إعداد وحوار: إبراهيم بن عبدالرحمن التركي - متابعة: علي بن سعد القحطاني - تصوير - فتحي كالي
(1)
** ذاتَ زمن...
كان «المسؤولُ» يكررُ كلماتٍ من «محفوظاته»...!
لا يحيدُ عنها.. ولا يزيد..!
كل شيءٍ.. كما نريد..
و«هو» ماضٍ في التحديث والتجديد..!
** وكان المتابع يودّ لو «يستنقص».. أو «يزيد»..!
ثم ملَّ...
فلم يعد «يهتمّ».. وإن «اغتمّ»..!
ولم يعد يسمع أو يستعيد..!
***
(2)
** اختلف الخطابُ..
وتجاوزَ «الرسميُّ» لغة إعلامهِ..
اختفت لغةُ «التبرير»..
وتحددت ملامح «التقصير»..
وبرزت معالم التطوير..
وأضحى الحديث عن «المشكلة»
يُسابق التبشير بالحل..
وبات إدراك «الخلل»..
الخطوةَ الحاسمة في درب العمل..!
***
(3)
** وفي «المواجهة».. «الأولى» وهذه.. «الثانية»
صورةٌ من صور «الشفافية»..
فلا معنى لنفي «الواقع»..
ولا قيمة لتجاهل الوقائع»..
ولا مكان فيها «لمصفّقٍ».. أو «مدافع»..!
***
(4)
** لم يطلب (أبو عبدالله) رؤية «الحوار».. قبل نشره..
فقد قال ما يعتقد..
ولم يُقلِّل مما يفتقد..
وامتدّ الحوار إلى «قضايا»..
لم تقفْ عند «البوابات»..
ولم يمنعْها «الحرس»..
وكان «مُنطلقاً» في «رأيه»..
واضحاً في «رؤيته»..
مؤمناً أن «بالإمكان أفضلَ مما كان»..!
* * *
(5)
** جاءت ردودُ الفعل حول «المواجهة الأولى»
مبشرة..
فقد قرأَ «من قرأ» تفكيراً مختلفاً..
«فاليوتوبيا» للحالمين..
و«البارانويا» للمخدوعين..
و«الحقيقةُ» فقط..
وسيط المخلصين..!
والتغييرُ موقف المصلحين..!
* * *
(6)
الفريق أول ركن الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية في الجزء الثاني من (واجهة ومواجهة)
واسطة
** في كلية الملك خالد العسكرية.. الواسطة هي التي تقودُ الإجراءات.. فمن لا يملكها يمرّ بإجراءات طويلة جداً ثم لا يقبل.. في حين يُقبل من تتوافر فيه «المواصفات» ولا يمر بالسلاسل المعقدة..
- لن أقول لك -يا إبراهيم- ليس لدينا واسطة، بالعكس فيه «واسطة»، الواسطة موجودة، وفي موضوع مثل هذا الموضوع فمن الصعب جداً أنك تقضي عليه، ومن الصعب حتى بالواسطة أنك ترضي الجميع، لكن أحب أن أؤكد لك أن الواسطة تمثل نسبة محدودة جداً في القبول بالكلية فمن الطلاب من قبل بالواسطة ومن قُبل بكفاءته وبقدرته..
تقليل
** لم لا تعملون شيئاً للحدّ -على الأقل- من الواسطة..؟
- معظم من يقبلون بالواسطة هم ممن عمل آباؤهم وأجدادهم مع الملك عبد العزيز، ومَنْ حاربوا لحماية الوطن، وربما فقدوا حياتهم ثمناً لذلك، وليس أقلَّ في حقِّهم من إعطاء أبنائهم وأحفادهم أولوية في القبول بالسلك العسكري الذي انتموا إليه أباً عن جد.. مع التأكيد علي اهتمامنا بجميع أبناء الوطن.
توسعة
** أليس بالإمكان زيادة القبول.. أو فتح كليات مشابهة..؟ هل المشكلة في الاستيعاب..؟
- إبراهيم.. ليست المسألة مسألة «استيعاب»، نحن ننظر إلى كلية الملك خالد العسكرية بمقدار ما يحتاجُ الحرس الوطني وهو لا يحتاج إلى أكثر من مائتي ضابط سنوياً.. وإذن: هل هذا العدد من الضباط قابل للزيادة..؟، بالتأكيد.. لا.. رغم أنهم وصلوا الآن إلى أربعمائة طالب يقبلون كل عام.. ومن هنا فإن معنى ذلك أنهم سيتخرجون دون أن يكون لهم عمل حقيقيُّ يحتاج إليهم..، وللأسف فنحن اضطررنا إلى أن نزيدهم إلى أربعمائة ولكن الحرس الوطني ليس بحاجة إلى أربعمائة في الحقيقة.
زي
** غيّرتم الزي الخاص بمنسوبي الحرس من العسكريين.. هل هي قضية «شكل» -سمو الأمير-.. وهل وجدتُم إيجابيات من ذلك..؟
-الزي - في الحقيقة- مصمم بشكل جيّد،ولو لاحظنا الزي الشتوي - مثلاً- فلا فرق بينه وبين «الصيفي» سوى إضافة «الجاكيت» بحيث يصلح لكل الأجواء، ولا يضايق داخل المكاتب التي هي-أساساً- مكيّفة، فإذا دخلت المكتب وأحسست شيئا من الحر تنزع «الجاكيت»، ولو نظرنا إلى الزي بنظرة الشكل فقط فإن الشكل ليس أمراً هامشياً إذ ينعكس على أداء العمل ونفسية العامل.. والسؤال المهم هنا: هل هو عملي أم غير عملي.. وأعتقد - جازماً- أنه عملي وأنيق وقد وفقنا كثيراً في تعديله..!
تدوير
** ما دمنا في «التغيير».. فائذن لي -سمو الأمير- أن أنتقل إلى تغيير آخر غير التغيير الشكلي، وهو التدوير الوظيفي.. فبلادنا ابتدأت خطواتٍ مهمةً في جعل «التغيير» في الوظائف «القيادية» أمراً منتظماً كل أربع سنوات.. وفي الحرس الوطني يجلس المدير على كرسيّه إلى أن يملّه الكرسيّ والعمل والمرؤوسون فلم لا تقومون بتدوير الوظائف في خطوةٍ أولى نحو التغيير الأشمل..؟
- التدوير الأساسي الذي تحدثت عنه أتفق معك فيه مائة في المائة، وخصوصاً لمديري الإدارات، أما الموظفون فيمكن أن يكون بقاؤهم في وظائفهم عادياً.. وهذا النظام -في الحقيقة- هو جزء من أساسات الإدارة، وقد نجحنا في تطبيقه عسكرياً حيث الرؤية تقضي بألا يمكث الضابط في وظيفة ما أكثر من أربع سنين لأن كل إنسان حين يجلس فترة معينة يبدأ الملل في التسرب إليه، ويصبح العمل عنده روتينياً ولا يكون لديه دافع للإنجاز، فإذا نقلته إلى عمل آخر فستكون عنده روح التجديد.. وهكذا كل أربع سنوات، لكن تمنعنا أحياناً ظروف عملية، وعندنا مشكلات -أخ إبراهيم- في عدم تنفيذ التدوير بشكل منتظم ومنها ما يتصل بالكفاءات والتأهيل والخبرة، وقد تنجح في القطاع المدني وقد تفشل وكذا في القطاع العسكري الذي هو أصعب..
ميدان
** في المجال الإداري لا نزالُ.. ولكن -هذه المرة- من وجهة نظر أخرى تتصل بالإدارة «الميدانية» وقد شهدنا في رمضان جولة سمو ولي العهد في بعض «الحارات» القديمة بالرياض حيث يعيش «الفقراء» أبو عبد الله : ليس راءٍ كمن سمع.. مثلما يقول المثل العربي.. والسؤال الأول هنا.. هل كانت الجولة معدة سلفاً.. وخصوصاً أننا شاهدنا التلفزيون..؟
-..إبراهيم.. سمو سيدي الأمير عبد الله لم يكن يرغب في وجود تلفزيون أساساً، ولكن نحن طلبنا منه ذلك لسبب بسيط وجوهري في الوقت نفسه وهو أن جولة سموه رسالة مهمة لرجال الأعمال والموسرين وللشعب السعودي كافة أولاً ليعلموا أن لدينا فقراء، أنا كنت أسمع أن فيه فقراء ولكن عندما ذهبت للميدان ورأيت ما رأيت (مما نقله ولم ينقله التلفزيون) عرفت كيف يكون الفقر..؟ شيءٌ لا يصدق أن هذا موجود في داخل الرياض.. والسؤال: كيف كان بإمكاننا أن نحس بذلك لولا توفيق الله لسمو ولي العهد لكي ينزل لهؤلاء الفقراء ويزورهم في وسط الحارات، أنا لم أكن أتوقع ما رأيت بالصورة التي رأيتها.
مفاجأة
** إذن كانت الجولة.. مفاجئة.. هل كان أحد يعلم عنها..؟
- ولا أحد يدري عنها شيئاً..إبراهيم.. ليتك رأيت حين ذهبنا ولم تكن أمامنا حتى سيارة مرور واحدة فضلاً عن سيارات الموكب أو الحراسة أو سواها.. وكان إصرار سمو ولي العهد على أن يكون الموضوع فعلاً مفاجئاً، لم يكنْ أحد يدري حتى لما أردنا العودة قلت لسمو ولي العهد: طول الله عمرك لقد رأيت كم أخذنا من الوقت حتى وصلنا إلى هذا الموقع فآمل موافقتكم على أن ترافقنا دوريات مرور في العودة حيث لا مفاجأة.. ولم أستطع إقناعه إلا بصعوبة بالغة في أن تقف سيارات المرور بعد خروجه من الحارة لتفسح الطريق فقط..
أمن
** لكن.. ماذا عن الحراسات الأمنية وخصوصاً أن المنطقة مزدحمة جداً ومسالكها ضيقة..؟
- لم ترافق سموه أي حراسات سوى الحراسات الخاصة المرافقة فقط، وكان عددهم -بلا مبالغة- حوالي عشرة أشخاص.. يعني لولا «التلفزيون» الذي هدى الله سمو ولي العهد للاقتناع بأهمية وجوده لم يكن أحد ليعرف عن الموضوع.. الذي مثل رسالة مهمة إلى الداخل والخارج وإلى كل من لا يعرف أو يحس أن في المملكة فقراً.. نعم لدينا فقر وبلادنا أولى بمساهماتكم ومساعداتكم وجهودكم..
شفافية
** ألا يرى سُموكم أن المشكلة هنا إعلامية؟ فقبل زيارة سمو الأمير عبد الله لحارات الفقراء كان الإعلام يتحدث بلغة الرخاء والترف وأن «كل شيء ممتاز».. ثم بعد الزيارة أصبح من المسموح به تناول موضوع الفقر بشفافية ومصارحة..
- أنا فرح جداً لأن الرسالة وصلت من سمو سيدي ولي العهد لرجال الإعلام أن اكتبوا عن هذه الأشياء، الفقر موجود والحكومة ستسعى لكنها ليست كل شيء، بل يجب علينا -بوصفنا رجال أعمال ومواطنين ومسوؤلين- أن نساهم في هذه الحملة المباركة لتخفيف معاناة الفقير ومواساة البائس ومسح دمعة اليتيم والعاجز والمريض، ولعلك رأيت التبرعات وانعكاسات الزيارة التنظيمية والإدارية والاجتماعية مما يجعلني أعتقد أن هذه كلها سوف تساعد -إن شاء الله- ليس في القضاء على الفقر كلياً فهذا أمر صعب جداً ولكن على الأقل في تحسين معيشة الناس، وتأمين السكن الكريم، وإسعاد المعوزين، وتوفير برامج التدريب والتأهيل، مما سيقضي -بإذن الله- على سبعين أو ثمانين في المائة من مظاهر الفقر والجوع والمرض، يا أخي نحن دخلنا منزلاً كلّه مرض في مرض، لا يمكنك -يا إبراهيم- مهما تحدثت معك أن تلم بالصورة كما رأيناها في المنازل والأماكن التي دخلها سمو ولي العهد..
أجور
** وتحديد الأجور.. هل تراه أحد الأساليب الضرورية من أجل توفير القدر الأدنى من الضروريات..؟
- هو واحد من أمور لكنه سيكون صعباً على التاجر أو المستثمر الذي نأمل أن ينظر إلى «الربح» بعين القناعة، وإلى خدمة بني وطنه على أنها استثمارٌ دائم، وأعتقد أننا في الطريق لوضع تنظيماتٍ تكفل حلّ مشكلة الفقر بشكل عمليّ رائد في مجتمع التكافل والعطاء..
صراحة
** بالمناسبة بدأتَ -قريباً- ملامح شفافية في الخطاب الإعلامي السعودي وتحديداً في «الصحف» وعبر «الكتّاب» و«الكاتبات».. ولو أن بعضهم لا يزال في منطقة التردد والخوف من المحاسبة..؟
- الكاتب لا يحاسب على كتابته وبخاصة من يكتب لمصلحة الوطن وليس من أجل أن يتحدث الناس عنه على أنه عمل وكتب وأبدع وكان جرئياً وصريحاً.. الخ المعزوفة المشروخة.. ممن يريدون أن يبرزوا أنفسهم على حساب الحقائق.. ثم إني أقول دائماً فرقٌ يا أخي بين الصراحة والوقاحة..! «إبراهيم»، أنا يمكن أن أكون صريحاً معك ويمكن أن أكون وقحاً معك.. أليس كذلك؟.. يعني: الآن تسألني سؤالاً، يمكن أن أرد عليك بوقاحة، هل تقبلها..؟، بالتأكيد لن تقبلها، لكني حينما أرد عليك بصراحة يا أخي فأنت تقبلها وهذا مجمل القضية..
معايير
** لكن يظلُّ الكاتب في منطقةٍ «وسطى» أو «رمادية»، فما تقولُه - سمو الأمير- جميل.. لكن هناك مستويات متعددة «للرقابة» على الكلمة قد تمنعُ الكاتب من قول الحقيقة درءاً للمحاسبة.. ما هي المعايير التي تراها في هذا الإطار..؟
- فائدة البلد يا إبراهيم بغض النظر عن الفائدة الشخصية هي المعيار الأوحد، فإذا كانت الكتابة سوف تسيء لناسٍ معينين فإن هؤلاء لن يقبلوا الإساءة. . في المسألة التي نقولها المعيار الحقيقي هو الصدق ومصلحة الوطن وخذ مثلاً دوريات الحرس الوطني التي لا شك أنها تقوم بواجبها وعملها، ولكن لنفترض أنْ كتب عن أن بعض رجال الحرس الوطني لا يتعاملون بشكل جيد مع المواطنين.. إذا قرأت هذه الملاحظة فإنني آخذها على محمل الجدّ والعناية فوراً من المسؤول عن الدوريات وأطلب منه الحضور وأسأله: كيف مجموعتك هذه لا تتعامل مع المواطن بطريقة مهذبة؟.. عرفت كيف..؟ وفي المقابل سأقول: تعال يا إبراهيم أنت كتبت عن هذا الموضوع، طيب: أنت كتبت عنه، متى حدث ذلك.. وممن؟ وكيف..؟ أي أنني أحتاج إلى معلومات تفصيلية.. أما أن أسألك أنت -يا إبراهيم- وأقول لك: من عملها..؟ أعطني معلومات فتقول: والله (قيل لي)!!.. كيف تكتب ما قيل لك دون توثيق أو تثبيت، ربما تقول والله: أخ عزيز قال لي، إذن أعطني من هو الأخ العزيز، هل أنت خائف من أن نسأل الأخ العزيز لا على أساس أن نحاكمه أو حتى نعاتبه بل أريده أن يقول لي: في اليوم الفلاني في الساعة الفلانية في الوقت الفلاني، في المحل الفلاني صار كذا، ورقم السيارة كذا، طيب من هم الموجودون في الدورية، فلان وفلان وفلان، احضروهم! واسأله هل هؤلاء هم الأشخاص..؟.. فإذا قال لي: نعم فسيبدأ عملي مع رجال الدورية بمساءلتهم عن كيفية تعاملهم مع هذا الموضوع.. كيف أسأتم للمواطن الذي سأشكره على نقده الصريح المباشر المدعم بالمعلومة والتاريخ والحقائق، وسأتخذ الإجراءات الحازمة اللازمة بحق المخالفين من منسوبي دوريات الحرس.. وهكذا.. وهذا مجرد مثال، لكن حينما تقول لي: والله سمعت..! مِمّن سمعت..؟!.. هل هذا خطأ..؟
تجربة
** طلب مشروع ومنطقي.. تبدو فيه وكأنك مررت بتجارب مماثلة مع صحفيين أو كُتّاب يتجاوزون الحقيقة..؟
- أعطيك مثلاً يا إبراهيم من أجل أن نصل إلى أرضية واحدة أو اقتناع مشترك، أنتم دائماً تنتقدوننا أيها الصحفيون، دعني انتقدكم هذه المرة! سمِّ لي هذه الممارسة.. أعطني عنواناً أو اسماً لها، اتصلّ بيَّ «صحفي» وكنت مشغولاً في اجتماع بالمكتب، ولم أرد عليه، بعدها بنصف ساعة كنت أنهيتُ الاجتماع، حين اتصل أعطاني اسمه على أنه (عبد الله) أو هكذا بلغ مدير المكتب، وحين تكلمت معه: قال طال عمرك الجريدة الفلانية كذا، أنا والله اسمي كذا، يعني أنا آسف أنا أعطيتكم اسماً ليس اسمي! (بهذه البساطة).. أول شيء: لماذا..؟ هل لذلك تبرير..؟ لم الكذب أو المراوغة مع أنه لم يعطني اسماً لشخص مهم فأرد عليه من هذا المنطلق ّ هو أعطاني اسماً عادياً، طيب ما يجعلني أردّ على الاسم العادي، سيجعلني أرد على اسمك.. فلماذا تأخذ اسماً ليس لك..؟ بأي حق تاخذ اسم غيرك، طيب هل هذا صحفي جيد..؟ هل يمثلكم كصحفيين، وعلى الرغم من ذلك فنحن لا ننظر إلى هذا الشخص على أنه «إبراهيم» وكُل من معه من الصحفيين أو أن مستواهم بهذا المستوى، عرفت كيف..؟ فهذا ما أحب أن أقوله يا إبراهيم.. بالتأكيد فالشفافية مطلوبة، والله يسعدني في أي لحظة مثل هذه المواجهة حتى لو أردتموها مواجهة دورية أنا مستعد أجلس معك وأناقش كل شيء دون تحفظ، لكن يجب في الحقيقة أن تأتي الشفافية مبنيةٌ على حقائق، أنا حين أريد أن أغيّر شيئاً، أو أود أن أجازي فلاناً سأْجازيه لكن ليس لأن «إبراهيم» جاء وقال لي إنه سمع كذا أو فلان عمل كذا.. أعطني إثباتاً على هذا الشخص حتى لا أظلم أحداً.. وأنا لست ضد المكاشفة..!
تملق
** في الضفة الأخرى -سمو الأمير- كُتَّابُ «معاريض»، أو كُتّاب مصالح.. يحاولون التسلق أو التملّق للمسؤول بتصوير كل شيء على أنه ممتاز أو مميّز، وإخفاء الجوانب السلبية التي ستساعد المسؤول على تعديل الخاطئ أو تقويم المائل.. ما هو موقفك من مثل هؤلاءِ «المنتفعين»..؟
- هذا الجانب السيىء أو الآخر فيكم -يا إبراهيم-، وأنت الآن تعدُّ لي الجوانب السيئة في الصحفيين وهذا -طبعاً- من الجوانب السلبية، وأنا أقول: إنني لا أود -في الحقيقة- أن يأتي كاتب ليمدح «متعب بن عبد الله» على أساس أنه «ولد عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد» أو نحو ذلك، لا يا أخي، اعمل شيئاً جيداً، تكلم عن الجانب الجيد، وإذا أنا عملت شيئاً غير جيد تستطيع أن توصله برسالة سواء كانت صحفية أو شخصية.. تأتيني شخصياً وتوصلها لي، وأنا أعدّل الخاطئ فيها، وإذا أردت أن تكتبها فلا بأس كذلك، ولكن ضْعها بصورة جيدة، وثقْ -يا إبراهيم- أننا لا نحبُّ من تدفعه المصلحة أو النواحي الشخصية سواء في مدح أو قدح..
أماكن
** من الرياض إلى الطائف إلى بيروت إلى جدة إلى الرياض ثانية ثم بريطانيا من أجل الدراسة.. لم التنقل..؟ وهل أفدتَ من التنوع المكاني..؟
- أنت تعرف أن الإنسان تمر عليه في حياته مواقف معينة تضطره للتنقل، وكل الأماكن التي ذكرتها جزء لا يتجزأ من حياتي، لكن لم يحدث ذلك لسبب معين، ولا شك -طبعاً- أن ذلك قد أفادني في حياتي.
عسكرية
** لِمَ اخترت «العسكرية» ولمْ تكتفِ بحياة الرفاهية والدعة والهدوء..؟
- إذا لم نخدم هذا الوطن، من سيخدمه..؟! وإذا لم نكمل ما قام به آباؤنا وأجدادنا فمن سيكملها، ولهذا فنحن -في الحقيقة- سائرون على الطريق، نحن -يا إبراهيم- خُدمنا في وقت من الأوقات، من الذي خدمنا..؟المواطنون الذين وقفوا مع الملك عبد العزيز، هذه المواقف الجميلة التي نتكلم عنها بكل سعادة ووفاء.. من هو فلان الفلاني..؟،هذا أبوه جاهد وعمل مع الملك عبد العزيز، من هو فلان الآخر؟ أبوه ضابط اسشتهد في حرب الخفجي في أثناء أزمة الخليج، ذاك جندي قتل في حرب الخفجي، إذن هذا يأخذ ميزة، وهذه هي الوساطة التي تحدثنا عنها..
صخب
** صخب الحوارات..«الفضائي».. الجميع يتحدث.. ولا يُنصت أحد.. ما قولك..؟
- أخ إبراهيم.. نحن مع الحوار.. ولسنا مع المحاور الذي يحاول أن يظهر على أكتاف مسؤولين أو على أكتاف دولة حتى يصل إلى ما يشاء، وللأسف فكل حواراتنا صياح وسب وشتم وهذه هي الحوارات الموجودة في بعض الفضائيات -للأسف-، لدرجة أن كثيراً من البرامج التي نراها والحوارات التي نتفرج عليها تفتح المجال لأي شخص ليتكلم..ّ هل هذا الشخص أو المتحدث مؤهل.. موضوعي.. هدفه المصلحة العامة.. ليس بالضرورة.. يعني المشكلة أنه إذا قال كلمة فهناك من يصدقها، لكن هل هو صادق أم لا..؟ نحن نتمنى في الحقيقة أن تضم الحوارات المفتوحة أناساً صادقين يبنون كلامهم على أحداث تاريخية، أو على أشياء واقعية، فهنا العالم سيصدقونك، أما أن نتكلم كلاماً بلا معنى فهذا مما يدعو للأسى والحزن..
ديموقراطية
** لكن يبدو -أحياناً- أن التعددية أو الديموقراطية تتطب مثل هذه الاختلافات التي قد تنتهي بمُشاكلةٍ أو تماثل أو بفُرقةٍ ومشكلات.. هل هي ضريبة الديموقراطية..؟
- يجب ألا أنتقد شيئاً وأنا أعمل ما هو أسوأ منه، قناة الجزيرة مثلاً تسب الحكام العرب بوصفها قناة ديموقراطية بينما تتم داخل هذه المحطة ممارسات غير ديموقراطية نشر عنها الكثير، وآخرها ما قالته مذيعتهم السابقة كوثر البشرواي التي «انتقدتهم» من ألفهم إلى يائهم وقالت: إذا كنتم تتكلمون عن الديموقراطية فطبقوها في فضائيتكم.. أحب أن أقول: إننا نبحث عن الحقيقة دون ضوضاء أو تفرقة وبهدوء وضمن سياقٍ اجتماعي يراعي التحولات المجتمعية، ولا يستعجل النتائج، ويثق بأهمية الصدق والإخلاص والمكاشفة. أما الدكتاتورية فهي موجودة داخل دوائر «الصخبُ» التي تدعي قبول الرأي الآخر.
مؤامرة
** ماذا عن نظرية «المؤامرة» التي يلجأ إليها الإنسان العربي ليضع فوقها إسقاطاته وإحباطاته على مستوى الشخص والجماعة والأمة..؟
- هذا جانب من سوء النظر أو سوء التخطيط أو أحياناً سوء النوايا وربما العجز والكسل والاستسلام للواقع دون الرغبة في التغيير..
مبادرة
** قيل كثير عن مبادرة سمو ولي العهد.. التي نالت الاهتمام.. فما هو رأيك في مخالفيها.؟
- أذكر أن سمو ولي العهد - في وقت مبادرته، وأنا كنت معه في أحد الاجتماعات-، كان يقول لمسؤول عربي: بلّغ تحياتي لفخامة رئيس الدولة وقل له على لساني: هو قائد العرب، حيث صدرت إشاعات حينها أن المملكة العربية السعودية أو أن الأمير عبد الله بن عبد العزيز بدأ الآن يبحث عن قيادة الأمة العربية، فوجّه الرسالة لهذا الشخص أننا نعدهم «قادة العرب» ونحن لسنا إلا خُدّاماً للعرب.
قضايا
** لكن..سمو الأمير.. ما هي رسالة المبادرة نفسها..؟
-الرسالة التي جاءت بها المبادرة هي نفع الأمة العربية لا البحث عن مراكز قيادية، هذا في الحقيقة مضمون الرسالة الموجّهة من سمو سيدي ولي العهد إلى كل العالم العربي فالرسالة كانت لهذا المسؤول أنْ أوصلها لهم أنهم هم قادة العرب، وأنا شخصياً -أعني سمو الأمير عبد الله - لا اريد أن يذكر اسمي في الموضوع، فقط اسعوا إلى حل هذه القضية التي هي قضية فلسطين قبل أن تأتينا قضايا جديدة، وهو ما حدث بالفعل، فقد جاءت الآن قضية العراق، وغداً ننتظر قضايا ثانية، ثم تنتهي هذه ليأتي سواها وتشتبك المشكلات في بعضها، فهذا هو الأساس الذي أود أن أقوله - يا إبراهيم - وليتهم في الحقيقة يدركون معنى الرسالة وأهدافها وأن تكون قد وصلتهم من سمو سيدي ولي العهد، أما نحن فيجب أن نظلّ خدماً للأمة العربية والإسلامية وليس قادةً لها -كما يتخوف البعض-..!
آخر
** في ظل سوء الفهم «العفوي» و«المقصود» على حد سواء.. هل نحن بحاجة إلى إعلام خارجي مختلف يُخاطب «الآخر» ويُقدِّم له «الحقائق» بلغةٍ يفهمها ويستجيب لها بعيداً عن الإنشائية والمبالغة..؟
- الإعلام الداخلي لم يقصِّر وهذا شيء معروف عندنا داخلياً، لكن الإعلام العربي مُقصّر، أما الإعلام العالمي فحتى الآن لم نستطع أن نصل إليه، والفكرة الأساسية -وهذا ليس اكتشافاً اليوم، بل هو مكتشف من سنين طويلة- أن الإعلام العالمي هو السلاح الذي يجب أن نصل إليه حتى نحارب به، وللأسف فهل عملنا شيئاً في ذلك، نعم عملنا «الجزيرة» التي هي شتمٌ في خلق الله وسب في العالم العربي لأنها تخدم الإعلام الغربي أكثر مما تخدم الإعلام العربي.
توجيه
** إذن.. المطلوب إعلام موجه إلى الغرب تحديداً..؟
- نعم..! يا أخي نريد إعلاماً موجهاً للعالم الغربي، لاحظ الولايات المتحدة حين شعرت بالكُرْهِ الموجود للأميركيين، بدأوا يسألون أنفسهم لماذا..؟ لأن الإعلام الأميركي أو الإعلام الغربي لم يصل برسالته، فإذن، من المهم أن تصل وأن نوصلهم الرسالة..؟ كيف..؟ ليس بوساطة أميركيين بل عن طريق عرب يتكلمون اللغة ذاتها ويتفهمون العقلية نفسها، فهذا هو الأساس، وكان من المفروض أن نؤسس خمس أو ست محطات متميزة بدل المحطات الفضائية التي غشتنا بغثها وغثائها التي تجاوزت 50 أو 60 محطة فضائية عربية، فأن نصل لأميركا وللعالم الغربي والشرقي بعقول أمريكية وغربية وشرقية أفضل من مخاطبة بعضنا بلغة السب والردح والغرائز..
عقل
** ألا يرى سموكم أن الجزيرة أعطيت أكبر من حجمها.. وأن من المفترض -بدلاً من انتقاد هذه المحطة- أن نؤسس قنوات إعلامية «سعودية» هادئة موضوعية تأخذ توجهات عقلانية، وتلغي خطاب الفوضى والصخب والتشويش والتحيّز..؟
- الفكرة الأساسية من الجزيرة أنها تأخذ رسالة من «ابن لادن» وتعلنها حتى تُوصلها لأميركا، ولا تستطيع ذلك المحطات الفضائية الأخرى أن تصل إلى ما وصلت إليه «الجزيرة» بفضل اتصالاتها في داخل أفغانستان، فاستعانت بها ال CNN وغيرها وكبر اسم «الجزيرة» لهذا السبب.. ولا شك أن أحداث أفغانستان هي نقطة تحول في مسيرتها، غير أنها -فيما وراء ذلك - غير مشاهدة أو مؤثرة في العالم الغربي.. إلا أنهم يسمعونها إذا جاء تسجيل «لابن لادن» فيؤخذ من «الجزيرة» ويوضع في ال C.N.N أو المحطات الأميركية الأخرى ويُترجم للإنجليزية.
حقيقة
** بخلاف «الجزيرة».. ما هو المطلوب..؟
- ما أود قوله -باختصار- إنه يجب أن تكون لدينا محطات تنطق بلغتهم هم وليس بلغتنا نحن، وأنا متأكد أن من الأميريكيين ومن الإنجليز ومن الألمان ومن الفرنسيين ومن جميع الدول من لهم رغبة في معرفة الحقيقة والاطلاع على الحق، ولديهم رغبة في خدمتنا وخدمة الإسلام لكننا لم نستطع استقطابهم..
رسالة
** هل معنى هذا عمل محطات... أو مجرد برامج موجهة..؟
- إذا لم نستطع أن نطلق محطات فضائية، فإن هناك شركات أميريكية تستطيع أن تخدمنا، ولو تعاقدنا معها ستكون -إعلامياً- في خدمتك وتمثل رسالة لك، ويمكن أن يستثمر فيها من خلال الكتاب والإعلامين المعروفين بنزاهتهم وحيادهم وتأثيرهم مما لا تستطيع أي صحيفة أو أي محطة فضائية القيام به مثلهم.
صورة
** ما هي توقعاتك.. والصور القاتمة تتوالى من الحديث عن التدخلات الأميركية القادمة.. حرب.. تقسيم.. استيلاء على مناطق النفط..الخ..؟
- أتمنى ألا تقع حروب جديدة في المنطقة، فقد ابتليت هذه المنطقة بحروب دمرت بنيتها واقتصادها وقواها البشرية.. ولا شك أنها -إن حدثت- فسوف تؤثر في المملكة اقتصادياً.. أما المناحي الأخرى، وما يحكون عنه من قلاقل أو اضطرابات أو تقسيم فهذه أحلام الحاقدين الموتورين الذين لا يعرفون هذا البلد ولا يدركون طبيعة ناسِه وأواصر اللغة والدين والتاريخ والدم والقربى، ونحن - في هذا المجال- واثقون بالله سبحانه، وسائرون على نهجه وموقنون بأن العاقبة للمؤمنين المتقين..
قراءة
** هل تقرأ حالياً..؟
- عندي مجموعة كتب لكن في الحقيقة ليس لديَّ وقت للقراءة حالياً..
دموع
** «عسكري» .. «صارم».. «جاد».. هكذا تبدو «أبو عبد الله».. هل للدموع مكانٌ تهطل منه أو عليه..؟
- في حياتي لا يمكن أن أسيء لأحد أو أهينه أو أقسو عليه، بل إن نقطة ضعفي الكبيرة هي لين قلبي.. ولا يخدعنك المظهر الصارم فخلفه مشاعر جياشة ترحم وتأسو وتسقط الكثير من «العبرات»..
السعادة
** «العبرات» منطلقُ لسؤالٍ مهم حول السعادة.. هل أنت سعيد..؟
- سؤال صعب أن أجيبك عنه، تعرف لماذا -يا إبراهيم- حين أقول لك: أنا سعيد، معناها: اني سعيد دائماً في كل الأحوال والأوقات والظروف والمناسبات.. وهذا مستحيل.. فالمرء لديه مشاعر مختلطة ببعضها ولا تستطيع أن تنتزع السعادة أو الغضب أو الحزن منها، ومن الصعب أن تكون سعيداً بشكل مستمر إذ يأتيك وقت من الأوقات تحس بالسعادة، وفي وقت آخر تحس بالألم أو الحزن، . وعلى أي حال أحمد الله أن أعطاني الصحة والعافية والوالد الراعي والوالدة الغالية حفظهما الله والزوجة الوفية والأولاد الصالحين فبهم ومعهم أنا سعيدٌ جداً.. وفي الوقت ذاته فأنا حزين لوضع الأمة العربية وأبناء فلسطين وأطفال العراق.. وكهذا.. تراني خليطاً من مشاعر متضادة أو كما قال الأمير خالد الفيصل: مجموعة إنسان..
حاجة
** يحتاج إليك «مُتعَبٌ» أو «مظلوم».. كيف يصل إليك.. ؟
- (يضحك) أولاً أنا «متعب» فأعان الله من جاء وحيّاه، وأنا مكتبي دائماً مفتوح وقلبي وعقلي ومشاعري مفتوحة لكل إخوتي المواطنين ومن الأشياء التي تسعدني شعوري بأني أسعدت إنساناً أو واسيتُه أو حللت مشكلته..
مجلات
** يصدر عن «الحرس الوطني» مجلة الحرس.. مجلة كلية الملك خالد العسكرية، أحوال المعرفة، وبصراحة -سمو الأمير- ففي كلِّها علامات ضعف.. لم لا تتكامل الجهود في مجلة واحدة.. عسكرية ثقافية معلوماتية.. وتكون قوية ومقروءة..؟
- كلامك صحيح.. وسيتم ضم مجلتي الحرس وكلية الملك خالد في مجلة واحدة.. أما أحوال المعرفة فهي تصدر عن مكتبة الملك عبد العزيز العامة وتتصل بأنشطة أخرى.. ولا أرى من المناسب دمجها مع المجلتين..
نظام
** بمناسبة الحديث عن المكتبة.. سمعنا عن قرب صدور نظام خاص بموظفي وموظفات المكتبة وأنه سيتم تحويل المكتبة إلى مؤسسة عامة..؟
- لعلك تابعت اجتماع مجلس المكتبة -قبل أقلّ من شهر- برئاسة سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله- ولم يدرْ شيء حول هذا الموضوع..
نوم
** متى تنام..؟
- ليس لديَّ وقت محدَّد.. فأحياناً أنام مبكراً، وأحياناً أذهب إلى العمل مواصلاً..
وسام
** أهم وسام حصلت عليه وخصوصاً أن لديك منها كثيراً سواء من المملكة أو من بعض الدول العربية والأوربية..؟
- وسام الملك عبد العزيز فهو الذي أعتزُّ به وأفتخر بحمله، مع سعادتي بالأوسمة الأخرى..
شعر
** هل أنت شاعر..؟
- لا.
موقف
** هل لك موقف منه..؟
- بالعكس.. أحب الشعر وأتذوقُه، ولكن كثيراً منه أصبح يُباع ويشترى..
مقطوعة
** هل ثمة أبيات ترددها..؟
- كثيرة.. والاختيار من بينها صعب..
أنا
** آخر ثلاثة أسئلة سريعة سمو الأمير..
** من أنت..؟
- إنسان.
ملل
** هل مللت من الأسئلة..؟
- أتمنى يومياً أن أعمل لقاءً صحفياً مثل هذا.. لأن المهم هو هل في اللقاء الصحفي فائدة، وأنا أرجو واعتذر عبر صحيفة الجزيرة لجميع إخوتي الصحفيين أو رجال الإعلام عن عدم موافقتي على إجراء مقابلات صحفية إذْ لا أشعر في مثل هذه اللحظات أن لدي ما يمكن أن أفيد به المواطن أو أفيد المجتمع، ولأن الأسئلة تدور حول أشياء لا قيمة لها أحياناً فيكون الظهور من أجل الظهور سواء إعلامياً في الصحافة أو في التلفزيون ومن أجل « لا شيء» وهذا مما لا أوده..!
نهاية
** هل بقي شيء..؟
- كثير مما يتناسب مع مستوى هذا الحوار.. فلعلنا نتركه للقاءات قادمة شاكراً ومقدراً ومؤكداً سعادتي بكم واستعدادي مستقبلاً لمواجهات مماثلة...
|