* كتب - سعيد الدحية الزهراني:
تواصل جماعة السرد نشاطها السردي والنقدي في مقرها الجديد بنادي الرياض الأدبي والذي اتخذته في الآونة الأخيرة بعد ان تعذر بقاؤها «الجماعة» في جمعية الثقافة والفنون، حيث حددت موعد الملتقى وهو يوم السبت من كل أسبوع أوكلت بعض المهام المتعلقة بالجماعة إلى عدد من الأعضاء المؤسسين، كما طرحت في الأسابيع الماضية عدداً من القضايا والمواضيع السردية والتي تناول أعضاء الجماعة والحضور المناقشة والحوار حول تلك المواضيع المطروحة.
في ملتقى الجماعة الختامي والذي سيتوقف بعده لحلول إجازة عيد الأضحى كان موضوع الملتقى هو دراسة لدراسة أميرة الزهراني، قدمها الأستاذ يحيى الأمير حيث كانت تتعلق دراسة الأستاذة أميرة الزهراني بالقصة القصيرة في المملكة والدراسات النقدية التي كتبت حولها سواء داخل المملكة أو خارجها. بالاضافة الى عدد من النقاط والمحاور الأخرى التي اشتملت عليها دراسة أميرة الزهراني. أما دراسة الأمير لدراسة أميرة فقد ذكر انها مجرد قراءة تعريفية أكثر مما هي نقدية لكنها في الحقيقة انتهت بمعركة حامية بين الأمير وأميرة فما كان الأستاذ الأمير يختتم جزئية من جزئياته التي أوردها ارتجالا حتى يورد بعدها تعليقا غاضبا.
ولعل أهم ما وصف به الأمير دراسة أميرة هو عدم التزامها بالمنهج الذي ذكرت انها ستتبعه في دراستها. بالاضافة الى الاستقراء الناقص وغير الصحيح.
واختتم الأمير حديثه قائلا: إن الدراسات الأولى للقصة القصيرة في المملكة خيانة لانها لم تكتب أساسات إلا بدافع الارتزاق) وأضاف: ان تلك الدراسات لا تمثل وجها ناصعا حقيقيا لما تناولته فقد كانت مشتملة على الاطراء المفرط غير المعقول أصلا مثل (الفارس الملثم) فهذا أحد الأوصاف التي كان يطلقها الناقد على القاص الذي يتناول نتاجه القصصي، كما كانت تلك الدراسات مجرد إنشاء بلاغي مليء بالالفاظ والعبارات البراقة الفارغة.
ما تجدر الاشارة إليه هو أن الأمير لم يكتف بما آتاه الله من خشونة في درجة الصوت وجهوريته، بل أضاف الى ذلك روحا وصائية غاضبة اشتملت ألفاظا تعبيرية صاخبة.
وما أن اختتم الأستاذ الأمير حديثه حتى تناقل أعضاء الجماعة ميكرفون التعليق بأدء الأستاذ يوسف الذكير حيث أشعل فتيل الحرب في نفوس أعضاء الجماعة بعد أن أوغلها الأمير بما ذكره عن من كتبوا عنهم. ذاكراً انه لا يوافق الأمير فيما ذكره عن قضية أو مسألة الارتزاق، معللا ذلك الاستشهاد الانتقائي الذي لجأ إليه الأمير حيث ذكر أن ذلك التركيز الواضح إنما هو لاثبات صحة حكمه الخاطئ مستشهداً على ذلك بعدد من الأسماء النقدية النزيهة والمعروفة بشموخها والتي ندين لها بما كتبته عنا. أما دراسة الأستاذة أميرة الزهراني فاعتبرها إضافة نوعية متميزة وتستحق المتابعة والاحتفاء.
أما الأستاذ حسين علي فابتدأ بالحديث عن دراسة أميرة الزهراني حيث ذكر انها عمل جاد وشامل بذلت فيه الدراسة جهداً ليس باليسير ليضم صوته بعد ذلك الى صوت الذكير فيما ذكره الأمير عن الارتزاق مخالفا في ذلك ما ذكره الأمير ومؤكدا على انه يجب علينا احترام كل من كتب عنا سواء أصاب أو أخطأ.
ينتقل الحديث بعد ذلك إلى الأستاذ محمد الشقاء والذي كان أكثر المعلقين غضباً واسفاً لما ذكره الأمير حيث أشار إلى ان الأمير انما أراد بما طرحه في دراسته موافقة آراء أخرى وكنا نتمنى أن يكون له رأيه المستقل وانتقد وبشدة ما ذكره الأمير حول مسألة الارتزاق وانه بذلك تجاوز الأطر المتعارف عليها مؤكداً على انه يجب احترام كل من تناول نتاجنا الأدبي وأرجأ الشقحاء انحراف الأمير عن الصواب في دراسته الى قلة الاطلاع والالمام بالجانب الأدبي السعودي.
أما الأستاذ محمد عقده فقد ذكر انه يوافق الأمير في نقاط عدة مما ذكره في دراسته حيث ذكر ان أكثرية من تناولوا الأدب السعودي سواء في الداخل أو الخارج ليسوا نقاداً في الاساس وإنما مجرد كتبه فقط.
كما أشار إلى ان اشكالية الأمير تكمن في انه ينظر الى الأدب التقليدي بنظرة حداثية أو يحاسب نص الأمس بلغة اليوم.
أما الأستاذ سعيد عاشور فيبدو انه انتحى منحا بعيدا وغريبا أيضا عندما نظر الى ما طرحه الأمير بنظرة التعصب ودراستي الأميرة الأستاذ إبراهيم الناصر انتقد ما طرحه الشقحاء في مداخلته كما تناول بعض التعليقات لكنه خص مداخلة سعيد عاشور بأنها غير مفهومة تماما ولا يعلم ماذا يريد منها.
الأستاذ خالد اليوسف أمين نادي القصة سابقا تناول الدراسة في تعليقه بشكل مستفيض كما أشاد بها وبما تناولته واعتبرها إضافة نوعية غاية في الأهمية وجديرة بالاحتفاء والإشادة.
د. سلطان القحطاني علق على ما ذكره الأمير وعلى دراسة أميرة وعلى ما سمعه من تعليقات حادة وغاضبة وقد ركز في مداخلته على أن مجتمع جماعة السرد إنما هو مجتمع شفافية ووضوح بعيدا عن التصادم أو الاختلاف غير المنطقي.
كما جاء أيضا عدد من المداخلات من الأستاذ سعيد الغامدي حول جزئيات في الدراسة والأستاذ علي المطاوعة حول دخول الأمير الى نقد الدراسات مع أميرة.
وبعد ذلك تناول الأستاذ الأمير التعليق حول ما ذكره أعضاء الجماعة متحاوراً في ذلك مع الأستاذين الذكير والشقحاء وبهذا ختم الأستاذ عبدالله السميح ملتقى (سبت الجماعة).
|