* واشنطن - الوكالات :
مع اقتراب موعد اتخاذ القرار بشأن شن حرب محتملة ضد العراق ناقش أمس الجمعة الرئيس الأمريكي جورج بوش وحليفه الصلب توني بلير رئيس وزراء بريطانيا استراتيجيتهما لاجبار بغداد على نزع السلاح.
وفي إطار مرحلة أخيرة من المفاوضات أجرى بوش وبلير محادثات بعد الظهر في منتجع كامب ديفيد الرئاسي بماريلاند.
ويجيء الاجتماع بعد ان خرج بلير وسبعة من زعماء اوروبا على الموقف الفرنسي الألماني المشترك وأعربوا عن تأييدهم للموقف المتشدد الذي يتخذه بوش من العراق. وأحدث ذلك انقساماً في الجبهة الاوروبية لكنه عزز رأي بوش القائل ان بوسعه تشكيل «تحالف من الراغبين» للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين إذا لم ينزع سلاحه.
وقال مسؤولون أمريكيون ان الموعد التالي الذي له أهمية بشأن قرار تحديد المهلة هو 14 فبراير شباط حيث يقدم مفتشو الأمم المتحدة تقريراً آخر عن مدى إذعان العراق لمطلب نزع السلاح.
وتطرقت محادثات بوش وبلير أيضا إلى كيفية التحرك في مجلس الأمن. ويقدم كولن باول وزير الخارجية الأمريكي تقريراً لمجلس الأمن يوم الأربعاء القادم قال بوش انه سيتضمن أدلة على إخفاء العراق أسلحة دمار شامل وصلته بتنظيم القاعدة.
وعلى الرغم من ان الرئيس الأمريكي يرى ان قرار الأمم المتحدة رقم 1441 الصادر في نوفمبر تشرين الثاني يسمح باستخدام القوة العسكرية قال بلير ان على العالم الالتفاف حول الأمم المتحدة ولمح إلى انه سيضغط على بوش لاستصدار قرار ثان من الأمم المتحدة قبل أي تحرك عسكري ضد العراق.
ويواجه بلير في الداخل معارضة قوية من البريطانيين لولائه الشديد لبوش. وأظهرت استطلاعات الرأي ان غالبية البريطانيين يعارضون التدخل في العراق دون موافقة الأمم المتحدة. وتنظم حركة سلام مظاهرات حاشدة مناهضة للحرب كما ان هناك شعوراً متنامياً بعدم الارتياح بين أعضاء حزب العمل البريطاني الحاكم الذي يتزعمه بلير.
وصرح آري فلايشر المتحدث باسم البيت الأبيض بأن بوش استمع بعناية لما قاله بلير.
وقال: «رؤية الاثنين لا تتطابق دوما ويختلفان أحياناً في بعض القضايا وهذا دليل على علاقة عظيمة وصحية بين نظامين ديمقراطيين قويين».
وأبلغ بوش الصحفيين مساء الخميس ان النافذة الدبلوماسية لن تظل مفتوحة إلى الأبد وأبلغ هاتفياً رئيس وزراء البرتغال خوسيه باروسو ورئيس وزراء السويد جوران بيرسون ان «الوقت ينفد».
ورحب الرئيس الأمريكي جورج بوش بفكرة نفي الرئيس العراقي صدام حسين وقيادته وقال انه سيمنح المسعى الدبلوماسي لوضع نهاية للمواجهة بشأن نزع أسلحة بغداد «أسابيع وليس شهوراً».
وفي إطار اللجوء لأوثق حلفائه طلبا للمشورة بشأن تحديد موعد نهائي للعراق للتخلي عن أسلحته المشتبه فيها للدمار الشامل قال بوش لرئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني ان الأمل يحدوه ان تقنع «ضغوط العالم الحر» الرئيس العراقي صدام حسين بالتخلي عن السلطة.
وقال بوش في بداية اجتماع مع برلسكوني في المكتب البيضاوي: «آمل ان تقنع ضغوط العالم الحر السيد صدام حسين بالتخلي عن السلطة.. وإذا اختار مغادرة البلاد مع الكثير من اتباعه الذين عذبوا الشعب العراقي فسوف نرحب بذلك بالطبع». وسارع باضافة ان «هدف نزع السلاح يظل كما هو».
وفيما تحاول إدارة الرئيس الأمريكي إقناع حلفاء مترددين وغالبية الشعب الأمريكي بأن الرئيس العراقي صدام حسين يمثل تهديداً وشيكاً يحتاج إلى استخدام القوة قال مسؤول أمريكي كبير ان 22 دولة على الأقل عرضت تقديم دعم في مجال الامداد والتموين إذا ما قرر الرئيس الأمريكي مهاجمة العراق.
وقال ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الأمريكي أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ان تسع دول تعهدت بتقديم قوات مشيرا إلى انه في بعض الحالات كان التعهد جزئياً وان 21 دولة عرضت «وصولاً كاملاً حال الحاجة لعمل عسكري». وجاءت تقديرات ارميتاج أعلى بكثير من تقديرات أمريكية سابقة.
وقال مسؤولون أمريكيون ان بوش وبرلسكوني بحثاً «الخطوات التالية» فيما يتعلق بالعراق.
لكن بوش قال ان فرصة الحل الدبلوماسي لن تظل قائمة للأبد.
|