سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم الأستاذ خالد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيباً على ما نشر في جريدتنا الغراء في عددها 11077 صفحة محليات حول سرقة مشيعي الأموات بقلم الاخ فهد العيسى أقول: هل وصلت دناءة النفس وضعفها وغفلتها عن الله سبحانه وتعالى الى هذه الدرجة من الحقارة والهوان ان تمتد الأيادي القذرة الى «سرقة مشيعي الأموات وحاملي الجنائز اين خشوعهم في الصلاة اين حزنهم على أموات المسلمين كيف نسي هؤلاء الحثالة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أما كان الأجدر بهؤلاء السير خلف الجنازة والدعاء للميت طلباً للمثوبة والاجر ألا يعرف هؤلاء انهم سيشيعون يوماً من الأيام عاجلاً أم آجلاً وسوف والله يركبون على هذا النعش الذي ساروا خلفه ليسرقوا جيوب مشيعيه مع الأسف الشديد انك تجد شريحة من هذه الطبقة تستبشر خيراً بكثرة الجنائز حتى يكثر المشيعون ويشتد الزحام ليجد هؤلاء المساكين الذين امنوا مكر الله ضالتهم في سرقة مال حلال لأهله حرام عليهم أي نفسٍ هذه التي تحث صاحبها على مد يده لسرقة شخص يمشي خلف جنازة بل قد يصل الأمر بهذه النفس الدنيئة ان تسرق من جهة وتُعزي من جهة أخرى كيف يهنأ لهم عيش لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا يسعني في هذا المقال إلا ان اذكرهم بقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) )يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)} [الحج: 1 -2]
واحذر أيها الغافل من غضب الله وسخطه {وّيٍحّذٌرٍكٍمٍ اللَّهٍ نّفًسّهٍ} وتذكر حديث ابي برزة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه ماذا عمل به وعن ماله من اين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه» رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح. ثم ضع نصب عينيك قول الشاعر:
كل ابن انثى وإن طالت سلامته
يوماً على آلة حدباء محمولُ
|
وليعلم من يقوم بهذا العمل المشين والذي ينمُ عن ضعف الإيمان وفساد الأخلاق أنه سيكون المشيَّع يوماً ما فليبادر بالتوبة النصوح والاستغفار يجد الله غفوراً رحيماً.
هند صالح اللميلم/ عيون الجواء
|