Monday 3rd february,2003 11085العدد الأثنين 2 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دقات الثواني دقات الثواني
أكرموا العلم الشرعي عن الدعاية
عائض الردادي

حملات حجاج الداخل يسرت على الناس الحج وسدَّت مسد المطوِّفين، ولأن بعض الحملات تعطي وعوداً مبالغاً فيها في أداء الخدمات لجأت بعض حملات الحج الى الدعاية لنفسها جذباً للحجاج ولها الحق في ذلك، ولكن المطلوب هو الصدق، فإن كان الصدق مطلباً شرعياً فهو في أمور الدين أولى من غيره، ولعل مفاجأة الحجاج من عدم الصدق في الوعود من بعض الحملات جعلهم يبحثون عن الحملة التي يتوقعون صدق وعودها.أن تعلن حملات الحج أنها ستقدم أطايب الطعام والشراب، وأفخم الأسرِّة وأفضل الخدمات أمر مقبول، وإن كانت رحلة الحج رحلة عبادة لا تحتاج الى الرفاهية التي تعلن عنها بعض الحملات، فيكفي الحاج لقيمات يقمن صلبه وسكن نظيف يريح جسمه، أما المبالغات في ألوان الطعام والشراب فدعوها لرحلات السياحة، وللأسف ان بعض الحجاج أصبح يفاخر بما يقدم له، إن لم يشترط شروطاً قد لا توجد في فنادق النجوم الخمسة، وينسى أن من دروس الحج المساواة والتجرد من مباهج الدنيا وزخرفها والإحساس أنه مهما ملك من المال والجاه فإن نهاية حياته رداءان كردائي الحج. وإن كان التسابق بين الحملات مقبولاً في السكن والطعام والشراب ونحوه، فإن الأمر غير المقبول هو المتاجرة بحج بعض المشايخ مع الحملات ونشر صورته جذباً للزبائن، وإن كان شيء قابلاً للترويج الإعلاني فإن العلم وحامليه أجلّ وأعلى من الدعاية والإعلان، والعتب كل العتب على الذين قبلوا أن تصبح صورهم صور ترويج دعائي.الإعلان على وجه العموم يتصف في كل العالم بحجب جانب من الحقيقة ومخادعة المتلقي، والعلم الشريف أجل من أن يزج به في هذا المجال، ولئن قبل هؤلاء الفضلاء بالزج بصورهم وأسمائهم وشهرتهم في التسويق الإعلاني فليجلّوا ما أكرمهم الله به من علم عن مجال الدعاية الإعلانية.لشركات الحج أن تعلن عما تريد ان تؤكد به مصداقيتها مع عملائها، ولكن لترتفع عن توظيف العلم الشرعي في شعيرة من شعائر الإسلام في الدعاية لنفسها، فالحج أداء فريضة وليس حلقات علم. وإن كان هناك قضاء لوقت الفراغ في التدارس والتذاكر فليكن ذلك بدون دعاية، مع ان هناك شكوى من بعض حملات الحج أنها تنصب مكبرات الصوت في مقرها لتأتي الموعظة تلو الموعظة مما لا يدع مجالاً لراحة الحاج أو قراءة القرآن أو الدعاء، والنهج السليم هو النهج النبوي وهو التَخَوُّل بالموعظة فساعة للدرس، وساعة للراحة، وساعة للعبادة.نرجو أن نرى هذه الإعلانات وقد زالت من صحفنا وان تكتفي تلك الشركات بالإعلان عن خدماتها بعيداً عن توظيف العلماء وصورهم في جذب الزبون، إكراماً للعلم الشرعي عن مواطن الدعاية.

للتواصل ص.ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved