أضمر له المودة وهو يكذب

* س: - بيني وبين زوجي سوء تفاهم كثير.. تزوجته بعد علاقة وطيدة، أنتج هذا الزواج أربعة أولاد ثلاثة أبناء وبنت انكشف لي بعد الزواج بمدة يسيرة أنه عجول وضعيف ولا يقطع في الأمور ذهبت الى أهلي أكثر من مرة وأعود.. كرهته وان كنت أضمر له المودة بحكم العشرة لكن ماذا أفعل؟! ضعيف وعجول واكتشفت انه يكذب؟
هـ.ض.أ- البكيرية - القصيم
* ج: - من نافلة القول أن أتجه صوب حقيقة لابد أن أذكرها هنا وهي ان الزواج الذي يتم بعد علاقة يعني «حب» من وراء الجدار إنما هو زواج أقرب الى الفشل منه الى النجاح ما لم يكن الزوج ضعيفاً وألعوبة أو تكون الزوجة ضعيفة وألعوبة فهذا قد يستمر لكنه لا يدوم وبين يدي الآن مما بعثته الجزيرة اليَّ ومن خلال البريد الالكتروني والإنترنت رسائل تقرب من «1215» خلال سنة وثلاثة أشهر فقط كلها تصب في مصب واحد هو فشل الزواج بعد علاقات تمت بين الطرفين قبل ذلك إلا سبع رسائل فقط تم اصلاح الحال بينهما.
ويعود سبب الفشل بعد استقراء نفسي خاص في: عيادتي ومكتبي الخاص الى ما يلي:
أولاً: شك أحد الزوجين بالآخر.
ثانياً: تغير الزوجين أو أحدهما بعد الحياة الطبيعية بعيداً عن التقمص والتمثيل.
ثالثاً: ظهور صفات كاذبة عند أحدهما.
رابعاً: ظهور مراد مصلحة ما بعد الزواج مصلحة سيئة.
خامساً: الغيرة الزائدة.
سادساً: احتقار أحدهما للآخر.
سابعاً: اتهام أحدهما للآخر.
ثامناً: تدخل أم الزوجة.
تاسعاً: تدخل إخوة الزوجة.
عاشراً: الكيد المبطن من أحدهما.
الحادي عشر: اكتشاف خيانة ما وهذا يحصل بقدر 6%.
الثاني عشر: استعلاء احدهما على الآخر.
الثالث عشر: جهل أصول مراد الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من مشروعية الزواج.
الرابع عشر: التبذل في المزح والانفتاح.
الخامس عشر: كشف سر أحدهما للآخر. وهذا تم بين يدي بقدر 30%.
تقولين في السؤال:«تزوجته بعد علاقة وطيدة» وتقولين «انكشف لي بعد الزواج بمدة يسيرة انه عجول وضعيف ولا يقطع في الأمور» وتذكرين عنه كذلك :«واكتشفت أنه يكذب» في تحليلي النفسي، وقد تلمست منك صدق طلب الحق أنك أنت العجولة بجانب طيبة قلب ومعصية لله سبحانه وتعالى.
فأنت ذات عجلة بتقديمك العاطفة على العقل حتى تم الزواج بل لعلك ذات مسار يصل الى 90% حتى تزوجتيه.
وأنت طيبة القلب تبذلين وتكرمين وتنسين حالات الناس حتى الزوج.. نعم حتى الزوج.
وأنت عاصية لله سبحانه وتعالى فكيف عقدت علاقة وطيدة مع آخر أجنبي عنك حتى لو فرضت أنه: ابن عمك بل كيف عقدت هذه العلاقة بطيبة قلب وسذاجة وتصنيفها ب«وطيدة» ما هذا؟! هل في: الحرام علاقة وطيدة وغير وطيدة.
ألست معي يا أختنا الفاضلة أنك تشكلين 60% مما حصل.
أولا تظنين أنها عقوبة عاجلة بذهابك الى المحرم بسبب طيبة قلب وتغرير لكن حسناً توبي الى الله وعودي الى الزوج.. كوني أنت قدوة صالحة له بصبرك عليه وعدم دفعه الى الكذب أو العجلة فالزوجة قد تساهم في السوء وقد تدفع الى المشكلة عودي إليه ويجب أن تقطعي أنك تزوجتيه بعد علاقة وطيدة محرمة حتى وان كانت كما يقال شريفة، وأين الشرف في هذا كله؟
عودي إليه فهو يحبك ويقدرك ويحنو عليك وما صفاته التي ذكرتيها إلا ليبتدىء دورك في اصلاحه شيئا فشيئاً لتكوني زوجة صالحة مصلحة.
عودي إليه ولا تدخلين الأهل في هذا أبداً.
عودي إليه وتجاهلي هفواته التي يمكن اصلاحها ويجب أن تتحملي ذلك فلم يجبرك أحد على الزواج منه، ولم تسألي عنه كثيراً قبل ذلك ولو أن كل بيت كان مثالياً لخرج منه مثل: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ومعاذ، وأبي الدرداء، وصلاح الدين الأيوبي، ومحمد الفاتح، وابن تيمية، والذهبي، والسبكي، والسيوطي، والرافعي.
لو أن كل بيت كان كذلك لكان الحال كما وصفت لكن سددي وقاربي وحاولي بناء بيت جيد كريم بوعي ونية صالحة، وتلمس الحلال من المال وتجنب دعوة المظلوم وكم آمل تجنب العجلة جداً في اتخاذ قرار ما.. آمل دوام الصلة.