* تربة - محمد البقمي:
ضمن البرامج التوعوية التي تنظمها المديرية العامة للدفاع المدني لرفع مستوى الوعي العام لدى المواطنين والمقيمين وتوضيح خطورة السير في الصحراء دون اخذ الحيطة والحذر.
التقت «الجزيرة» مدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة تربة المقدم سفر عيضة الحارثي لتسليط الضوء على البرامج التوعوية ومواقع الخطر التي قد يظل فيها عابر الطريق في صحراء هذه المحافظة العريقة في التاريخ التي تبعد عن محافظة الطائف حوالي 180 كم شرقاً واخذ الاحتياطات اللازم اتخاذها وكذلك عن الصعوبات التي تواجه فرق الانقاذ اثناء الاسعاف في صحراء محافظة تربة حيث سألناه عن أنواع المخاطر التي تنتج عن الذهاب الى الصحاري او الرحلات البرية؟ فأجاب قائلاً: يوجد هناك العديد من المخاطر التي قد تسبب في نهاية المطاف الى الوفاة لا سمح الله ومنها فقد معالم الطريق وبالتالي الاتجاه الى جهة غير معلومة محفوفة بجميع أنواع المخاطر. وكذلك التعرض الى لدغ الثعابين والزواحف والحشرات الضارة.
- التعرض للظروف الجوية السيئة مثل حرارة الجو او برودته والعواصف الرملية والأمطار الغزيرة والسيول الجارفة والتي ربما تكون منقولة من مكان بعيد.
- الأعطال التي تحدث للعربات أثناء عبورها وتواجدها في المواقع الصحراوية الخطرة التي قد تؤدي الى توقف المركبة عن السير او غوص عجلاتها في الرمال الزاحفة.
التوعية ودور المواطن
وعن سؤاله عن أهم الأساليب والإجراءات التي تتخذها الإدارة في توعية المواطنين بالاخطار التي تتربص بجميع من يقصدون الصحراء بهدف التنزه اجاب قائلاً: تقوم الإدارة ممثلة في العلاقات العامة بعدد من الندوات والمحاضرات في المدارس وكذلك توزيع المنشورات والمطويات على المواطنين التي توضح وتشدد على أخذ الحيطة والحذر عند الذهاب لمناطق المراعي الصحرارية بقصد التنزه وغير ذلك لما تشكله من مخاطر حقيقية على أرواحهم وننصحهم بعدم الذهاب لها اطلاقاً مما كان السبب واما الرحلات البرية وخاصة التي تكون في مواقع شبه صحراوية فإن الذهاب لها يتطلب استعدادات وتجهيزات مهمة يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار ويجب توافرها قبل الذهاب لهذه المواقع التي تتمثل في تجهيز السيارة وفحصها والتأكد من سلامة جميع اجزائها وتأمين المعدات وقطع الغيار الضرورية لإصلاح السيارة من الاعطال التي قد تحدث ويفضل ان يكون هناك أكثر من سيارة واكثر من شخص عند الذهاب لهذه المواقع.
تزويد السيارة بالوقود الكافي وكذلك اصطحاب كميات كافية من المياه والمواد الغذائية لاستخدامها عند انقطاع السبيل او الضياع داخل هذه المواقع والمكوث بها أوقات طويلة حتى وصول المساعدين او المنقذين.
- تأمين مصباح يدوي أو أكثر يعمل بالبطارية الجافة «الكشافة»
- تزويد كل سيارة بطفاية حريق ويفترض ان تكون موجودة بصفة مستديمة بكل سيارة.
- اقتناء شنطة اسعاف اولية تحتوي على المواد الطبية اللازمة.
- يجب ان يكون هناك مواقع محددة للاتجاه لها ولا يكون الذهاب عشوائياً كما انه يجب ان يكون هناك معرفة للجهات الأصلية وكذلك تحديد زمني للبقاء في هذه المواقع واشعار الأقارب باتجاه الرحلة ومدتها حتى يتم المساعدة في حالة التأخر عن العودة.
والفائدة من التزود بخريطة للموقع توضح تضاريسه والأماكن المحظورة كالمواقع الخاصة بالجيش وشبكة الكهرباء وغيرها.
وعن سؤاله عن المواقع التي تمثل خطراً حقيقياً لمرتاديها في محافظة تربة أوضح المقدم الحارثي: محافظة تربة ليست صحراوية كما هو الحال في المحافظات المجاورة لمحافظة تربة من الشمال ولكن هناك مواقع خطرة فعلاً وخاصة أوقات هطول الأمطار لوجود الوحل والطين حيث لا تستطيع السيارات عبورها وهناك مواقع أخرى من الممكن ان يتوه فيها الناس مثل طريق «تربة، حضن عن - الطائف» في غرب المحافظة وهناك خالدية حضن شمال غرب المحافظة وكذلك «الحرة» في الجهة الشرقية للمحافظة كل من يذهب لهذه المواقع معرض للتوهان وخاصة عندما يكون مروره للمرة الأولى وبدون دليل او مرشدين.
صعوبات تعترض فرق الدفاع المدني
وعند سؤاله عن الصعوبات والمعوقات التي تواجهها فرق الدفاع المدني أثناء انتقالها للقيام بعمليات الإنقاذ في الصحراء غير الواضحة المعالم وغير المحددة؟، أجاب: يوجد هناك مشكلة حقيقية تواجهها فرق وآليات الدفاع المدني أثناء انتقالها لإنقاذ المحتجزين في الحوادث في الصحواء تتمثل في عدم تحديد نقطة الوصول التي توجد بها المشكلة وكذلك العوائق التي تتمثل في الأشجار والكثبان الرملية التي تحد من سرعة وصول فرق الإنقاذ الكبيرة او الصغيرة تعيقها بالكامل مما يجعلنا نطلب المساعدة من الطيران العمودي في إنقاذ المحتجزين او تحديد مواقعهم.
وحول الخطة او الاستراتيجية العامة التي وضعتها إدارة الدفاع المدني بتربة للتعامل مع مخاطر الصحراء، أشار: لقد وضعت الإدارة آلية محددة لمواجهة تلك الأخطار تتمثل في طريقة التعامل مع المواطن نفسه او تجهيز واستعدادات آليات وفرق الدفاع المدني وهي:
1- يتعلق بالجمهور حيث ان الإدارة طرفنا تقوم بين الحين والآخر بجهود توعوية عن هذه المخاطر بإلقاء المحاضرات والدروس وتوزيع المطويات والبروشورات على المدارس وعلى عامة الجمهور في الميادين الرئيسية بالمحافظة سواء لتوضيح المخاطر الصحراوية وكيفية التعامل معها او لتوضيح مخاطر السيول والأمطار وكيفية تفاديها او المخاطر المنزلية والصناعية وطرق تلافيها والحد منها.
2- والجانب الثاني يتمثل في استعداداتنا وتجهيزاتنا كدفاع مدني لمجابهة هذه المخاطر وذلك بالتدريب المستمر لمنسوبينا وعلى كيفية التعامل مع هذه المخاطر ومعرفتهم المسبقة بالطرق التي يسلكونها عند الانتقال لعمليات البحث والإنقاذ في الصحاري والمواقع البرية وكذلك تجهيز معدات الدفاع المدني طرفنا بالمتطلبات اللازمة لعمليات الإنقاذ واختيار السيارات اللازمة والمناسبة لعبور هذه الصحاري والمواقع البرية دون ان تتعطل هذه المعدات والعربات.
تعاون الجهات الأمنية الاخرى
هل هناك تنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى عند الانتقال للإنقاذ والبحث عن المفقودين في المواقع الصحراوية والبرية؟
- طبعاً وخاصة عندما يكون المفقودون في مواقع محدودة فإن عمليات البحث والوصول للمفقودين تكون بمشاركة جهات أخرى مثل الشرطة وربما نستعين بالبلدية والمواصلات لفتح معابر لبعض المواقع التي يصعب مرور العربات من خلالها.
هل من كلمة أخيرة توجهها للمواطنين والمقيمين لاتخاذ الحيطة والحذر أثناء التنزه في الصحراء والمواقع البرية عبر الجزيرة؟
قال: نعم أولاً اشكر جريدة «الجزيرة» التي لها اليد الطولى في المشاركة الفعالة في الحملة التوعوية في جميع انحاء المملكة واود ان اوجه كلمة ارشادية للمواطنين والمقيمين خاصة وإننا الآن على ابواب مقدم موسم الامطار وفصل الربيع لذا فإنه من الطبيعي ان يخرج الأهالي بغرض النزهة والاستمتاع بالأجواء البرية الجميلة، لذا يجب ان تكون الرحلات لمواقع غير صحراوية وتكون مدتها قصيرة وغير بعيدة جداً عن مدينة تربة والقرى المجاورة لها وان يكون نصب الخيام في مواقع مرتفعة وبعيداً عن مجاري السيول وعن مواقع المياه الراكدة والحفر والمستنقعات والتأكد من خلو المكان من الحشرات الضارة والسامة كذلك يجب الانتباه لتحركات الأطفال وعدم الغفلة عنهم.
كما يجب ان يكون هناك موقع مخصص للطهي واشعال النار بعيداً عن خيام الجلوس والنوم كذلك عند مغادرة المكان يلزم اطفاء النار او دفنها. هذا بالإضافة الى مستلزمات الرحلة والاستعداد لها والتي اشرنا لها سابقاً.
|