وهمية للاختبار في قاعدة كيب كانافيرال، ولقي الرواد الثلاثة فيرجيل جريسون وادوارد وايت وروجر شافي حتفهم وسط النيران التي اندلعت في أثناء اختبار منصة الاطلاق، وأدى هذا الحادث إلى إدخال تعديلات في التصميم والهندسة وإعادة النظر في الاختبارات وفي عمليات وإجراءات الصنع.
|