لفت انتباهي وانتباه الجميع التصريح الذي أدلى به فنان العرب محمد عبده لإحدى المجلات الأسبوعية وكان هذا التصريح مطولاً حمل بين سطوره نقداً «لاذعاً» ربما هو الأول من نوعه منذ سنوات عديدة للفنانين عبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وقال إن ما يقدمانه حالياً يعد «إسفافاً» بالأغنية، إلى آخر التصريح الذي حمل مضامين وخفايا وإسقاطات لا تخفى على محمد عبده وحده ويجهلها البعض.. وكان هذا التصريح حديث الوسط الفني الأسبوع الماضي الذي يتناقله بشكل لافت.. خاصة وهو يركز في نقده لهما على أغنيتين هما «إدلع يا كايدهم» لعبد المجيد و«مشكلني» لراشد الماجد وملاحظاته عليهما..
محمد عبده «ربما» وأقول هنا «ربما» حاول تحريك مياه الإثارة التي ظلت «راكدة» محاولاً استفزاز أحدهما وهو الأقرب لمنافسته والأقوى صوتاً من صاحبه بينما يتفوق عليه الآخر «بشيء» من الذكاء..
ولكن ألم يراجع فنانا الكبير ما قدمه مؤخراً.. وهل هو مقتنع تماماً بما يقدمه للجماهير.. بل ما الذي قدمه خلال الخمسة أعوام الماضية بحجم عطاءاته السابقة لماذا يحاول أن يحصر جماهيره في مجموعة من الأغاني التي طرح غالبيتها في أربعة أو خمسة أشرطة خلال الأعوام الماضية.. أليس اللحن واحداً والصوت واحداً والكلمة واحدة.. أم أن «الدرامز» الذي يفضله «مؤخراً» محمد عبده كفيل بأن يجبر الجماهير على شراء شريط كامل به أغان مكررة بدأ «يمل» منها البعض وهل وصل التوثيق لهذا الحد من «التخمة»؟؟
عدا الأشرطة لماذا يقدم هذه الأغاني في جميع حفلاته حتى بات الجمهور يعرف ما سيغني قبل صعوده المسرح؟ بل وأصبح الصحفيون «يتنبأون» بأنه سيغني كذا وكذا وكذا على أساس أنها سبق صحفي وهي في المقام الأول مجرد تخمينات «مؤكدة» بل لاحظوا الفرقة الموسيقية وهي تعزف على المسرح أغانيه وقد حفظوها ولم يعد هناك حاجة «للنوتة» المسكينة التي لم ينظر إليها أحد..
إنني مع الفنان محمد عبده فيما قال فلا عبدالمجيد ولا راشد قدما في الآونة الأخيرة العطاء الجيد سواء في الكلمات أو الألحان ويجب عليهما أن يعيدا النظر جيداً فيما يطرحانه من جديد بدلاً من «التهافت» على الكلمات التي يظنانها وحدهما هي الرائجة والمطلوبة جماهيرياً..
وما قاله محمد عبده في هذا الثنائي فهو لأنهما الوحيدين في الساحة حالياً مع تقديري الكامل لباقي الفنانين واعترافي بما يقدمونه ولكن «جماهيرياً» هما المطلوبين والأمل معقود عليهما.. وسيعودان يوماً وستكون عودتهما قوية.. بل ومدوية.. ولكن قليلاً من الذكاء.. والتفكير بهذا الجمهور المتعطش.
أعود لفنان العرب الذي لم يعد يملك صوته وجماهيره العربية تنتظر إطلالة تنسيهم التكرار بصوته «الفريد» وأدائه الرائع وختاماً أتساءل.. أين فنان العرب؟؟!!.
** الأخوة القراء وصلتني مجموعة كبيرة من الرسائل الإلكترونية ولا مجال اليوم لحصرها ولكن الأسبوع القادم وسأخصص كامل الزاوية للردود ودمتم.
|