Saturday 1st february,2003 11083العدد السبت 29 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مشاهد مأساوية في الخليل ينفذها المجرمون الصهاينة مشاهد مأساوية في الخليل ينفذها المجرمون الصهاينة

  * الخليل د ب أ:
كان يوما عاديا في كانون الأول ديسمبر الماضي عندما خرج الفتى وسيم رجائي «14 عاماً» صباحاً إلى شوارع البلدة القديمة في الخليل جنوبي الضفة الغربية.
والخليل واحدة من سبع مدن فلسطينية خاضعة للحكم الذاتي وأعاد الجيش الاسرائيلي احتلالها خلال الأشهر السبعة الأخيرة.
كان هناك حظر تجول ولكن الفتى وسيم أعتقد أن في إمكانه الذهاب فقط إلى محل بالقرب من منزله لشراء طعام، فاندفعت سيارة جيب تحمل خمسة جنود إسرائيليين من شرطة الحدود بجانبه، وسأله أحدهم «إلى أين تذهب»؟ وقال بقيتهم «لا يسمح لك بالخروج، سنلقنك درساً».
وخرج ضباط الشرطة من السيارة وأحاطوا به، وأخرج أحدهم بضع قصيصات من الورق من جيبه وطلب من وسيم أن يفتح أحدها.، وقرأ الضابط ما كتب في الورقة وقال للفتى «سنهشم رأسك».
وأطبق ضباط الشرطة على وسيم وأمسكوا بذراعه الأيمن وكسروا أحد أصابعه، ثم تركوه في الشارع، وعاد إلى منزله حيث نقلته أسرته إلى المستشفى للعلاج.
وقبل ذلك بأسبوع في منتصف كانون الأول ديسمبر الماضي كان ابراهيم جبارة «37 عاماً» جالساً مع ابن عمه في أحد الأحياء جنوب شرق الخليل عندما توقفت سيارة جيب لشرطة الحدود أمام منزله.ونزل عدة ضباط من السيارة وطلبوا من جبارة وابن عمه الخروج إليهم، وبدأوا يضربونهما، ولكنهم توقفوا وسألوا جبارة «عليك أن تختار الطريقة التي نضربك بها أكثر».
فطلب من جبارة التقاط قصيصة قرأ فيها «الساق واليد اليسرى». وقال انه نقل إلى المستشفى في حالة غيبوبة مكسور الساق واليد.
وروى علي سنيكروب «21 عاماً» قصة مماثلة. فقد كان جالساً مع بعض أقربائه في متجره بوسط المدينة عندما طلب منه ضباط شرطة الحدود الصعود إلى سيارتهم الجيب وأخذوه إلى تل معزول خارج وسط المدينة، وسألونه «في أي جزء تريد أن نضربك؟»، فرفض الإجابة. وروى «فبدأوا يضربونني بعصى على رأسي وكل مكان من جسدي».
وأوضح أن «أحد ضباط شرطة الحدود كان يحمل آلة تصوير وبدأ في التصوير بينما كان الآخرون يضربونني». ونقله فلسطينيون في المنطقة إلى المستشفى بعد أن ترك ملقى على الأرض في غيبوبة.
ورجائي وجبارة وسنيكروب ثلاثة من عشرات السكان في الخليل يقولون انهم تعرضوا لتعديات بدنية في ظروف مماثلة، فيما يظهر أنها نفس وحدة شرطة الحدود.
ويطلب مرتكبو هذه المجاوزات من ضحاياهم التقاط ورقة دون فيها الطرف الذي سيكسرونه من أطراف أجسادهم.
ويقول حسين الشوخي المحامي من الخليل ورئيس منظمة الدستور الفلسطينية لحقوق الانسان انه تحدث إلى 50 فلسطينياً من منطقة الخليل تعرضوا للضرب بعد إرغامهم على سحب «تذكرة يانصيب» .
وأوضح أن التعديات بدأت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي - وقال المحامي «لقد اتصلت بي وزارة العدل (الاسرائيلية) وطلبت مني تقديم شكوى».
ويصر المحامي على أن تقوم هيئة مستقلة من خارج السلطات الاسرائيلية بالتحقيق في الشكاوى.
كما أوضح أن القانون الدولي يقضي بإتاحة محاكم مستقلة للفلسطينيين يتقدمون أمامها بشكاوى عن أفعال الجيش الاسرائيلي وشرطة الحدود. وناشد المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل وطلب تأسيس مثل هذه المحاكم.
وأضاف «إني أتساءل عن هذه المحكمة التي يتعين أن أتوجه إليها: أين هي؟ الناس يسألونني: لمن نشكو؟ لله؟ إذا ضربتنا الشرطة فهل نذهب إلى نفس هذه الشرطة لنشكو؟».ولكن متحدثة باسم وزارة العدل الاسرائيلية تقول «إن جهة الشكوى هي إدارة التحقيق مع رجال الشرطة، وهي إحدى إدارات وزارة العدل وجهة منفصلة عن الشرطة».
وأعلنت وزارة العدل «ان إدارة التحقيق مع رجال الشرطة تحقق في الأمر». وأضافت «لا نكشف عادة عن تقدم التحقيقات، ولكنا نقول فقط ما إذا كان هناك تحقيق، لا نستطيع أن ندلي بأي تفاصيل».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved