* عمان- بغداد - عبد الجليل مصطفى وزياد حارس - د.ب.أ:
حملت الحكومة العراقية الولايات المتحدة وبريطانيا مسؤولية ما أسمته «نهب» وتراجع مدخولات العراق النفطية، مؤكدة أنه بسبب ممارسات هاتين الدولتين تسلم العراق خلال الست سنوات الماضية بضائع بقيمة ثلث دخله فقط من الصادرات النفطية. والذي بلغ 62 مليار دولار.
وقال وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح في مؤتمر صحفي مشترك عقده يوم «الخميس» مع وزير الصحة أوميد مدحت مبارك هذه النتيجة من فعلها. فعلها؟ الرئيس الامريكي بوش وإدارته ضد شعب العراق، نفط العراق ينهب بقرار أمريكي وبمساندة بريطانية.
وأوضح صالح أنه منذ بدء العمل بمذكرة النفط مقابل الغذاء في شهر كانون الأول (ديسمبر) عام 1996 بلغت قيمة ما صدره العراق من النفط الخام 26 ملياردولار. لم يصل الشعب العراقي منها سوى 22 مليارا و800 مليون دولار. أي بواقع11 دولار للفرد الواحد شهريا.
وقال إنه تم استقطاع 20 مليار دولار لتغطية نفقات عمليات الامم المتحدة في العراق ولدفع تعويضات لضحايا غزو العراق للكويت في شهر آب/أغسطس عام1990. والذي استمر لمدة سبعة أشهر.
وأضاف: أما المتبقي فيمثل عقودا معلقة بلغت 2686 عقدا. كان وراء تعليقهاالمندوبان الامريكي والبريطاني في لجنة 661 المكلفة بمراقبة تنفيذ الحظر المفروض على العراق منذ عام 1990. وقال المسئول العراقي أيضا هذه هي ثروة العراق يخصم منها ما يقارب الثلث لتغطية نفقات الامم المتحدة والتعويضات. والمتبقي لا يصل منه الى شعب العراق إلا اليسير.
وبموجب مذكرة «النفط مقابل الغذاء». يسمح مجلس الامن للعراق بتصدير ما قيمته خمسة مليارات و260 مليون دولار من النفط الخام كل ستة أشهر. حيث يجري استخدام ما يقارب 65 بالمائة من المدخولات النفطية في تمويل شراء أغذية وأدوية وحاجيات إنسانية أخرى.
وسخر وزير التجارة العراقي من خطط نشرتها الصحافة الامريكية تتعهد بموجبها الولايات المتحدة بتوفير الغذاء والدواء للشعب العراقي في حالة احتلال العراق من قبل القوات الامريكية.
وقال صالح: نحن ننصح الرئيس الامريكي بأن يلتفت إلى وضعه الاقتصادي والى الوضع الاقتصادي للشعب الامريكي. حيث يعيش نحو ثلاثين مليون أمريكي بدون طعام. مشيرا إلى عرض الرئيس العراقي صدام حسين تقديم 100 مليون دولار كمنحة لتحسين أحوال الامريكان المحرومين. وأضاف ليس هناك عداء بين العراق وبين الشعب الامريكي. فقد أقام العراق والشعب الامريكي علاقات طبيعية قبل الحصار. وكان العراق يعد مستوردا رئيسا للسلع من السوق الامريكية.
وقال وزير التجارة العراقي أن بلاده وضعت خططها للمواجهة والاعتماد على النفس دون الحاجة أن تعتمد على مجلس الامن. الذي لن يرفع الحصار بسبب الضغط الامريكي. وقال إن الحكومة العراقية ستستمر في توزيع المواد الغذائية على المواطنين حتى في حالة أي عدوان عسكري.
وقد وضعنا الخطط لذلك. واتهم واشنطن أيضا بأنها تسببت في تراجع في الصادرات النفطية العراقية خلال السنة الماضية بنسبة 30 بالمائة بسبب إصرارها على قاعدة سعرية لا يستطيع مشترو النفط العراقي بموجبها معرفة الاسعار إلا بعد شهر من الشراء.
وقال: وبالتالي فقد انخفض إيراد النفط العراقي إلى 70 بالمائة مما كان عليه. وكان العراق يصدر حوالي مليونين و300 ألف برميل من النفط الخام يوميا في أوائل عام 2001. أي قبل تطبيق القاعدة السعرية الجديدة.
|