تتزايد الحاجة إلى بلورة موقف دولي مناهض للحرب التي تعتزم الولايات المتحدة شنها ضد العراق، حيث تُبذل جهود كثيرة وفي عدة اتجاهات لكن يبقى الضروري اخضاع كل هذه التحركات للتنسيق بحيث تصبح أقوى تأثيراً.
ومن المهم دائماً الإشارة إلى الدول التي تقدِّر هذه المساعي الخيرة باعتبار انها من الدول المهمة في إقليمها وعلى نطاق العالم، فالمملكة التي تضطلع بدور كبير في سبيل تجنيب المنطقة والعالم هذه الحرب تحظى بمكانة مرموقة وسط أشقائها العرب فضلاً عما تجده من تقدير كبير لمختلف سياساتها في أنحاء العالم..
وتعكس تحركات المملكة رأياً عاماً عربياً مناهضاً للحرب ومن هنا فان مساعيها تكتسب أهمية خاصة، فهي تنقل للعواصم الكبرى الكيفية التي تنظر بها الدول العربية للتطورات المتسارعة، ولهذا فإن القراءة السليمة من قبل الآخرين لهذا التحرك السعودي تتيح إعطاء الاعتبار لتطلعات وآمال أهل المنطقة.. وهذا أمر مهم باعتبار ان المنطقة هي مسرح هذه الأحداث.
إن الحوار الذي تجريه المملكة مع الدول الكبرى بما في ذلك الولايات المتحدة ينطلق من ثوابت العلاقات القوية بين هذه الدول والمملكة والثقة المتبادلة، وكل هذه أمور ضرورية للتفهم وتقدير المواقف بما يتيح للعلاقات إحراز نقاط جديدة تصب في صالح التعاون، وتنتقل به إلى آفاق جديدة.
ان للدول الكبرى حساباتها ومراميها ، لكن يبقى من المهم دائما النظر بعين الاعتبار للهموم الكبرى في المنطقة، وعدم تجاوز مرئيات هؤلاء الذين يعيشون فيها، باعتبار ان ذلك يلقي بآثاره على العلاقات الاستراتيجية بعيدة المدى، وان المستقبل غالباً ما ترسمه وقائع اليوم، وانه كلما أُحسن التعاطي مع المشاكل والمصاعب الراهنة فان ذلك يترك آثاره الإيجابية على مستقبل العلاقات.
وبالعودة إلى موضوع التنسيق لمنع الحرب فان دول المنطقة هي التي ينبغي ان تعبئ مثل هذه الجبهة القوية المناهضة للحرب من خلال تنسيق تحركاتها ومساعيها إلى جانب الإفادة من المعارضة الدولية الواسعة النطاق لخطط الحرب.
|