Saturday 1st february,2003 11083العدد السبت 29 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آتً لما هو آتً
خواطر الغيث!!
د. خيرية السقاف

لم تكن الرعود التي فزَّت لها أعين النائمين في الأحلام ترعب..
فما أحسب شيئاً يرعب كتخيِّلات العبث الذي يعيشه الإنسان، الغارق في رعب العبث،
وبعد أن تورَّط العابثون...
عليهم أن يتمنطقوا بورطتهم... ويزجُّوا «بهم» أيَّ بأنفسهم في آتون العبث...
لكنَّ العيون التي فُتحت على قرع الرعود لسكون الآذان...
نهضت تفتح حلمها وأمانيِّ صدور أصحابها على أمل الغيث... الغيث... الغيث...
وهذه الرياض تلتحف بردها...، وتهبط إلى ما دون الثامنة في مستويات درجات البرودة، ووجه الرياض جميل في اللَّيل كما هو جميل في الشتاء...
وفجر الرياض مغرٍ في غسق ظلمات الصقيع، بمثل ما هو حميمي مع فورة وهج الشمس حين تصطلي الأطراف...
الرياض... تتزيَّا الأمل...،
والرياض... تتعطَّر بالرضا...،
والرياض... تقفز وتتقافز للفرح...
لماذا؟...
لأنَّ عنفوان الرَّعد لها بوارق غيث...، والغيث أمل، وبناء، وعمل...
ولأنَّ صقيع الشتاء لها وقود حطب...، والحطب دفء، وشحذ، وتطلع...
ولأنَّ جامعتها الأم ستنهض حيث الناس تتوخَّى عبث الإنسان في بقاع أخرى من الأرض، الجامعات فيها تئنُّ خوف الخوف من فزع النكبات...
ثمَّة ما يجعل الرياض تنهض في أمل هو، أنَّ «اللَّه أكبر» سوف تظلُّ لا تغيب في كلِّ يوم لخمس...
وأنَّ الذين أيقظتهم الرعود لم تمنعهم عن الوضوء ومعابثة البرودة في لفح هواء الفجر، وهم يتجهون لاستجابة النداء...
فكلُّ رعد، وأمنيات الغيث تزداد...
وكلُّ أمنية، وحلم الثَّبات ينهض...
وكلُّ ثبات، ودعوة للَّه أن تستقر الأرض هناك تحت أقدام المنكوبين في الأرض بعبث المفرِّطين المتوِّرطين بقدراتهم، تلك التي لا يقوى عليها سوى اللَّه تعالى...
فاستجب اللَّهم لدعوات الساعين إليك عند لفح البرد فجراً، ورمضاء الظهر صيفاً، من الذين يؤمنون بك ويتوكلون عليك، وتولَّ الإنسانَ في كلِّ مكان، تولِّي رحمة وغيث نجاة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved