مما لا شك فيه أن هذا اليوم يوم مبارك أغر، مشرق بضياء الاعتزاز والفخر، حيث تشهد أسرة التعليم العالي بصفة عامة وجامعة الملك سعود بصفة خاصة دفعة جديدة وعظيمة، داعمة لعطائها، ومؤازرة لها في أداء رسالتها لخدمة وطنها ومواطنيها بتوفيق من الله ثم برعاية كريمة من القيادة السامية الرشيدة التي جعلت من الاهتمام بالعلم والتعليم ونشر الثقافة والمعرفة بعد الالتزام بالعقيدة الإسلامية والعمل بأحكامها السمحة أسساً قوية وثابتة في بناء الأمة وازدهار الوطن.
فخلال فترة وجيزة من عمر بناء الأوطان وتطور الأمم، شهد هذا الكيان الكبير الذي اشاده جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله على أسس ثابتة من النقاء والوفاء قفزات عديدة وفاعلة في مسيرة البناء والنماء التي تسنّمها من بعده طيب الله ثراه أبناؤه الغر الميامين أصحاب الجلالة الملوك سعود ثم فيصل ثم خالد «تغمدهم الله جميعاً بواسع رحمته» حتى وصلت في عهد الرائد الأول للنهضة الحديثة في التربية والتعليم الفهد المفدّى إلى قمة التطور وعظيم العطاء مواكبة في مستوى مؤسساتها التعليمية التي هي مرابع العقول المعطاءة، والأيادي البنّاءة أرقى وأحدث المؤسسات والجامعات العالمية تعليماً وتقنية وإعداداً لأبناء وبنات الوطن.
وها هي جامعة الملك سعود خلال حوالي خمسة وعشرين عاماً تشهد قفزة جديدة نوعية منذ انتقالها إلى مقرها الحالي فتزدان في هذا اليوم المبارك بإشراقة جديدة سامية ورعاية أبوية غالية من صاحب السمو الملكي الأمير الباني الوفيّ عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وتحتفل أسرة التعليم العالي بتفضل سموه الكريم حفظه الله بوضع حجر الأساس لعدد من المشاريع العمرانية الحيوية التي تمثل المرحلة الثانية من استكمال المدينة الجامعية المتكاملة لجامعة الملك سعود ومشروع المدينة الجامعية للبنات فيها، وتوفير كل ما يسهم في إيجاد السبل العلمية والنفسية الأفضل لتعليم طلاّبها وطالباتها.
إن تفضل سموه الكريم بهذه الرعاية الغالية جزء من أجزاء المسيرة المباركة لتطوير التعليم العالي في المملكة يجسد حقيقة الحرص العظيم من القيادة الرشيدة السامية على كل ما يسهم في الإعداد الحق لأبناء وبنات هذا بالوطن لأنهم أمله الصادق وبناة غده المشرق خيراً وعزاً وعطاءً بإذن الله وليس هذا الحرص والوفاء العظيم بجديد من سموه الكريم لانه حفظه الله يؤمن كل الإيمان بأن العلم والتعليم أساس للأمن الفكري الذي هو بلا شك سياج قوي للأمن الوطني في بلادنا السعودية المجيدة التي تتميز في كل مراحل تطورها ونمائها بالتزام التعاليم الإسلاميّة العظيمة في كل شؤون حياتها مع الأخذ بكل معطيات التقدم والتقنية العصرية بكل توازن وإيمان يزيد أبناءها وبناتها ولله الحمد تمسكاً بعقيدتهم السمحة وتقاليدهم العريقة ويحافظ على هويتهم الفريدة.
وأرجو الله عز وجل أن نحتفي قريباً بانتهاء الأعمال وبدء الدراسة في هذه المشاريع التي نحتفل اليوم بوضع حجر أساسها وبكل المشاريع الجامعية المماثلة لها لخدمة الأجيال المتعاقبة من طلاب وطالبات كل مؤسساتنا وجامعاتنا السعودية التي تشهد في كل يوم مزيداً من الدعم السامي المعطاء في نموها واتساع خدماتها وزيادة قدرات استيعابها للخريجين والخريجات في كل المجالات العلمية لخدمة دينهم ووطنهم وأمتهم في ظل رعاية الله وتوفيقه ثم رعاية واهتمام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو نائبه الثاني حفظهم الله، وأيدهم بدوام العز والتوفيق لكل ما فيه نصرة الإسلام وخير المسلمين، ولكل ما فيه أمن ورخاء بلادنا الغالية المجيدة.
(*) وزير التعليم العالي
|