لاعب كبير.. كبير جدا.. ولا اقصد هنا انه كبير من حيث المستوى.. بقدر ما اقصد كبره في الصيت الذائع.. لاعب مستواه في تذبذب بين الصعود المؤقت والهبوط الدائم «أو شبه الدائم» وأرجو الا تغريه كلمتي الأخيرة.. أي أنه اذا وضع في الميزان.. طوال مباريات العام.. تطلع كفَّته من البروز.. في جميع المباريات بمباراة واحدة.. وهذه الواحدة يلاحقها شرط واحد.. هو ان يكون فريقه منتصرا بنتيجتها.. اما اذا خسرها.. فقد خسر اللاعب بروزه وتألقه.. ولم يكن له من مباريات الدورين نصيب.. أي صفرا.. وهذا يسرى فيشمل جميع المباريات حتى المنتخبات التي يشترك فيها.
وهذا اللاعب غاطس في بركة وحل من الأوهام.. فيعطل كل ذلك بتأثير نفسي.. اصيب به في اعقاب حرب حزيران.. وهذا تعليل ناقص.. رغم انه مصحوب بالشعور الوطني والقومي.. ناقص لأنه ناتج عن احساس وهمي.. وليس عن احساس فعلي بنتيجة الحرب بين العرب واسرائيل، وهذا الوهم يستر العجز المؤمل في تكوينه كلاعب.. ويتلاعب في بواطن مشاعره.. ومداخل احاسيسه كانسان يعيش في مجتمع عربي أصيل، متأهب لدخول المعركة بجميع طاقاته المالية والبشرية.. بينما واقعه الذي لم يدركه بعد.. كلاعب يرتع في الهزائم اليومية.. رصد فريقه كل امكاناته لتجنبها.. وهذا يكفي ليكون لديه المناعة ضد جميع الصدمات.. على مستوى الامة.. أو على مستوى الاندية.. ويبعد عنه الشعور الحقيقي والاحساس الاصيل.. والتكرار يولد الملل والسأم.. فكيف في الهزائم الرياضية.. انه بالطبع يدخل «بنجا» في جسد اللاعب فيجعل فيه نوعاً من الفتور والقابلية على تحمل وخز الابر.. وقطع السكاكين.
| 
