** بالأمس.. والذي ليس بعيداً.. كان الحج صعباً.. وهو وإن لم يكن كما في سنوات بعيدة.. إلا انه أيضاً.. كان صعباً.
** لقد كان الأمر يتطلب سيارات وخياماً ومعدات واستعدادات ومشقة وتعب وأيام من العنت والتعب والمشقة التي لا يقدر عليها الكثير من الناس.. إما لمرض أو كبر أو لضعف جسم أو لأي سبب آخر..
** واليوم.. أصبح الحج منظماً تنظيماً دقيقاً..
** فمثلاً.. حملات الحج رغم السلبيات وعشرات الانتقادات التي توجه لها.. ورغم كل الثغرات والأخطاء فقد حلَّت كل المشكلات السابقة أو أكثرها..
** ما عليك.. سوى الاتصال بحملة وتسديد الرسوم ثم تأخذ حقيبتك وتتجه للمطار.. ثم تأخذك سيارة للمشاعر وتنتقل بك سيارات مكيفة وسكناً رائعاً مكيفاً ووجبات رائعة نظيفة في كل أيام الحج حتى تعود إلى أهلك.
** ووسط هذا السكن الجيد النظيف «بمقاييس معينة» يوجد أطباء ومرشدون وعلماء وموجهون.. ويوجد أدوية ويوجد أناس يساعدونك متى احتجت.. ويوجد أصناف الأكل والشرب.. وتتبارى حملات الحج في تقديم خدمة فندقية.. حتى ان بعض الناس تقدم للمشايخ شاكاً في صحة حجه وسط هذه الخدمات الفندقية الراقية.. وبعضهم سأل العلماء.. هل يصح أن أحج مع هؤلاء وقد وصلت خدماتهم إلى هذا المستوى الكبير واختفت هذه المشقة نهائياً؟
** حملات الحج رغم بعض الملاحظات والسلبيات التي لا يمكن التحرر منها.. خففت الأعباء والمشكلات.. وجعلت الحج ميسراً سهلاً.. وجعلت الرسوم في متناول الجميع، فهذا رسومه ألف ريال ويسافر في اتوبيس.. وهذا رسومه خمسون ألف ريال وله خدمة خاصة للغاية.. وبينهما رسوم أخرى في متناول كل أحد وكل شريحة.. فهذا بألفي ريال.. وهذا بثلاثة.. وخمسة وعشرة و«ازمر على قد فلوسك»
** نعم.. هناك أخطاء لبعض الحملات..
** ونعم.. هناك نكث ببعض الوعود والعهود عند البعض مع الأسف.. ولكن الكثير ملتزم.. والكثير يبذل كل ما في وسعه.. حتى لو خسر هذا العام.. لأن هؤلاء أو أكثرهم.. يجزم انه يعمل في شيء اسمه.. الركن الخامس من أركان الإسلام.. وكثير منهم يستشعر ذلك بفضل الله.
** حملات حج الداخل.. تتطور عاماً بعد آخر.. وتسهم في تطويرها ودعم برامجها ومساندتها جهات مختلفة.. منها وزارة الحج نفسها.. ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد ووزارة الإعلام ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الصحة ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع والطيران ولجان الحج المختلفة التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه الله .. كلها تدعم هذه الحملات وتساندها وتعينها على أداء واجبها تجاه الجميع.
** يجب ألا نقلل من جهود هذه الحملات.. وأن نشيد بدورها ونشاطها وعملها وما قدمته وما تقدمه كل عام.. وألا نصوب سهامنا للحديث عن سلبياتها وأخطائها فقط.. وأن نجعلها في أعين الناس مجرد انتهازيين كذبة ناكثي الوعود والعهود.
** نعم.. لهم بعض الأخطاء ولكن ايجابياتهم تغطي هذه السلبيات.. وايجابياتهم أضعاف أضعاف هذه السلبيات.
** كما يجب ألا نغفل دور الجهات المسؤولة في مراقبة ومتابعة نشاطات هذه الحملات وما تقدمه للناس.. وتعقب اخطائها وسلبياتها ومحاسبتها.. ونحن نقرأ الكثير من ذلك.
** إننا كإعلاميين يجب أن نسلط الضوء على الجوانب الايجابية لهذه الحملات.. وألا نتعقب سلبياتها وأخطائها ونصنع من «الحبة قبَّة» بل لابد من ذكر حسناتها وما أكثرها ولكم فقط.. أن تتخيلوا الحج قبل وجود هذه الحملات والحج بعد وجودها
** إن هذه الحملات تتبارى وتتنافس في «تدليل» الحاج.. وماذا تريدون بعد ذلك؟!.
|